الرباط: أفرج حزب العدالة والتنمية المغربي في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، عن كلمة زعيمه وأمينه العام، عبد الإله ابن كيران، التي ألقاها أمام أعضاء اللجنة اللجنة المركزية لشبيبة الحزب ببوزنيقة السبت الماضي، حيث أقرّ فيها بأنه بعد إبعاده من تشكيل الحكومة "حدثت أشياء قاسية ، ونعيش ظروفا صعبة وشديدة جدا على حزبنا".

وأضاف ابن كيران" هناك تحليل مجمع عليه يفيد أن حزب العدالة والتنمية خسر المعركة"، وذلك في اعتراف صريح من ابن كيران بتغلب خصومه عليه. قبل ان يستدرك قائلا: "لكن هل انتهى( العدالة والتنمية) هل سوف يستسلم أم أنه سيتعامل مع هذا الذي حدث على أنه كبوة ستنهض منها ولو بعد حين"، مشددا على أن طريق الإصلاح شاق "هذا الطريق صعب وطويل وفيه الخير للبلد".

وسجل رئيس الحكومة السابق في كلمته التي وصفت بالقوية، أن المغرب يعاني مشكلا كبيرا يتمثل في أن "الإرادة الشعبية تصطدم بتكتيكات النخب"، &وذلك في رسالة سياسية لا تخلو من دلالات، لمز فيها ابن كيران النخب الحزبية والسياسية في البلاد، التي تواطأت ضده بعد تكليفه تشكيل الحكومة من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس بعد تصدر حزبه لانتخابات 7 أكتوبر الماضي، قبل أن يسحب منه التكليف.

وأوضح ابن كيران ، أمام أعضاء شبيبة حزبه أن "الحرية والعدل والديمقراطية لا تأتي مرة واحدة بل تأتي تباعا"، معبرا عن اعتزازه بما قدمه حزبه للبلاد، حيث قال "إذا افترضنا اليوم توقفت حياتنا السياسية وحتى الطبيعية، سنكون قدمنا أشياء محترمة لوطننا".

وكشف رئيس الحكومة السابق، في اللقاء ذاته، أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، أرسل له اثنين من مستشاريه من أجل التحقيق معه في كلام قاله في أحد اللقاءات، بناء على طلب أربعة أحزاب سياسية راسلت الديوان الملكي اعتبرت أن كلامه منافٍ للدستور، وفيه استقواء بالمؤسسة الملكية.

&وزاد ابن كيران موضحا، أنه قدم للمستشارين شريط الفيديو حول كلامه وأخذوا ذلك، قبل أن يردف قائلا "لكنهم لم يسألوني عن الموضوع بعد أن تأكدوا أن مزاعم أحزاب المعارضة الأربعة غير صحيحة".

وأضاف "رغم شكاوى المعارضة إلا أن المغاربة وثقوا في (العدالة والتنمية)، ومنحوه أصواتهم وعاقبوا الآخرين"، في إشارة إلى نجاح حزبه في تصدر النتائج الانتخابية الأخيرة.

وفي نبرة لا تخلو من التحدي، قال ابن كيران "أيام الله طويلة والتدافع في الأرض مستمر ولا يمكن أن يمر ما حصل بشكل عادي كأن شيئا لم يقع في الكون، غير مقبول هذا الكلام"، وأضاف معربا عن عزمه واستمراره على النهج&نفسه في مواجهة خصوم الحزب من أي موقع كان داخل الحزب "، لافتا في رسالة لأتباعه الى انه "لا يمكن أن تعولوا علي لوحدي".