شارك أمس آلاف العلماء والأشخاص المهتمين بالعلم في "مسيرة من أجل العلم" في واشنطن ونيويورك، وحرص الكثير منهم على إلقاء كلمات تطالب بتعزيز الاهتمام بالعلم، إلى جانب عروض موسيقية جاءت مواكبة للحدث.

إيلاف: نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن كارا سانتا ماريا، مسؤولة اتصال في مجال العلوم وواحدة من المشرفين على تلك المسيرة التي استمرت على مدار 4 ساعات، قولها: "نحن في منعطف حرج الآن بسبب ما يتعرّض له العلم من هجوم".

ثورة علمية
تابعت كارا بقولها: "أتصور أن هناك تهديدات تجابه الأدلة، المنطق والعقلانية من جانب الأفراد والمصالح المرتبطة بالسلطة، وهو ما يلحق ضررًا حقيقيًا بالأمور العلمية، لذا قررنا التجمع هنا اليوم كي نحارب من أجل العلم (وهنا هتفت الجماهير المحيطة بها بحماسة)، وقد تجمعنا هنا أيضًا كي نحارب من أجل التعليم (هتاف)، وكي نحارب من أجل المعرفة (هتاف)، وكي نحارب من أجل كوكب الأرض (هتاف)".&

أضاف في السياق نفسه المغني كويستلاف بقوله: "هناك أناس كثيرون يرفضون إتباع الحقائق العلمية (في إشارة من جانبه إلى المسؤولين في البيت الأبيض)".&

تمويل المشاريع
بعدها صعد نجم يوتيوب، تايلر ديويت، إلى خشبة المسرح ليقول: "الخبراء بحاجة إلى تعلم كيفية شرح الأشياء بطريقة يمكن للأشخاص العاديين أن يفهموها. فلا داعي&لاستخدام المصطلحات، ومن الأفضل تبسيط الأمور ليفهمها الناس ويهتمون بها. فلا يمكننا التذمّر من خفض التمويل، إذا لم نخبر دافعي الضرائب بأهمية العلم".

وحَمِلَ المشاركون في تلك المسيرة العديد من اللافتات التي تطالب الرئيس دونالد ترامب بضرورة تحمل مسؤولياته في سبيل دعم المشاريع العلمية ومساندتها بمختلف الصور.&

ونقلت الصحيفة عن كاثي باتلر، 60 عامًا، وهي مهندسة متقاعدة، خلال مشاركتها في المسيرة، قولها إنها تشعر بالفزع نتيجة للجهود التي تقوم بها إدارة ترامب للتراجع عن اللوائح البيئية وخفض التمويل اللازم للمجال البحثي.&

الكل مستفيد
وقال شخص يقف إلى جوارها يدعى جيفري جاكوبس، 44 عامًا، ويدير ناديًا خاصًا بالكتب العلمية، إن قيامهم بتلك المسيرة لم يكن بدافع حزبي، حيث إن هناك الكثير من العلماء الذين ينتمون إلى الحزب الجمهوري، فضلًا عن أن العلم يساعد الجميع.&

بدورهما، أعرب أيضًا كل من إميلي فينك، 28 عامًا، وكايلا دينسون، 29 عامًا، وهما باحثان متخصصان في الطب الحيوي، عن تخوفهما من أن تُعَرِّض تخفيضات الميزانية المقترحة من جانب إدارة ترامب على حياتهما المهنية.&

فيما تحدثت طالبة تدعى بروك هارديستي، 16 عامًا، عن فرحتها للمشاركة في تلك المسيرة ومقابلتها مجموعة من زملائها المتحمسين للعلم والدفاع عنه، بعدما كانت تقتصر أوجه التواصل بينهم على وسائل التواصل الاجتماعي وسكاي بي، وأعربت بروك عن سعادتها لوجود ذلك العدد الكبير من الأشخاص المتحمسين للعلوم والداعمين لهذا المجال.

لا بديل آخر
وسعيًا من جانبهم إلى التخلص من الفكرة النمطية المأخوذة عن العلم باعتباره مؤسسة متعاقبة يهيمن عليها الرجال كبار السن ذوو الشعر الأبيض، حرص منظمو المسيرة على الاستعانة بمتحدثين من مختلف الأعمار، الخلفيات والخبرات، كي يعبّروا&عن مدى تحمسهم لدعم المشاريع العلمية والاهتمام بها من منطلق أن ذلك هو الخيار الوحيد بالنسبة إليهم، لاسيما وأنه لا توجد "خطة بديلة" يمكن أن تغنيهم عن اتخاذهم العلم سبيلًا لحل ما يواجه العالم من مشكلات وتحديات على أصعدة كثيرة.

وكان بعض الساسة قد أعربوا خلال الأسابيع الأخيرة عن قلقهم من أن تقوم تلك المسيرة بتسييس المؤسسة العلمية الكبرى، وأن تُحدِث مواءمة مع الأيديولوجيات اليسارية.

أعدّت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف نقلاً عن «واشنطن بوست». المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:

https://www.washingtonpost.com/national/health-science/big-turnout-expected-for-march-for-science-in-dc/2017/04/21/67cf7f90-237f-11e7-bb9d-8cd6118e1409_story.html?utm_term=.8d7e12e3b86e&wpisrc=nl_most-draw14&wpmm=1
&