أُنقذ الحيوانان الوحيدان الناجيان من حديقة حيوان بالموصل في ظل ظروف مروعة تشهدها المدينة التي مزّقتها الحرب الدائرة لاستعادتها من قبضة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

وعُثر على الأسد "سمبا" والدبة "لولا" وحيدين في الحديقة التي كانت تملكها شركة خاصة في فبراير/ شباط الماضي، وكانا لا يزالان في قفصيهما وتُغطيهما الأوساخ والفضلات.

وقالت جمعية "فور بوز إنترنشونال"، المعنية بحماية الحيوانات، إنها نقلتهما يوم الاثنين إلى مكان أفضل في الأردن.

وتواصل القوات العراقية والمليشيات الموالية لها بدعم من التحالف الدولي عملياتها لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من الموصل، آخر معقل رئيسي للتنظيم في العراق.

وتسببت المعارك الضارية الدائرة في الموصل منذ نحو ستة أشهر في وقوع خسائر بشرية في صفوف المدنيين، ونزوح مئات الآلاف من منازلهم.

الأسد سمبا
AFP
استغرق حصول جمعية "فور بوز إنترناشونال" على التصاريح اللازمة لنقل الحيوانين أسابيع

ودُمّرت حديقة حيوان "منتزه حي المرور" بشكل كبير أثناء المعارك في الشطر الشرقي من الموصل في وقت مبكر من هذا العام، وقتلت غالبية الحيوانات في الحديقة، ومن بينها لبؤة، وقرود، وأرانب، أو نفقت من شدة الجوع.

وقال عامر خليل، وهو طبيب بيطري نمساوي من أصل مصري، والذي قاد بعثة "فور بوز إنترنشونال" إن الأسد سمبا والدبة لولا كانا يعانيان من أمراض كثيرة بسبب سوء التغذية، ونقص الرعاية، عند العثور عليهما أول مرة في فبراير/ شباط.

وأضاف أن أسنانهما في وضع سيء للغاية، وأن الدبة تعاني من التهاب رئوي، بينما يعاني الأسد من آلام في المفاصل.

وبعد أسبوعين، أخفقت أول محاولة لنقلهما عندما احتجزت الشاحنة التي كانت تقلهما في إحدى نقاط التفتيش.

وعلقت الشاحنة في الطريق تسعة أيام لحين الحصول على تصاريح إضافية، وخلال تلك الفترة أصيب الأسد سمبا بمشاكل في التنفس.

وقبل أن تقلع الطائرة التي تنقلهما إلى الأردن يوم الاثنين، قال خليل لوكالة أسوشيتد برس للأنباء: "هذه بداية حياة جديدة للحيوانين."

وأضاف أنهما "من الآن فصاعدا، لن يكونا جزءًا من هذه الحرب."