إيلاف من القاهرة: مازالت قضية النزاع القائم بين بريطانيا واسبانيا بشأن وضع إقليم جبل طارق تراوح مكانها، وقد تجدد الحديث عن تلك القضية خلال الأيام الماضية من الجانب الاسباني، ما دعا رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إلى التأكيد أنها لن تسمح أبداً بخروج الإقليم عن السيادة البريطانية دون موافقة سكان المنطقة الواقعة جنوب اسبانيا.

وعدَّدَت بهذا الخصوص صحيفة "الدايلي تلغراف" البريطانية 6 أسباب رئيسة تثبت من خلالها أن الإقليم يخضع للسيادة البريطانية ولا يمكن أن يصبح اسبانياً في يوم من الأيام:

- الإقليم بريطاني إلى الأبد: فكل ما تمتلكه اسبانيا من حجج بخصوص ملكيتها للإقليم ليست سوى حجج واهية، كما أنها لا تشكك في معاهدة أوتريخت التي تم توقيعها عام 1713 وفصلت بصورة رسمية في منح بريطانيا السيادة على الإقليم إلى الأبد.

- احترام إرادة السكان: فسكان الإقليم أنفسهم لا يريدون الخضوع للسيادة الاسبانية، أو حتى السيادة الاسبانية المشتركة، وتلك هي النتيجة التي تم سبق أن أُعلِنت في استفتاءين، حيث أعلن السكان هناك بكل وضوح عن رفضهم السيادة الاسبانية.

- للإقليم ثقافته الخاصة: يتسم الإقليم بوضعية ومكانة مميزة، تجعله مختلفا عن أي مكان آخر، وقد استلهم أجواءه الثقافية من جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط. ولمن لا يعرف، فإن للإقليم لهجة خاصة بسكانه، كما يعيش به أقدم مجتمع يهودي في شبه الجزيرة الأيبيرية. ويعج الإقليم أيضاً بالأجواء ذات الطابع البريطاني، وهو الأمر الذي يتباهى به السكان المقيمون هناك، لكونه من الأمور الفريدة جداً.

- لا يمكن للإسبان نسيان مدينتي سبتة ومليلية: فمع أنهما تخضعان لسيطرة اسبانيا، على عكس إقليم جبل طارق، لكن المغرب يسعى إلى استردادهما. وفي المقابل، لا تريد اسبانيا أن تعترف بأحقية المغرب في ذلك، رغم سابق استعمارها مع البرتغال لهاتين المدينتين وقت أن كانتا تسعيان في الماضي لنشر الكاثوليكية حول العالم.

- إقليم جبل طارق الاسباني ما يزال موجوداً: بعد سيطرة بريطانيا على جبل طارق، لاذت أعداد كبيرة من السكان بالفرار إلى سان روك القريبة. وكمكافأة على ولائهم، اعترف ملك اسبانيا بسان روك باعتبارها (جبل طارق الموجودة في المنفى) وتم كذلك نقل مجلس إقليم جبل طارق الاسباني والسجلات واللافتات إلى هناك. 

- إقليم جبل طارق سيغرق تحت السيادة الاسبانية: فبعيداً عن كل النزاعات القانونية والتاريخية، هناك حقيقة بسيطة واحدة، وهي أنه إذا سيطرت اسبانيا بشكل كامل على إقليم جبل طارق، فإنها ستدمره وستدمر نفسها على الأرجح. فإذا سلبت من الإقليم هذا المستوى من الحكم الذاتي، فإنها ستدمر اقتصاد الإقليم المحلي وستزيل النقطة الاقتصادية المضيئة الوحيدة في منطقة يغمرها الاكتئاب باستمرار.

أعدت "إيلاف" المادة نقلا عن صحيفة التلغراف البريطانية، الرابط الأصلي أدناه:

http://www.telegraph.co.uk/news/0/why-gibraltar-will-never-be-spanish/