نشبت أزمة دبلوماسية جديدة اليوم بين تركيا والعراق إثر وصف رئيسها إردوغان للحشد الشعبي بالارهابي متهما إيران بالتوغل في العراق ودول عربية أخرى الامر الذي دفع الحشد الى الرد عليه متّهما إيّاه بانتهاج سياسات متخبطة.

إيلاف من لندن: قررت وزارة الخارجية العراقية استدعاء السفير التركي لدى بغداد لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية بشأن التصريحات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضد الحشد الشعبي الذي يضم تشكيلات عسكرية غالبيتها العظمى شيعية تحارب تنظيم داعش.

وقال المتحدث باسم الوزارة احمد جمال في بيان اطلعت على نصه "إيلاف" إن "وزارة الخارجية قررت استدعاء السفير التركي لدى بغداد لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية بخصوص التصريحات الأخيرة للرئيس التركي تجاه الحشد الشعبي.

وفي وقت سابق اليوم قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إيران تنتهج سياسة "توسع فارسية" في المنطقة واصفا الحشد الشعبي الذي يقاتل تنظيم داعش في العراق بأنه منظمة إرهابية. واضاف إردوغان في مقابلة تلفزيونية ان الإيرانيين "لديهم حساباتهم بخصوص سوريا العراق واليمن ولبنان. يريدون ان يتغلغلوا في هذه المناطق من أجل تشكيل قوة فارسية في المنطقة. هذا أمر له مغزى علينا ان نفكر فيه جيدا".

واضاف "إيران تنتهج سياسة انتشار وتوسع فارسية وأصبحت تؤلمنا في العراق. مثلا من هؤلاء الحشد الشعبي ومن الذي يدعمهم؟ البرلمان العراقي يؤيد الحشد الشعبي ولكن هم منظمة إرهابية بصراحة ويجب النظر إلى من يقف وراءها".

ويقاتل الحشد الشعبي منذ حوالى ثلاث سنوات لطرد تنظيم داعش من المناطق التي اجتاحها في 2014 حيث تم تشكيل الحشد بفتوى من المرجع الشيعي العراقي الاعلى السيد علي السيستاني. ويتبع الحشد نظريا للحكومة العراقية لكن معظم ميليشياته تتلقى دعما مباشرا من إيران.

واوضح إردوغان أن الحشد الشعبي "يعملون بجبل سنجار ويعملون ضد تلعفر وهناك 400 الف تركماني في تلعفر بعضهم شيعي وبعضهم سني وهؤلاء تم تشتيتهم والشيء نفسه نراه في العاصمة العراقية".

ومن جهته رد المتحدث باسم الحشد الشعبي كريم النوري على إردوغان قائلا إن الرئيس التركي يعاني تخبطا كبيرا فهذه التصريحات إن دلت على شيء فهي تدل على هواجس تركية في فشل ذريع لقيادة العالم العربي. واضاف في تصريح صحافي ان وجود الحشد الشعبي يعد صمام أمان لوحدة العراق ولذلك فان إردوغان يعتبر أن عدم تحقيق اهداف داعش في العراق كانت من اسبابها هو الحشد الشعبي.

واشار الى ان إردوغان يسعى لان يحكم فكر الاخوان خارج تركيا بينما في داخلها ما زال يحافظ على المدنية التركية بضمان من الاتحاد الاوروبي من جهة ومن جهة اخرى يود ان يحكم فكره العثماني على دول الخليج العربي وعلى العراق وعلى مصر بينما ينأى عن نفسه تصديق الفكر وهذا نفاق واضح.

يذكر ان أزمة تركية حادة ما زالت ناشبة بين العراق وتركيا على ضوء توغل قوات هذه الاخيرة منذ عامين في الاراضي العراقية الشمالية الامر الذي رفضته بغداد وعدته انتهاكا لسيادة العراق.