لم يكن غاري كوهن معروفًا بالنسبة إلى دونالد ترامب قبل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، فالرجل قدم إلى البيت الأبيض من مؤسسة غولدمان ساكس عبر صهر الرئيس جاريد كوشنر.

إيلاف من نيويورك: ينحدر كوهان من مدينة كليفلاند، وينتمي إلى عائلة من الطبقة المتوسطة. عمل في حقل المبيعات قبل أن يشق طريقه إلى وول ستريت، وهناك تدرج في مسؤولياته، ليصبح أحد مدراء مؤسسة غولدمان ساكس التنفيذيين.&

وأثناء قيام كوشنر بالتدرب في المؤسسة، التقى بكوهان، ثم مهد أمامه الطريق للتعرف إلى ترامب بعد فوزه. الأخير أعجب بالرجل - يصفه ترامب بأنه أحد عباقرة الإدارة - وعيّنه كمدير لمجلس الاقتصاد الوطني.

مؤيد من قبل المعتدلين
تصدر كوهن لائحة المستشارين المقربين من ترامب، وتفوق على ستيف بانون، وأصبح يملك اليد العليا في البيت الأبيض، حيث الصراعات تدور بين أجنحة متعددة.&

وبحسب المصادر، فإن محاولته الدفع باتجاه سياسات اقتصادية معتدلة تلقى قبولًا لدى الجمهوريين المعتدلين والشركات الكبرى.

قائد مسيرة في الداخل
وبحسب مصادر البيت الأبيض، فإن كوهن هو صلة الوصل الرئيسة مع رجال الأعمال، وسيقود أولويات ترامب المحلية، التي نادى بها خلال حملته، كالإصلاح الضريبي والبنية التحتية وإلغاء الضوابط التنظيمية.&

وقال أورين سنايدر، صديق كوهان، "يركز غاري على الإصلاح الضريبي، وهو يحاول العمل على تحقيق ذلك في عام 2017".

ارتباك لدى المحافظين
صعود نجم كوهن يقابل بارتباك في صفوف المحافظين، الذين يخشون من تقديمه لخطط اقتصادية يعتبرونها معقدة، وتتعلق على وجه الخصوص بالضرائب.&

وأبدى آدم براندورن رئيس مجموعة فريدوم وورك خيبة أمل من امتناع ترامب عن تقديم خطة وضعها ستيفن مور خبير السياسة الاقتصادية في مؤسسة التراث المحافظة، وذلك أثناء حملته الانتخابية، وتهدف إلى تخفيض الضرائب عن الشركات والأثرياء.

ونقلت رويترز عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله: "إن البيت الأبيض بدأ يعمل على خطة الضرائب من الصفر"، ووضع القيمون على الخطط موضوع التخفيضات على الضرائب التجارية في أعلى سلم الأولويات.&

كما نفت مصادر الإدارة الأنباء التي تحدثت عن فرض ضرائب على الكربون، والأمور المتعلقة بضريبة القيمة المضافة، علمًا بأن الإدارة تدرس جميع الأفكار الموجودة على الطاولة، بحسب المصدر.

صفاته تروق ترامب
ويصف مقربون من كوهن بأنه مخلص وحازم، ويذهب مباشرة إلى هدفه، وهذه صفات تروق ترامب، كما إن المدير التنفيذي السابق لغولدمان ساكس يحظى بثقة كوشنر وزوجته إيفانكا. وللدلالة على جديته استعان بفريق عمله بسرعة قياسية مقارنة مع المسؤولين الآخرين، كما ذكرت مصادر.

وقال جون بولسون مدير صندوق التحوط، وأحد داعمي ترامب: "إن غاري مصدر ضخم لإدارة ترامب، وسيساعد كثيرًا على القضاء على التنظيم غير الضروري، وتحفيز النمو وإصلاح قانون الضرائب".

فرض نفسه بسرعة
ظهرت بصمات كوهن بسرعة ضمن الإدارة الجديدة، بعدما نجح من خلال العمل مع كوشنر في دفع محامي وول ستريت جاي كلايتون لرئاسة لجنة الأوراق المالية والبورصات، وذلك إثر قيام الملياردير كارل إيكان - مؤيد لترامب منذ فترة طويلة - بإجراء فحوصات لمرشحين آخرين، وقد تم تقديم ترشيح كلايتون إلى مجلس الشيوخ للتصويت.

كما أوكل الرئيس إلى كوهن مهمة القيام بدور رائد في تطوير خطة البنية التحتية لترامب لإعادة بناء المطارات والطرق والجسور. وقد يمثل هذا التكليف التحدي الأكبر، خصوصًا أن ترامب قدر التكلفة بنحو تريليون دولار.

توقعات المناوئين
هل سيبقى كوهن في مكانه من دون أن يخرج من اللعبة، كما خرج آخرون. يقول براندون المحافظ في هذا الصدد: "أيًا كان الشخص اليوم، فلربما يزول غدًا"، كما إن المحافظين الذين يساورهم القلق بشأن دور كوهن، يقولون إن بانون لا يزال جزءًا من إدارة ترامب الزئبقية. وبخصوص غاري، فلا يستبعدون سقوطه السريع بعد صعود نجمه بهذا الشكل.