الرباط: كشف الياس العماري، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة المعارض ، ورئيس جهة طنجة -تطوان -الحسيمة، أنه سبق له ان عمل بحارا . 

جاء ذلك في تدوينة نشرها على حسابه في "فيسبوك"، قال فيها "ذكرني أحد البحارة بسنوات الثمانينات عندما كنت تلميذا في إعدادية سيدي عابد، وكنت وقتها قريبا جدا من البحر ومن البحارة بميناء الحسيمة، حيث كنت أشتغل بعد خروجي من المدرسة وأيام العطل مع البحارة أحيانا، وبحثا عن من يجود علي بحفنة من الأسماك في الصباح الباكر لأهيئ بها وجبة الغذاء والعشاء مع رفاقي".

وأضاف العماري أن وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، سأله خلال اجتماع مع بحارة منطقةً الحسيمة عندما جلس الى جانبهم بدل ان يجلس الى جانب ممثلي القطاعات الحكومية والمسؤولين الجهويين:" هل أملك كناش البحارة أو رخصة مركب الصيد الذين يخولان لي الجلوس في الإجتماع إلى جانبهم ؟"، واستطرد قائلا: "أجابه، نيابة عني، أحد البحارة بأنني قد زاولت معهم مهنة البحار لمدة ثلاث سنوات ، واشتغلت خلال أيام العطل المدرسية". 

وسجل أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة أن الاجتماع الذي جرى صباح اليوم في وزارة الفلاحة والصيد البحري وحضره هو إلى جانب وزير الداخلية ووزير الفلاحة والصيد البحري ورئيس جهة الشرق والمهنيين ومختلف الفاعلين المتدخلين في الصيد البحري، كان "عبارة عن جلسة حضر فيها الصدق والمكاشفة وتشريح قطاع الصيد البحري بالبحر المتوسط، وما تعرض له هذا القطاع من تحولات كبيرة"، مبرزا أنه كانت "جلسة استرجعت فيها تلك الأيام الجميلة من الماضي البعيد، ماضي الطفولة، وأنا تلميذ بسيدي عابد بمدينة الحسيمة، حيث عشقت البحر والبحارة ومهن البحر". 

وأفاد العماري بأنه كان يحفظ الأغاني التي تغنت بالبحر "كنت أردد عن ظهر قلب كل الأغاني التي تتكلم عن البحر وعن معاناة البحارين، سواء بالأمازيغية أو بالعربية. حتى أن من بين أجمل الروايات التي علقت بذاكرتي، تلك التي تروي عن البحر، وفي مقدمتها روايات حنا مينة"، وزاد العماري مبينا "بل ذهب بي عشقي للبحر والبحارة إلى أن أشارك رفاقي الفنانين في كتابة أشعار بالأمازيغية عن معاناة البحارة، وأتذكر بهذه المناسبة الرفيق عبد الحق أقندوش في مجموعة تواتون(المنسيون) الذي كان فنانا ونقابيا بحريا في نفس الوقت". 

وأعرب العماري عن سعادته بالتوصل إلى حل لمشكلة البحارة في الحسيمة، إذ قال "أنا اليوم جد سعيد لأننا وصلنا خلال هذا الاجتماع إلى حلٍ لمشكلة ميناء الحسيمة وموانئ الشمال، وستعود المراكب والبحارة إلى مرفئها. وسررت كثيرا لأنني رجعت لأعيد اكتشاف نفسي وحقيقتي وتاريخي، وأدركت أنني حتى إذا عدت يوما إلى قريتي، سأجد مهنة تحتضنني وبحارة يأخذون بيدي".