أشرف أبوجلالة من القاهرة: أعلنت وكالة "ناسا" لبحوث الفضاء أن الحياة ربما تكون ممكنة على قمر إنسيلادوس، الذي يتبع كوكب زحل، بعد اكتشافها أدلة تثبت وجود هيدروجين هناك.

وجاء هذا الكشف "المثير" بعدما غاص مسبار "كاسيني" الفضائي في أحد نوافير المياه المندفعة من سطح القمر الجليدي المتصدع، وأظهر التحليل الذي أجري للنافورة أن هناك تواجداً لغاز الهيدروجين، الذي يعتبر من اللبنات الأساسية للحياة.

وعلَّقت على ذلك صحيفة "الميرور" البريطانية بقولها إنه وبينما يبدو احتمال وجود حياة بأماكن أخرى في النظام الشمسي احتمالاً مثيراً، فإنه من الصعب وضع هذا الكشف في السياق ما لم تكن هناك متابعة للأبحاث التي تجريها ناسا في تلك المنطقة.

ومضت الصحيفة تجيب على تساؤلات من بينها: من أين جاءت المياه؟ لتشير إلى أن جزيء المياه يتكون من ذرة أكسجين وذرتين هيدروجين، وأن الهيدروجين تكوَّن في الانفجار الكبير والأكسجين تكوَّن في نوي نجوم تزيد في ضخامتها عن الشمس، فضلاً عن وجود كميات ضخمة من المياه في شكل غازات بجميع أنحاء مجرتنا.

ثم تحدثت الصحيفة عن الطريقة التي وصلت بها المياه إلى كوكب الأرض بإشارتها إلى أن الملاحظات الأخيرة ألمحت إلى وجود ثلج، وربما مياه سائلة، بداخل الكويكبات والمذنبات التي تعتبر حطاماً متبقياً من تكون نظامنا الشمسي، وأنها لهذا السبب غنية بالمياه.

وقد اصطدمت أعداد لا تحصى من الكويكبات والمذنبات على مدار مليارات السنين بكوكب الأرض، لتُودِع كل ما لديها من مياه على سطح كوكبنا.

وأعقبت الصحيفة بلفتها إلى أهمية المياه بالنسبة للحياة، حيث قالت إن الكائنات الحية ولكي تبقى على قيد الحياة، فإنها تتحصل على مواد هامة لكي تولد الطاقة التي تعينها على القيام بأنشطتها، كما تنقل المواد السامة كالفضلات. ولأن بمقدور المياه إذابة أي شيء تقريباً، فإنها توفر وسيلة فعالة لنقل المواد إلى داخل وخارج الخلايا.

وأوضحت الصحيفة أن وجود الهيدروجين يعني أن الميكروبات – في حال تواجدها – يمكنها الاستعانة به للحصول على الطاقة بدمجه مع ثاني أكسيد الكربون المذاب في المياه.

واتضح من النتائج البحثية التي خلص إليها مسبار كاسيني الفضائي أن احتمالات وجود حياة على قمر إنسيلادوس قائمة نظراً لوجود أغلب المقومات التي تساعد على العيش هناك.

ولم تستبعد الميرور من جانبها أن تكون هناك حياة لمخلوقات فضائية على سطح ذلك القمر، خاصة وأن هناك أشكال حياتية لا تعتمد على المياه بنفس الطريقة التي تسير بها الحياة على كوكب الأرض.

كما يبحث العلماء عن سوائل أخرى يمكنها أن تعمل كمذيب عالمي بطريقة مماثلة للمياه مثل الأمونيا والميثان. وإذا اتضح أن بمقدور الأشكال الحياتية للمخلوقات الفضائية البقاء على قيد الحياة باستخدام تلك السوائل الأخرى كبديل للمياه، فإن ذلك قد يغير فهمنا للحياة نفسها.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرّف عن "الميرور" البريطانية. الرابط الأصلي هنا:

http://www.mirror.co.uk/science/nasa-ocean-worlds-announcement-scientists-10224582