الحسن بن طلال يدعو إلى فكر أخلاقي تعددي تنوعي

اختتم في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الأربعاء، المؤتمر الشبابي العربي السابع الذي ناقش بمشاركة نحو 600 شخصية قيادية عربية تمثل النخب الفكرية والسياسية والأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني القضايا المتعلقة بالشباب.

إيلاف: سعى المؤتمر الذي عقد تحت عنوان: (التعليم والإبداع والاستثمار، نحو رؤية عربية مشتركة) ضمن فعاليات منتدى الفكر العربي الذي يرأسه الأمير الحسن بن طلال إلى تشخيص التحديات التي يعاني منها الشباب العربي على الصعيد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي، والعمل على الخروج بسياسات عملية مؤسسية قادرة على معالجة هذه المشكلات.

وفي كلمته في افتتاح فعاليات المؤتمر، يوم الثلاثاء، لفت الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي، إلى أن إطلاق منتدى الفكر العربي للميثاق الثقافي الأخلاقي العربي، يؤكد أهمية تطوير الثقافة العربية، وضرورة التمسك باستقلالنا الثقافي المتكافل، الذي يعيد تجديد العقل العربي المنفتح على الآخر.

رؤية نهضوية
وبيّن الأمير الحسن أن تطوير الثقافةِ العربية يسهم في خدمة الرؤيةَ النهضويةَ العربية الواحدة التي يتشارك الجميع في رسم معالمها، مضيفًا أنه من الضروري العمل على رفد المنابر الثقافية بالفكر الأخلاقي الذي تغنيه التعددية، وينيره التنوع الحضاري، وتزينه الأصالة المستنيرة.

وأشار إلى أنه لا بد من البدء بتمكين اللغةِ العربية وتمتينها لأنها هوية وتراث وأداة تواصل مع اللغات الأخرى وبها يتحقق الربط بين الماضي والحاضر.

وأكد رئيس المنتدى وراعي المؤتمر أهمية دمج اللاجئين في الأنظمة التعليمية القائمة في البلدان المضيفة لتجنب ضياع هذا الجيل من اللاجئين، والذي يواجه تحديات صعبة على مستوى التعليم في بلاده.

رؤية 2030
وقدمت الإعلامية السعودية سمر المقرن، التي شاركت في فعاليات المؤتمر تلبية لدعوة من الأمير الحسن بن طلال، ورقة حول النُظم البيئية لريادة الأعمال المتوسطة والصغيرة في المملكة العربية السعودية، مؤكدة اهتمام ورؤية المملكة لعام 2030 بدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال إنشاء هيئة خاصة بها، منوهة بأهمية دور الحكومة في دعم المنشآت الريادية، إلى جانب مساهمة القطاع الخاص في هذا المحور.

واستعرضت المقرن ورقة علمية لمحورين مهمين، وهما النظام البيئي لريادة الأعمال، والنظام البيئي الكلي متمثلًا في العوامل الثقافية والقانونية والتشريعية والسياسية والاقتصادية، كما تطرقت إلى عرض عددٍ من التجارب الناجحة لحاضنات الأعمال في السعودية من مبدئها في دعم وتمكين المرأة، من ضمنها (ديم المناهل) وهي تجربة رائدة وفريدة من نوعها، لكونها تقوم على صندوق الأميرة مضاوي بنت مساعد لتنمية المرأة، موضحةً أن هذا الصندوق فريد من نوعه لكونه يعمل بطريقة مختلفة عن بقية المشاريع، إذ يبدأ بتدريب وتأهيل السيدات في مجال تأسيس المشاريع الصغيرة بمستوى عال، ومن ثم تبدأ عملية التمويل بهدف تشجيع النساء على العمل والمشاركة.

عصف ذهني
وتقدمت المقرن بجزيل الشكر لمنتدى الفكر العربي وللأمير الحسن بن طلال، على ما يمثله المنتدى من حوار استشرافي وعصف للذهن حول مجموعة من المحاور التي تشكل مفاصل رئيسة في مسار بحث قضايا المستقبل العربي، إضافة إلى سعي المنتدى إلى تشخيص التحديات التي يعاني منها الشباب العربي على الصعيد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي، والعمل على الخروج بسياسات عملية مؤسسية قادرة على معالجة هذه المشكلات.&

وكان الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور محمد أبو حمور أوضح في كلمته أن الدول العربية حققت العديد من الإنجازات في مجالِ إتاحة الفُرصِ التعليمية، خاصة في مراحل التعليم الأساسيِ، إلا أنَّه على الرغمِ من ذلك، ما زال هناك الكثير للقيام به لتحقيق المعايير العالمية في ما يتعلَق بجودة التعليم، لافتًا إلى الفجوة بين ما تقدمه المؤسسات الأكاديمية للشباب من مهارات ومعارف، وبين ما يحتاجه سوق العمل.

هوية القومية
من جهته، أشار عضو المنتدى الدكتور نزار يونس، من لبنان، إلى أهمية الاعتناء بهوية قومية واحدة ملتزمة بالحرية والديمقراطية لمواجهة تحديات العولمة وتوحيد الشباب نحو هدف سام يقوم على الوعي في مواجهة المجهول وكذلك الأفكار الموجهة لمستقبل الشباب.

وقالت عضو المنتدى من فئة الشباب ملاك العقيلي إن حجم الفرص الاقتصادية الواعدة في الدول العربية مبشرة، وما زالت تحاول شق طريقها، وأن أي إنسان يستطيع أن يكون من الرياديين.

وبيّن عضو مجلس أمناء منتدى الفكر العربي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة أن الأحداث الأخيرة التي تعيشها الأمتان العربية والإسلامية أثبتت قدرة التقنية الحديثة بشتى أصنافها وألوانها على تحريك الواقع، وأن لوسائل التواصل الاجتماعي ومنصاتها، التي يرتادها ويقودها الشباب بكل كفاءة وتمكين، القدرة على تشكيل الأنماط والسلوكيات وتكوين الأفكار وتنشئة العقول.

&