يستعد الأقباط في مصر السبت للاحتفال بعيد الفصح بعد نحو أسبوع على اعتداءين استهدفا كنيستين في طنطا والأسكندرية، وتركا ذكرى مريرة لدى هذه الأقلية الدينية الكبيرة، واستتبعهما إعلان حالة الطوارئ، ونشر الجيش لحماية المنشآت الحيوية.

إيلاف - متابعة: فرضت إجراءات أمنية مشددة خارج الكنائس بمناسبة عيد الفصح، وذلك على أثر الاعتداءين اللذين استهدفا الأحد الماضي كنيستين في الأسكندرية وطنطا في شمال مصر، وأسفرا عن سقوط 45 قتيلًا، خلال قداس عيد الشعانين. وتبنى تنظيم داعش الهجومين.

لا قداس الأحد
وقال الناطق باسم الكنيسة القبطية بولس حليم إنه "تم تشديد الأمن جدًا فعلًا". وسيترأس بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني قداس الفصح الأحد في القاهرة في كاتدرائية القديس مرقس في القاهرة. وأكد حليم أن اعتداءي "طنطا والأسكندرية أحدثا صدمة قوية لمصر كلها".

وصرح مسوؤلون في وزارة الداخلية أن الشرطة ستنشر بأعداد كبيرة، وستقوم بعمليات تفتيش دقيقة في الخارج، ثم عند مداخل الكنائس بأجهزة كشف المعادن. ولن يسمح للسيارات بالتوقف في الشوارع المجاورة.

ويحيي المسيحيون في عيد الفصح، أهم الأعياد المسيحية مع عيد الميلاد، ذكرى قيام المسيح بعد ثلاثة أيام على صلبه. وفي مصر ينهي الأقباط بعد قداس منتصف ليل السبت صيامًا دام 55 يومًا عن كل الأطعمة ذات المنشأ الحيواني.

واعتداءا الأحد الماضي كانا الأخيرين في سلسلة هجمات استهدفت الأقباط، الذين يشكلون حوالى عشرة بالمئة من سكان مصر، البالغ عددهم 92 مليون نسمة. وفي ديسمبر قتل 29 شخصًا في تفجير انتحاري تبناه تنظيم داعش.

وقال حليم إن الكنيسة ستكتفي بقداس السبت، وبدلًا من الاحتفالات التقليدية الأحد، سيقوم أعضاؤها بزيارة عائلات "الشهداء" والجرحى في الانفجار، بما في ذلك رجال الشرطة. أضاف "إن كنا متألمين لفراقهم للجسد، فرحة القيامة تجعلنا نتغلب على أي مشاعر آلام موجودة".

تحدي الإرهابيين
تشهد سيناء معارك دامية بين قوات الشرطة والجيش من جهة وعناصر تنظيم ولاية سيناء، الفرع المصري لتنظيم داعش الجهادي، من جهة أخرى. وتنفذ الجماعات "الجهادية" اعتداءات منذ الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي في يوليو 2013.

وأكد قبطي اكتفى بإعطاء اسمه الأول "جون" أنه سيحضر قداس الفصح على الرغم من التهديد الأمني. وقال "أشعر بالتأكيد لو أنني كنت في مكان آخر، مثل قرية خارج القاهرة، لن أرغب في أن يذهب أهلي (إلى القداس) وسأكون قلقًا من الذهاب بنفسي".

وفي قرية في جنوب القاهرة، أفادت معلومات أن بعض المسيحيين منعوا من تنظيم قداس الجمعة العظيمة، ونشرت قوات من الشرطة لمنع أي اضطرابات.

تقصير في المعالجة
وقال مسؤولون في الشرطة إن مسيحيين في كوم اللوفي هوجموا من قبل مسلمين بعدما حاولوا الصلاة في منزل مهجور الخميس، قبل أن يقوم حشد بإضرام النار في أربعة منازل مجاورة.

وبينما تضم هذه القرية عددًا من المساجد، منع المسيحيون من بناء كنيسة، كما قال إسحق إبراهيم الباحث في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية لفرانس برس. وأضاف "غالبًا لن يؤدّوا الصلاة". وتابع إنه "هناك سياق عام من التربص والتعدي على الأقباط والتمييز ضدهم، والدولة للآسف تحاول أن توقف تمدد العنف فقط، لكنها لا تعالج جذور المشكلة".