أقر باسوكي تجاهاجا بورناما، أول حاكم مسيحي للعاصمة الإندونيسية جاكرتا، بهزيمته أمام أنيس رشيد باسويدان، وزير سابق مسلم، في انتخابات اعتُبرت بمثابة اختبار للعلمانية في إندونيسيا.

وهنأ بورناما منافسه بعد أظهرت استطلاعات رأي الناخبين في مراكز الاقتراع فوز باسويدان.

وكان معارضون اتهموا بورناما بازدراء الدين وإذكاء التوترات العرقية والدينية، بينما وجهت اتهامات لباسويدان باستقطاب المتشددين.

وقال بورناما، المعروف باسم أهوك، خلال مؤتمر صحفي بثه التلفزيون :"سوف نتحد الآن وننسى هذه الحملة. جاكرتا لنا جميعا.... نتفهم خيبة أمل أنصارنا".

وأشار باسويدان إلى أنه سيسعى إلى رأب الانقسام قائلا :"نرحب بالتنوع....نحن جميعا على استعداد للتعاون من جديد".

واتهمت جماعات إسلامية متشددة بورناما، وهو مسيحي من أصول صينية، بازدراء الدين بسبب تعليقات أدلى بها خلال حملته الانتخابية اعتبرها كثيرون مسيئة للإسلام وتسببت في معارضة الكثيرين له خلال الأشهر الماضية.

ويمثل بورناما للمحاكمة بتهمة ازدراء الدين.

وقال مراسلون إن ذلك جعل الانتخابات أشبه باختيار بين العلمانية وتنامي التيار الإسلامي المتشدد.

وجرت انتخابات الإعادة بين الرجلين بعد إخفاق المرشحين في الحصول على أكثر من نصف مجموع أصوات الناخبين في الجولة الأولى التي جرت في فبراير/ شباط.

وأظهرت نتائج استطلاعات رأي الناخبين بعد وقت قصير من إغلاق مراكز الاقتراع، تصدر باسويدان بقوة.

وقالت الشرطة إن الانتخابات جرت في أجواء اتسمت "بالسلاسة والسلمية دون حدوث أي اضطرابات". وكانت الشرطة قد حذرت من ترويع الناخبين.

أنيس رشيد باسويدان
Reuters
قال باسويدان إنه سيسعى إلى رأب الانقسام

وكان ائتلاف يضم جماعات إسلامية متشددة داعم لباسويدان قد صرح في وقت سابق بأنه سيرسل نحو مئة ناشط لكل مركز اقتراع لمراقبة عملية التصويت. وقال مراسلون إن وجودهم كان محدودا.

وأدلى بورناما بصوته مع أسرته في شمالي جاكرتا صباح يوم الأربعاء وحث الناخبين على عدم الخوف.

كما أدلى رزق شهاب، زعيم "جبهة المدافعين عن الإسلام" التي نظمت احتجاجات معارضة لبورناما، بصوته في الانتخابات.

وقال شهاب، ردا على سؤال من بي بي سي يستوضح إذا كانت جماعته تشوه صورة الديمقراطية التعددية في أندونيسيا :"الديمقراطية لا تمنع أحدا من التصويت لشخص من نفس دينه ... المسيحي يصوت لصالح المسيحي، والمسلم يصوت لصالح المسلم".

Picture of Riziek Shihab voting at the Jakarta governor election 19 April 2017
BBC
أدلى رزق شهاب، زعيم "جبهة المدافعين عن الإسلام" بصوته في الانتخابات

واتُهم بورناما بازدراء الدين بسبب تعليقات أدلى بها العام الماضي اعتبرها كثيرون مسيئة للإسلام، ونفى التهمة قائلا إنه كان يستهدف السياسيين الذين يستخدمون آيات القرآن بطريقة "غير صحيحة" ضده، وليس الآيات ذاتها.

ويواجه بورناما السجن لما يصل إلى خمس سنوات إذا أدين بازدراء الدين. وستستأنف محاكمته يوم الخميس.

ويقول مراقبون إن ذلك أضر على نحو واضح بفرص بورناما في الفوز، بعد أن حصل في الجولة الأولى للانتخابات في فبراير/شباط الماضي على نسبة 43 في المئة فقط من مجموع الأصوات، بينما حصل باسويدان على نسبة 40 في المئة.

وكانت صحيفة "جاكرتا بوست" قد وصفت الحملة الانتخابية بأنها "أقذر وأكثر الحملات الانتخابية استقطابا وإثارة للانقسام تشهدها البلاد".

وتعتبر إندونيسا أكبر دولة مسلمة في العالم تعدادا للسكان، بأغلبية مسلمة تصل نسبتها إلى نحو 85 في المئة، إلى جانب اعتراف البلاد بست ديانات أخرى رسميا.