بيروت: إحتوى رئيس الجمهورية اللبناني، العماد ميشال عون، الأزمة التي كانت ستنفجر في الشارع اليوم باستخدامه صلاحيته&المنصوص عنها في المادة 59 من الدستور، بعدما أعلن تأجيل انعقاد المجلس النيابي لمدة شهر، ورحّبَ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بممارسة الرئيس هذه الصلاحية الدستورية، وقرّر تأجيل "جلسة التمديد" شهرًا.

ويؤكد النائب السابق سليم عون (التيار العوني) في حديثه لـ"إيلاف" أن ما جرى احتوى الأزمة، لأن المتابعين على الأرض كانوا يلمسون مدى تجاوب القوى حتى غير المسيحية في النزول إلى الشارع لولا ما أعلنه عون، لأن ما كان سيحصل من جلسة تمديد ليس سوى اغتصاب&للسلطة ويقطع كل أمل في التقدّم لبنانيًا.

ويضيف عون الجميع شعبيًا متفق ضد التمديد، وهناك حماسة واندفاعة واشمئزاز من إمكانية التمديد مجددًا لمجلس النواب، وجميع اللبنانيين يعبّرون عن هذا الموضوع إما بالدعوة إلى التحرك في الشارع أو حتى بعض الحراك المدني الذي تحرّك أمس.

ويؤكد عون أن موضوع التمديد الذي كان سيجري استفز كل اللبنانيين.

ويلفت عون إلى أن القاعدة الشعبية كلها كانت ستتحرك حتى الذين ينتمون إلى النواب المؤيدين&للتمديد، وبشكل كبير التحرّك والإعتراض كانا سيجريان في كل المناطق، رغم أن بعض المناطق كانت ستشهد اعتراضًا أكثر من مناطق أخرى فيبقى الأمر طبيعيًا، وفقًا للظروف.

عواقب التمديد

ولدى سؤاله في حال مرّ الشهر الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية ميشال عون ودعا المجلس الى جلسة تمديد مرة أخرى، ما هي عواقب التمديد على لبنان؟ يجيب عون أن العواقب تبقى كبيرة جدًا، فالعنوان الذي اعطي للتفاهم السياسي بين الفرقاء، هو استعادة الثقة، وما يركز عليه رئيس الحكومة سعد الحريري يبقى أيضًا استعادة الثقة، فعند التمديد لمجلس النواب مجددًا نكون بذلك نضرب ثقة المواطن مجددًا، والثقة كانت مفقودة سابقًا واليوم نعمل على إعادة الثقة مجددًا، وإذا قمنا بالتمديد، فهذا يعني أن كل العمل السياسي الذي قمنا به لا معنى له.

ومع مرور لبنان بأزمته الإقتصادية، يتابع عون، فإن الأهم يبقى استعادة الثقة، وهذا ما عبّر عنه رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري في أكثر من مناسبة.

ويؤكد عون أن النواب كانوا سيمشون بما يسمى باللامنطق لو تمت جلسة التمديد اليوم، وقد وصلت بهم قلة الحياء الى الدعوة الى التمديد، فمع ملفات لا يستطيع مجلس النواب أن يعالجها، مع تقصير كبير في هذا المجال فهل تتم&مكافأة المقصرين بالتمديد لهم؟ وهل التصويت على التمديد يبقى لمصلحة الوطن؟

ويعتقد عون أن من دعا الى التمديد فقد أي حس بالمسؤولية، ولديه شك بأن من دعا للتمديد يعيش ضياعًا كبيرًا.

عون والمسيحيون

وردًا على سؤال في ظل الإضطهاد الذي يعيشه المسيحيون في الشرق وكان آخره تفجير الكنائس في مصر، كيف يمكن لمسيحيي لبنان من خلال رفض التمديد، ومن خلال قرار عون الاخير باستخدام المادة 59 من الدستور في أن يستعيدوا حقوقهم؟ يجيب عون أن كل من يقول إنه يريد محاربة داعش والتكفيريين، نقول لهم إن الحرب على داعش الأساسية تكون بإعادة الحقوق للمسيحيين في الشرق الأوسط والحفاظ على الوجود المسيحي فيه، بعد ما رأيناه في مصر.

فالوجود المسيحي والحفاظ عليه يبقيان&أمرًا أساسيًا في مواجهة داعش والتكفيريين.