الرباط: قال فكري بنعبد الله، رئيس جمعية ذاكرة الرباط- سلا إن الهدف من تنظيم &النسخة الثالثة من أيام التراث يتمثل في تسليط الضوء على مختلف المآثر التاريخية والمواقع الثقافية التي تؤثث ضفتي وادي"أبي رقراق"، فضلا عن كونها مناسبة للاحتفاء بالتراث المادي واللامادي للمدينتين، عبر تنظيم جولات وورشات ولقاءات.

و حول الجديد الذي تحمله الدورة الثالثة من أيام التراث، اعتبر بنعبد الله خلال المؤتمر الصحفي المتجول التي تم تنظيمها اليوم الجمعة بكل من سلا والرباط أن الجمعية قامت بعقد شراكات مع مؤسسات تعليمية بالمدينتين، على أساس الاشتغال على برامج تحسيسية وتوعوية لفائدة التلاميذ الصغار.

تلاميذ في جولة استكشافية لباب المريسة بسلا

و أضاف بنعبدالله "أيام التراث تمتد لـ3 أيام من 20 إلى 23 أبريل، تحت شعار"أرض التراث"، و ستكون الانطلاقة من خلال المدرسة، والهدف محدد في توعية هذا الجيل الصاعد بموروثه التاريخي والحضاري المغربي، كما أن هؤلاء الأطفال سيساهمون معنا طوال اليوم بمشاركتهم في جولات لمختلف المآثر التاريخية لسلا والرباط، برفقة مرشدين يعملون على إمدادهم بكافة المعلومات اللازمة حول تاريخ هذه المآثر، برنامجنا حافل يشمل أكثر من 35 نشاطا، تضم الفن المسرحي، فنون الشارع، ومحاضرات علمية".

سلا والرباط: ذاكرة مشتركة

فكري بنبعد الله" رئيس جمعية ذاكرة الرباط سلا

من جهته، أكد عزيز بنبراهيم، رئيس مقاطعة باب المريسة بسلا ونائب برلماني ، أن هذه المبادرة ليست سابقة من نوعها، على اعتبار أنه تم اعتمادها في عديد المدن سواء داخل المغرب أو في مدن أخرى عالمية.

كما اعتبر أن الحديث عن التراث لا يشمل دور وزارة الثقافة المغربية، بل يمتد لمجموعة من القطاعات والوزارات الأخرى، مضيفا أن المدينة العتيقة لسلا تشهد طفرة نوعية من حيث النهوض بها، وتجهيزها بمعدات لفائدة السكان تشمل الإنارة وحضور الجانب الأمني.

و أكدت زينب عسكاوي، متطوعة في الجمعية ومسؤولة عن موقع شالة الأثري بالرباط على تميزه، بالنظر للطبيعة التي تؤثث أرجاء الموقع، وكذا أعداد طيور اللقالق التي توجد به، مما يجعلها عامل جذب للزائرين المغاربة والأجانب، مؤكدة أن الموقع قمة معمارية من حيث الآثار الرومانية التي يحتضنها، وهو ما جعل أعضاء الجمعية المكونين من باحثين في الآثار والأنتربولوجيا يختارونه كنموذج لتقريبه بشكل أكثر من الساكنة المحلية والزائرين ،على حد سواء.

و أضافت عسكاوي التي تشغل منصب باحثة في مجال الآثار"اتفقنا كمجموعة عمل على تنظيم 5 أنشطة ثقافية خصيصا لموقع شالة، والمتمثلة في تجديد دار الراحل الجيلالي الغرباوي، الفنان التشكيلي المغربي، حيث شهدت تنظيم ورشات لصباغة الأطفال و اليافعين، ممن يساهمون بتأثيث هذا الفضاء برسوماتهم العفوية. عملنا على تخصيص حصة للتأمل، خاصة أن طبيعة المكان تبعث على الشعور بالراحة والسكينة، كما برمجنا تقديم روايات، وستختتم فعاليات هذا الملتقى بحفل فني للمطرب المغربي الشاب فيصل عزيزي".

باب المريسة

صناعات تقليدية بقصبة الاوداية بالرباط

يعد من أكبر الأبواب التاريخية بالمغرب، شيده السلطان أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق المريني، وشارك في بنائه مشاركة فعلية، بين سنتي 1270 و1280 م، وذلك بعد أن استرد المدينة فقام بسد الثغرة المفتوحة في السور الغربي والتي سمحت بالدخول إلى ساحة المدينة، وبنى بعد ذلك ورشة سفن حربية وكان مدخلها هو الباب الأثري المفتوح في الواجهة الشرقية للمدينة المسمى "باب لمريسة" أي باب المرسة الصغير، والذي يعرف اليوم بباب الملاح، واستخدمه المرينيون لصناعة السفن. ويوصل المدينة بوادي أبي رقراق بواسطة قناة، كانت القوارب تنفذ إلى الحوض من خلال المرور عبر قوس بابه الضخم.&

قصبة الوداية

&الموقع القديم لقصبة شالة الأثرية

كانت قصبة الوداية في الأصل قلعة محصنة، تم تشييدها من طرف المرابطين لمحاربة قبائل برغواطية، في عهد يوسف بن تاشفين. وازدادت أهميتها في عهد الموحدين، الذين جعلوا منها رباطا على مصب نهر أبي رقراق، وأطلقوا عليها اسم المهدية. بعد الموحدين أصبحت مهملة إلى أن استوطنها الموريسكيون الحرناشيون، الذين طردوا من الأندلس في مطلع القرن السابع عشر، فأعادوا إليها الحياة بتدعيمها بأسوار محصنة.

موقع شالة الأثري

&رسومات لأطفال بدار الجيلالي الغرباوي بشالة

يقع على ربوة تطل على ضفاف نهر أبي رقراق، ويقول باحثون في علوم الآثار والتراث بالمغرب إن مدينة "شالة" (أو سلا قديما) كانت مركزا تجاريا مهما، شيدت أجزاء مهمة منها خلال القرون الأولى للميلاد، على منوال المدن الرومانية القديمة، وأن حدودها الجغرافية كانت شاسعة وممتدة إلى حدود الشاطئ الأطلسي، إلا أن المعلومات التاريخية عن هذا الموقع تبقى محدودة؛ بسبب انحسار الأبحاث وتوقف الحفريات الأركيولوجية، ما يجعل -حسب هؤلاء- قسما أساسيا من تاريخ المنطقة وخصائصها مجهولا لدى الدارسين.

بحيرة يحتضنها موقع شالة
&الواجهة الأمامية لموقع شالة

&