الرباط: يبدو أن الدعوات التي أطلقها محمد عبد الوهاب رفيقي، الملقب "ابي حفص،" وأحد شيوخ السلفية "الجهادية" سابقا، بخصوص مراجعة قوانين الإرث، لم تنل إعجاب عدد من أتباع التيار السلفي بالمغرب، حيث شن عدد منهم هجوما حادا عليه، بسبب موقفه الذي وصف ب"الجريء".

وكان رفيقي، الذي يدير مركز الميزان للوساطة والدراسات، التابع لحزب الاستقلال المغربي، قد دعا أمس الأحد في برنامج "حديث الصحافة" الذي يبث على القناة التلفزيونية الثانية، إلى ضرورة فتح حوار حول الإرث، وذلك لأن "السياقات الاجتماعية التي شرعت فيها الأحكام المتعلقة بالإرث كثير منها قد تغير"، مشيرا إلى أن "دور الرجل والمرأة داخل الأسرة لم يعد اليوم كما كان عليه من قبل".

وأشار "أبو حفص" إلى أن الإرث في عهد الخلفاء الراشدين عرف اجتهادات كثيرة، مسجلا أن هذا الاجتهاد توقف بعد ذلك لأسباب سماها "سياسية واجتماعية كانت تصب في مصلحة الرجل"، مطالبا في الآن ذاته، ب"ضرورة مراجعة بعض مقتضيات الميراث، وخاصة الميراث بالعصبة". 

وفي مقدمة المواقف الرافضة لما دعا له أبو حفص، عبر الداعية واحد رموز التيار السلفي بالمغرب ، حسن الكتاني، في تدوينة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عن موقف رافض لما جاء به زميله في الاعتقال على خلفية أحداث 16 مايو 2003 الإرهابية التي هزت الدار البيضاء، حيث قال "زعم تافه أن مناقشة المساواة في الإرث لم تعد خطا أحمر. بل هي خط أحمر غليظ دون تجاوزه خرط القتاد. فاخسأ فلن تعدو قدرك!"، وذلك في موقف صريح رافض لإعمال العقل والاجتهاد في مسألة الإرث. 

من جهته، شن عبد الله الحمزاوي، عضو رابطة عائلات المعتقلين الإسلاميين، هجوما حادا على رفيقي، في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك حيث خاطب أبا حفص، بصيغة سؤال قائلا: "لماذا لا ينشغل رفيقي المتعلمن بالمطالبة بالمساواة في الحقوق الاجتماعية مثل الصحة والتعليم والمساواة في العدل، وتوزيع ثروات بلدنا هذا بين أفراده والمساواة بين خدام الدولة والشعب المطحون...عوض أن يخرج علينا بالمطالبة بالمساواة في الإرث التي سبقه إليها لشكر وأمثاله .. أم هو فقط يريد إرضاء النظام ولو بسخط الله؟!". 

رد رفيقي على منتقديه لم يتأخر، حيث رد بدوره على حسن الكتاني، بتدوينة على فايسبوك لم تخل من طابع السخرية، جاء فيها "من أراد أن يتعلم أصول الحوار الهادئ وأساليب النقاش الراقي والمتحضر فليطلع على صفحة الأستاذ حسن الكتاني"، وأضاف "ومن أراد أن يتعمق في أصول الحوار وأخلاق التعامل مع المخالف فليلقي نظرة على التعليقات". 

وزاد رفيقي، الذي يعد من بين أكثر رموز تيار السلفية "الجهادية" سابقا الذين أقدموا على مراجعات فكرية كبيرة بعد مغادرتهم السجن، قائلا: "المهم بدأت أفكر في طلب الحماية من وزير الداخلية الجديد... يومكم رقي وتحضر"، وذلك في تلميح إلى خوفه وتوجسه من تلقي تهديدات لتصفيته من طرف بعض المتشددين.