ألغت الكنيسة المصرية، الاحتفالات بعيد القيامة، يوم الأحد المقبل، وقررت تخصيص هذا اليوم لـ" لتلقي التعازي من أبناء الشعب المصري"، بينما كشف قسان كبيران في الكنيسة تفاصيل اللحظات التي تزامنت مع تفجير الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، ورد فعل البابا تواضروس على التفجير، الذي وقع أثناء صلاة أحد الشعانين، مؤكدين أنه لم يهرب من الكنيسة، حفاظًا على حياته.

إيلاف من القاهرة: قررت الكنيسة المصرية، إلغاء الاحتفالات بعيد الفصح، والاكتفاء باستقبال المعزين في ضحايا التفجيرين الإنتحاريين اللذين أصابا كنيستي مارجرجس في طنطا والمرقسية في الإسكندرية، وأسفرا عن مقتل نحو 45 شخصًا، وإصابة أكثر من مائة آخرين.

وقال المتحدث باسم الكنيسة القس بولس حليم، "نظرا للظروف الحاضرة ومشاركة مع المتألمين من أسر الشهداء والمصابين، ومع حلول عيد القيامة المجيد، سوف نكتفي بصلوات القداس ليلة العيد والاحتفال الطقسي في الكنائس والأبرشيات"، مضيفًا "يخصص يوم العيد (الأحد) لتلقي التعازي من أبناء الشعب المصري". ويقام قداس عيد الفصح في مصر مساء السبت المقبل قبل ساعات من الاحتفال بالعيد الأحد.

وقال وكيل البطريركية الأرثوذكسية القمص سيرجيوس "سنكتفي بصلاة القداس فقط دون أي مظاهر احتفالية. لن نستقبل مهنئين بالعيد. نرحب فقط بالمعزين". واصفًا القرار بأنه "طبيعي، لم نكمل أسبوعا واحدا منذ دفنا شهداءنا في طنطا والإسكندرية".

&

الكنيسة تلغي الاحتفالات

&

وأضاف سيرجيوس، سيتم إلغاء أية مظاهر احتفالية بما فيها توزيع البابا الحلوى على المهنئين، وقال: "لن يتم تعليق أي أنوار أو إضاءة أو زينة احتفالية في الكنائس عبر البلاد كما لن يتم فتح غرف الاستقبال أمام المهنئين كما هو معتاد في الأعياد".

البابا تواضروس لم يترك الكنيسة

وفي السياق ذاته، كشف راعي الكنيسة المرقسية وسكرتير مجلس كهنة الإسكندرية، القس إبرام إميل، اللحظات التي تزامنت مع التفجير الإنتحاري الذي وقع أمام الكنيسة، أثناء إقامة البابا تواضروس الصلاة في أحد الشعانين.

وقال إميل، في مقطع فيديو نشرته صفحة بطريركية الأقباط الأرثوذكس في الإسكندرية على موقع فيسبوك، اليوم الأربعاء: "كنا مرتبين نخلص الصلاة والقداس في حدود الساعة الثانية عشرة والنصف أو الواحدة ظهرا، وحطينا ترتيبات القداس والألحان، وصلينا كل حاجة متفقين عليها، وكان مترتب إننا منصليش المزمور باللحن، إلا أن الأنبا بافلي أصر على صلاة المزمور باللحن ما استغرق وقتا طويلا".

وأضاف: "أنهينا القداس الساعة الحادية عشرة و50 دقيقة، وفي آخر صلاة التجنيز قال البابا تواضروس (قبل ما يلف الآباء الأساقفة لرش المياه.. هذه المياه ليست السعف، وإنما للناس الذين استشهدوا، ونحن بنصلي تحسبا لأي طارئ آخر ممكن يحصل في أسبوع الآلام)، وطلب من المصلين الحاضرين أن يصلي كل منهم في سره، ويقول (اديني يارب النهاية الصالحة)، وده كان طلب البابا، وبعد الانتهاء من القداس، خرج البابا لمقره في الكنيسة، وبدأ المصلون في الخروج، وكان عددهم يقدر بنحو 3 آلاف مسيحي".

ونفى إميل ما قيل عن خروج البابا تواضروس خوفًا من الموت، وقال إن البابا لم يهرب ولم يترك الكنيسة، مشيرًا إلى أنهم طلبوا منه مراراً الخروج حفاظًا على حياته، لكن أصر على الانتظار حتى "يطمئن على أولاده". وتابع: "البابا لم يهرب ساعة الانفجار".

وكشف إميل أنه كلف أحد الخدام في الكنيسة بالمشاركة في تفتيش من يدخلون الكنيسة، وقال: "أنا طلبت من عم نسيم أن يقف مع أمن الكنيسة منذ أسبوع، لوجود 3 أفراد فقط لتفتيش الدخول، وقلت له إننا في أسبوع الآلام لازم نكون مركزين ومشددين في التفتيش"، مشيرًا إلى أنه "لولا تركيز نسيم كان الانتحاري دخل في أكثر مكان زحمة وفجر نفسه وكان العدد أضعاف من ماتوا، أو يدخل في مقر البابا ويفجر نفسه، وهنا ستحدث مشكلة وكارثة كبيرة للكنيسة والبلد، فقد نجانا كلنا".

ودعا إميل الأقباط للافتخار، وقال: "افتخروا بالانتماء إلى كنيستكم، كنيسة أبونا الكبير مارمرقس، والمرقسية على واجهتها لوحتان، ونحن نحتاج أن نضيف لهم لوحة ثالثة نكتب عليها (قدمت الكنيسة شهداءً للمسيح يوم أحد السعف 2017)".

وقدم القس رويس مرقص رواية مشابهة لما حصل داخل الكنيسة المرقسية وقت تفجير الإنتحاري نفسه، وقال إنهم لم يبلغوا البابا تواضروس بحادث تفجير كنيسة طنطا مبكرًا أثناء الصلاة.

وأضاف في مقطع فيديو آخر نشرته صفحة الكنيسة، أن البابا لم يرش المياه المقدسة، "لأن ظهره يؤلمه، فقد عاد من رحلة علاج بالنمسا الأسبوع قبل الماضي".

وتابع: "تناول البابا إفطاره مع الكهنة في الكنيسة، وفي تمام الواحدة إلا الربع، أثناء إنتقال البابا إلى مكتبه في الكنيسة، هز الانفجار المبنى كله".

واستطرد قائلًا إن البابا كان موجودا داخل الكنيسة وقت الانفجار، مشيرًا إلى أنه لم يغادر المكان.

&ووصف ما تردد عن مغادرة البابا الكنيسة فور الحادث بأنه "افتراء"، وقال: "سيدنا مسبش عياله ومشي"، لافتاً إلى أن البابا "استمر قابعًا داخل الكاتدرائية لمدة أربع ساعات كاملة بعد الحادث، وكان يتابع أولا بأول عمليات نقل المصابين للمستشفيات وإزالة آثار الحادث".

وشهدت مصر تفجيرين انتحاريين يوم الأحد الماضي، تزامنًا مع أداء الأقباط صلاة "أحد الشعانين". وقع التفجير الأول في كنيسة مارجرجس في مدينة طنطا، والآخر في الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، وأسفرا عن مقتل نحو 45 شخصًا وإصابة أكثر من مائة آخرين. وأعلن ما يعرف بـ"تنظيم داعش" مسؤوليته عن الحادثين.