إيلاف من القاهرة: قصفت الصواريخ الأميركية من طراز توماهوك قاعدة الشعيرات العسكرية في سوريا، "عقابًا" لرئيس النظام السوري بشار الأسد على استخدام غاز السارين السام ضد المدنيين. وتصاعدت لهجة ترامب وأفراد إدارته تجاه النظام السوري.&

لكن هل هناك من اجراءات أخرى يمكن أن يتخذها ترامب ضد الأسد؟

طرحت "إيلاف" السؤال التالي على القراء، ضمن الاستفتاء الأسبوعي: ماذا تعتقد في جعبة ترامب لسوريا؟
تدخل عسكري حاسم
حل سياسي وتفاهمات

شارك في الاستفتاء 7424 قارئًا، وتوقعت الغالبية الكاسحة أن يقدم الرئيس الأميركي على اتخاذ قرار بـ"التدخل العسكري الحاسم"، وبلغت تلك الأغلبية 6676 قارئًا، بنسبة 90 بالمائة من المشاركين.

بينما رأت الأقلية ويقدر عددها بـ 748 قارئًا، بنسبة 10 بالمائة، أن ترامب سيميل في النهاية إلى إبرام "حل سياسي وتفاهمات".

تصاعد اللهجة

تصاعدت لهجة الرئيس الأميركي بحق الأسد، منذ قصف قرية خان شيخون بغاز السارين، وبعد نحو يومين قصفت الولايات المتحدة قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا بنحو 59 صاروخًا من طراز توماهوك، عقابًا على استخدام الأسلحة الكيمائية بحق المدنيين.

المراقبون للشأن السوري يرون أن الرئيس الأميركي اقتحم الملف بقوة وحسم، على عكس سابقه الرئيس باراك أوباما، الذي أدت سلبيته إلى تفاقم الأوضاع.&

وقال محمد عرفان، الخبير في الشؤون الأميركية، لـ"إيلاف" إن التصريحات القادمة من البيت الأبيض منذ قصف قرية خان شيخون لتؤشر على أن إدارة ترامب عازمة على إنهاء الملف السوري، بدون الأسد.

وأضاف أن الضربة الأميركية لم تكن سوى تكشير عن الأنياب لكل من نظام الأسد والمتحالفين معه من القوى الإقليمية سواء إيران أو العراق أو روسيا، بل والصين أيضًا.

ولفت إلى أن تلك الضربة كانت مقدمة لجمع الأطراف كلها إلى مائدة المفاوضات من أجل التوصل إلى حلول سياسية للأزمة، لافتاً إلى أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون زار موسكو بعدها مباشرة، من أجل تقريب وجهات النظر وحمل روسيا على التخلي عن الأسد.

وذكر أن الجميع في أوروبا وأميركا يؤمنون بضرورة التوصل إلى حل سياسي، لاسيما أن الحل العسكري سوف يفاقم الأوضاع، ويؤدي إلى نزوح ملايين أخرى من السوريين إلى أوروبا والدول المجاورة، وصعود الجماعات المتطرفة واتساع الرقعة التي تسيطر عليها.

بعد الضربة الأميركية لمطار الشعيرات تصاعدت لهجة ترامب بشكل غير مسبوق، ووصف الأسد بـ"الحيوان"، و"الشرير"، وقال خلال مقابلة أجرتها معه قناة "فوكس نيوز" الأميركية، إن الأسد قاتل للأطفال الأبرياء في سوريا إنه"حيوان"، وانتقد نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، لدعمه بشار الأسد الذي قال عنه إنه "شرير".

وأضاف ترامب أثناء حديثه عن الأوضاع السورية "بصراحة، فلاديمير بوتين يدعم شخصا شريرا، وأعتقد أن هذا أمر سيئ لروسيا وللعالم.. عندما ترمي الغاز أو البراميل الضخمة المحشوة بالديناميت وسط مجموعة من الناس، وترى الأطفال آنذاك بلا أطراف أو وجوه.. هذا حيوان".

تحييد الطيران

وحسب وجهة نظر محمود السيد، أستاذ السياسة الدولية في جامعة القاهرة، فإن إدارة ترامب سوف تعمل على تحييد الطيران السوري في المعركة، لأنه السلاح الأكثر فتكًا واستخداماً بحق المدنيين، فيتم القصف بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيمائية.

وقال لـ"إيلاف" إن أميركا قد تلجأ إلى تدمير سلاح الطيران السوري، وإبعاد روسيا عن الساحة وألا تستخدم الطيران أيضًا.

وأضاف أن الخطوة التالية المتوقع أن يتخذها ترامب هي إقامة مناطق آمنة في سوريا لاحتواء اللاجئين فيها، إلى حين التوصل إلى صفقة سياسية مع روسيا وإيران وتركيا، يتم بموجبها التخلي عن الأسد، والدخول في مرحلة انتقالية، بما يضمن استمرار مؤسسات الدولة وعدم سقوطها في أيدي المجموعات الإرهابية.

صفقة

الحل السياسي أو الصفقة التي تحدث عنها الخبيران السياسيان، أشار إليها مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض "إتش.آر ماكماستر"، أمس الأحد، وقال إن الوقت حان لإجراء محادثات حازمة مع روسيا بشأن دعمها للحكومة السورية وأعمالها"التخريبية" في أوروبا.

وقال ماكماستر في مقابلة لمحطة (إيه بي سي) إن دعم روسيا حكومة الرئيس السوري أدى إلى استمرار حرب أهلية وتسبب بأزمة متفاقمة في العراق ودول مجاورة وأوروبا.

وأضاف: ولذلك فإن دعم سوريا هذا النوع من النظام الرهيب الذي هو طرف في ذلك النوع من الصراع أمر لابد وأن يكون محل تساؤل بالإضافة إلى الأعمال التخريبية لروسيا في أوروبا، "ولذلك فإنني أعتقد أن الوقت حان الآن لإجراء تلك المباحثات الحازمة مع روسيا".

وقال ماكماستر: "حسنا عندما تكون العلاقات في أدنى مستوياتها لا يمكن توقع إلا أن تتحسن بعد ذلك، ولذلك فإنني أعتقد أن توقيت زيارة وزير الخارجية لروسيا كان مناسبا تماما".

وقصفت الولايات المتحدة في أوائل الشهر الجاري قاعدة جوية سورية بالصواريخ في رد فعل على ما وصفته واشنطن بهجوم كيميائي شنته القوات الحكومية السورية وأدى إلى قتل ما لا يقل عن 70 شخصا في منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.