«إيلاف» من الرباط:  في أول لقاء رسمي يجمعه ببرلمانيي حزبه، بعد موجة الانتقادات التي طالت الحكومة منذ تعيينها، تعهد رئيسها سعد الدين العثماني، بمواصلة العمل واستكمال أوراش الإصلاح التي باشرتها الحكومة السابقة بقيادة سلفه عبد الإله ابن كيران، في شتى المجالات، مشددا على أن حكومته "لن تتراجع عن الإصلاحات".

وأكد العثماني، صباح اليوم الجمعة ، في لقاء تواصلي بالمقر المركزي لحزب العدالة والتنمية بالرباط، مع برلمانيي الحزب ، أن البرنامج الحكومي الذي اتفقت عليه أحزاب التحالف الحكومي، يضمن "مواصلة الأوراش الإصلاحية التي بدأتها حكومة ابن كيران بما في ذلك ورش إصلاح صندوق المقاصة(صندوق دعم المواد الاساسية) ".

وأفادت مصادر "إيلاف المغرب" بأن العثماني، نفى في حديثه أن تكون أحزاب الغالبية الحكومية قد طرحت عليه مسألة "التراجع عن إصلاح صندوق المقاصة"، مؤكدا أن ما تروجه بعضوسائل الإعلام بهذا الصدد "عار من الصحة"، وذلك في محاولة من رئيس الحكومة الجديد طمأنة برلمانيي حزبه بأن الحكومة ستستمر في متابعة مسار الإصلاح الذي انطلق مع حكومة ابن كيران.

وفي رده على الانتقادات التي وجهت له وللفريق المفاوض معه في تشكيل الحكومة الجديدة، قالت ذات المصادر، بأن العثماني، أوضح ان القرارات التي أقدم عليها في تشكيل الحكومة "اتخذتها الأمانة العامة للحزب، بما فيها مشاركة الأحزاب الستة فيها"، وهو ما يمثل ردا مباشرا من رئيس الحكومة الجديد، على الأصوات التي خرجت من داخل الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية تؤكد أن العثماني، دبر المشاورات بشكل انفرادي بعيدا عن الأمانة العامة للحزب.

ولمح رئيس الحكومة بدوره إلى الهزيمة التي مني بها حزبه بعد انتخابات 7 أكتوبر وإبعاد ابن كيران من مهمة تشكيل الحكومة، عندما أشار إلى أن السياسة في العادة تكون فيها "مراحل أليمة"، مشددا على أن المواقف التي اتخذها الحزب في فترة المفاوضات أملتها "المصلحة الوطنية".

وفي رسالة مباشرة إلى منتقديه من داخل الحزب وخارجه، قال العثماني، في كلمته "يمكن أن نخطئ في التقدير السياسي، لكن لا وجود لخطإ متعمد مقصود مع سبق الإصرار"، وهو ما يعد ردا على الاتهامات التي وجهت له بالتآمر والانقلاب على الشرعية وطعن ابن كيران في ظهره، من طرف عدد من مناضلي الحزب، من ضمنهم قياديون وأعضاء في الأمانة العامة، كما أعلن أنه لن يتنازل عن "صلاحياته واختصاصاته الدستورية لأي كان"، حسب ذات المصادر.