أعلن في بغداد اليوم عن استلام السفير الإيراني الجديد لدى العراق ايرج مسجدي مهامه رسميا بتقديم أوراق اعتماده للرئيس فؤاد معصوم وسط تبادل تمنيات بتطوير تعاون البلدين عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا في مهمة تقضي بترتيب مهمات بلاده في العراق خلال حقبة الرئيس الأميركي ترامب.

إيلاف من لندن: تسلم الرئيس العراقي فؤاد معصوم في القصر الرئاسي في بغداد الاثنين أوراق اعتماد سفير إيران الجديد لدى العراق إيرج مسجدي. وأشاد معصوم بعلاقات الصداقة التاريخية وسعة التعاون بين العراق وإيران في الميادين الاقتصادية والعسكرية والسياسية ومجالات التعاون الأخرى مؤكدا ضرورة تطويرها مرحّبا بالسفير ومتمنيا له النجاح التام في مهماته كما نقل عنه بيان رئاسي اطلعت "إيلاف" على نصه".

من جانبه أكد السفير مسجدي "حرص بلاده على تعزيز علاقاتها التاريخية والأخوية مع العراق".. مشيرا إلى أهمية فتح آفاق أوسع للتعاون الثنائي خدمة للمصالح المشتركة للشعبين الجارين".

وقبل ذلك سلم مسجدي نسخة من أوراق اعتماده إلى وزير الخارجية ابراهيم الجعفري وبحث معه العلاقات بين بغداد وطهران وسبل تعزيزها بما يحقـق مصالح البلدين.&

وأبدى الوزير استعداد وزارة الخارجية لتقديم الدعم اللازم للبعثة الدبلوماسية الإيرانية لزيادة حجم التعاون والتنسيق في مختلف المجالات.. داعيا إلى ضرورة تواصل اللجان الفنية بين البلدين لمعالجة مشكلة ملف المياه والأنهار المشتركة التي تسببت بزيادة نسبة الملوحة جنوب العراق.. مشيراً إلى عمق العلاقات الثنائية القائمة على أساس الحقائق التاريخية والجغرافية والمصالح والمخاطر المشتركة التي تجمع بين بغداد وطهران.

من جانبه أكد السفير مسجدي حرص بلاده على الارتقاء بمستوى العلاقات وتعزيز التعاون المشترك مع العراق بما يخدم مصلحة البلدين.. مؤكدا أنه سيبذل ما بوسعه لتفعيل المصالح المُشتركة في المجالات كافة.

مسجدي: نبقى إلى جانب العراق في كل الظروف

وكان مسجدي القائد في الحرس الثوري قد وصل إلى بغداد في 19 من الشهر الحالي خلفا للسفير السابق حسن دانائي فر الذي انتهت مهمته مطلع أبريل الحالي حيث أكد في اول تصريح له بعد وصوله واستقباله من قبل مسؤولين كبار في وزارة الخارجية العراقية ان إيران تدعو الي عراق قوي وآمن و موحد ومتطور وفي إطار هذه النظرة ستبقى الى جانب العراق في كل ظرف وكما في السابق.

وأضاف أن إيران و العراق بلدان صديقان وشقيقان ويتعين العمل لترقية مستوى العلاقات بين البلدين في كل المستويات والمجالات.

وأعلنت الخارجية الإيرانية في مارس الماضي أن الحكومة العراقية أبلغت نظيرتها الإيرانية بالموافقة على قبول تعيين العميد ايرج مسجدي في منصب سفير إيران في بغداد. والسفير الجديد نائب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي تتهمه جهات عراقية وأميركية بالتدخل في الشؤون العراقية.

مسجدي يعمل في الحرس الثوري منذ 35 عاما

&ويعمل مسجدي في الحرس الثوري الإيراني منذ 35 عاما وأنشطته السرية في العراق وسوريا.. حيث إن التواجد الدبلوماسي الإيراني في العراق عن طريق السفارة الإيرانية وخلال السنوات الماضية وخاصة في عهد السفير السابق "حسن دانائي فر" نشط الحرس الثوري أمنيا عن طريق استخبارات الحرس واقتصاديا عن طريق "مقر خاتم الأنبياء" الذراع الاقتصادية للحرس الذي تمكن من الحصول على عقود تقضي بتنفيذ 30 مشروعا قيمتها ثلاثة مليارات دولار في العراق.&

&وكان مسجدي خلال الحرب الإيرانية العراقية رئيسا لمقر رمضان الذي تحول فيما بعد إلى قوة القدس.. وبعد التشكيل الرسمي لقوة القدس في عام 1990 تولى مسجدي قيادة الفيلق الأول فيه حيث كان بديلا لمقر رمضان وكانت تلك القوة تتولى مهمة الأعمال الإرهابية في العراق.

&وبعد احتلال العراق في عام 2003 كان مسجدي أحد القادة الكبار لقوة القدس وعلى ارتباط بالعراق وكان يتردد باستمرار على بغداد والمدن العراقية الأخرى مثل الناصرية والبصرة والعمارة والنجف وكربلاء مشرفا على الأعمال المسلحة ضد القوات الاميركية في العراق مثل زرع القنابل في الطرق ومنها على طريق القيادة العليا للقوات الأميركية في 20 يناير عام 2007 في كربلاء واختطاف 5 من الرعايا البريطانيين في بغداد في 29 مايو 2007 تم تحت اشراف مسجدي.&

ثم اصبح مسجدي منذ مارس2014 مسؤولا عن ملف العراق في قوة القدس وكان حسن دانائي فر سفير إيران وقتها في العراق يعمل تحت إشرافه وكانت احدى مهمات مسجدي العمل على التجديد لنوري المالكي لولاية ثالثة في رئاسة الحكومة لكن محاولاته باءت بالفشل نظرا لان طهران كانت تخوض مباحثات دولية مهمة مع المجتمع الدولي حول ملفها النووي ولم تكن تريد خلق مشاكل مع واشنطن التي عارضت التجديد للمالكي حيث لم ترغب ان يكون اصرارها على المالكي عائقا امام توقيع الاتفاق النووي.

السفير ينحدر من محافظة عبادات ذات الاغلبية العربية

وإيرج مسجدي من أهالي محافظة عبادات جنوب إيران ذات الغالبية العربية وقد شارك في الحرب العراقية الإيرانية التي اندلعت عام 1980 واستمرت ثماني سنوات والتحق بالحرس الثوري قبل 35 عامًا ويعد اليوم من أبرز قادة فيلق القدس. ويعتبر الحرس الثوري السفارة الإيرانية في بغداد ذات أهمية إستراتيجية ضمن الدول التي تخضع للنفوذ الإيراني حيث يتقاسم الحرس ووزارة الخارجية ووزارة الاستخبارات مسؤولية تعيين سفراء إيران في الدول الأخرى إذ يعتبر الحرس أن سفراء إيران في العراق ولبنان وسوريا واليمن من حصته.

ومع مباشرة مسجدي مهامه رسميا فإن القوى الشيعية في العراق تراقب حاليا الكيفية التي ستتعامل فيها إيران مع الادارة الأميركية الجديدة ومدى قوتها في الوقوف بوجه توجهات سلطة الرئيس الأميركي ترامب ضد الاسلام المتطرف الذي تمثله إيران حيث إنهم سيحددون بعد ذلك مسارات مواقفهم من ترامب وقراراته ومواقفه التي سيكون للعراق النصيب الاكبر منها وحيث سيكون ايضا لمسجدي دور كبير في تحديد ابعاد هذه التوجهات العراقية.


&

&