بغداد: اعدم تنظيم داعش 15 شخصا في المدينة القديمة وسط الموصل بعدما رحّب سكان هذه المنطقة بعناصر من التنظيم تنكروا بزي الشرطة الاتحادية، حسب ما افاد مسؤولون.

وافادت قيادة العمليات المشتركة في بيان "ارتكبت عصابات داعش جريمة بشعه صباح الاثنين في احدى مناطق الموصل القديمة بعد ان ارتدى عدد من الارهابيين زي الشرطة الاتحادية، فعبر المواطنون عنفرحتهم برؤيتهم واستقبلوهم بالهتافات والترحيب". واضافت "لكن عصابات داعش الإرهابية فتحت النار عليهم وقتلت الاطفال والنساء".

بدوره، قال عضو مجلس محافظة نينوى حسام الدين العبار لفرانس برس "داعش يلجأ الى اساليب مختلفة لعقاب الاهالي، اذ ارتدى عدد من عناصره ملابس الشرطة الاتحادية، ودخلوا منطقة الميدان والكورنيش في الموصل القديمة، وهم يقودون سيارات سوداء لايهام المواطنين بانهم قوات امنية عراقية محررة".

اضاف "رحب الاهالي بهم على هذا الاساس، عندها قاموا باعتقال عدد منهم، واعدموا عددا اخر يقدر بـ 15 مواطنا من اهالي هذه المناطق". وتخوض القوات العراقية معارك شرسة منذ اسابيع في المدينة القديمة للموصل من دون تحقيق تقدم يذكر سوى تشديد الحصار عليها من المنطقتين الغربية والجنوبية.

وتتميز المدينة القديمة بمنازلها المتلاصقة وشوارعها الضيقة، التي لا تسمح بمرور معظم العربات التي تستخدمها القوات الامنية، وهو ما يرجح ان تكون المعارك لاستعادتها اكثر خطورة وصعوبة. ويوجد في المنطقة جامع النوري الكبير الذي اعلن منه زعيم تنظيم داعش ابو بكر البغدادي "الخلافة" عام 2014.

وتضطلع قوات مكافحة الارهاب والشرطة الاتحادية والرد السريع بدور رئيس في عملية استعادة الموصل التي بدأت بدعم من التحالف الدولي في 17 اكتوبر. وبدأت القوات العراقية في 19 فبراير، تنفيذ عملية كبيرة لاستعادة الجانب الغربي من الموصل الذي يعد اقل مساحة لكنه اكثر اكتظاظا من القسم الشرقي للمدينة الذي تم تحريره.

القوات العراقية تستعيد حيًا كبيرًا في غرب الموصل
إلى ذلك أعلنت القوات العراقية الثلاثاء استعادة السيطرة على حي التنك، أحد اكبر احياء الشطر الغربي من مدينة الموصل في تقدم ضد جهاديي داعش في معركتها المستمرة ضدهم منذ ستة اشهر لاستعادة ثاني كبرى مدن البلاد.

وقال الضابط الكبير في جهاز مكافحة الارهاب الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي لوكالة فرانس برس على خط الجبهة الامامي في حي التنك "صباح هذا اليوم استطاع أبطال جهاز مكافحة الارهاب، الرتل الغربي، تطهير حي التنك بالكامل وهو من اكبر الاحياء الموجودة في الساحل الغربي (غرب الموصل) وكان يعتبر معقلا رئيسا للمجاميع الارهابية".

اضاف وقد احاط به ضباطه الميدانيون "دارت اشتباكات عنيفة على مدى اكثر من اسبوع وتم تدمير اكثر من 20 عجلة مفخخة وتم قتل العشرات من المجاميع الارهابية وجثثهم في الشوارع والمنازل، والحمد لله الان حي التنك بالكامل تحت سيطرة جهاز مكافحة الارهاب".

ادلى الساعدي بتصريحه اثناء اصطحابه فريقا من صحافيي فرانس برس على الخطوط الامامية للجبهة في حي التنك، حيث كان عناصر من جهاز مكافحة الارهاب متمترسين خلف المباني المهدمة يترصدون اي تحرك للجهاديين. وأضاف "داعش فقد الكثير من قياداته والكثير من المقاتلين والانتحاريين ومعنوياته منهارة جدا. لقد تم تطهير حوالى 70 بالمئة من الساحل الايمن كما اعلنت قيادة العمليات المشتركة ولم يتبق الا الجزء القليل ان شاء الله". 

وخلال جولة فريق فرانس برس على الخطوط الامامية للجبهة على متن عربات عسكرية مصفحة روى عناصر من جهاز مكافحة الارهاب كيف كان انتحاريو داعش يفجرون السيارات المفخخة الواحدة تلو الاخرى في محاولة لصد تقدمهم. ويعتبر جهاز مكافحة الارهاب من اهم الوحدات العسكرية الخاصة في القوات العراقية اذ ان افرادها يخضعون لتدريبات قاسية ويتمتعون بمهارات قتالية عالية.

اسم على مسمّى
لعل الشاهد الاكبر على حدة المعارك في حي التنك هو حجم الدمار الماثل اينما كان، فما كان في ما مضى سيارات مركونة على جانبي الطريق اصبح اليوم مجرد اكوام من الخردة، بعضها متفحم وآخر مسحوق وآخر مهشم، بفعل القذائف والصواريخ، والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، سلاح الجهاديين المفضل.

وشكلت السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون يندفعون بها على القوات الامنية تحديا كبيرا في معركة استعادة الحي، بحسب الفريق الركن الساعدي.

وقال "داعش يستخدم نفس الاساليب (القتالية) لكن كثرة العجلات المفخخة في الموصل بشكل عام وفي الساحل الايمن ايضا تشكل تحديا كبيرا، اضافة كذلك الى تواجد المدنيين بكثافة وهذا ما يمثل التحدي الأكبر".

وعن مصير سكان الحي المدنيين اوضح الساعدي انه "تم اجلاء جميع المدنيين من هذه الاحياء الى الاحياء الموجودة بالخلف وتم تأمين ممر آمن وتم خروجهم بسلام".

حرب شوارع
ومع ان المعركة اصبحت حاليا حرب شوارع والتقدم فيها يتم من بناية الى اخرى ومن منزل الى آخر، الا ان الحاجة الى الاسناد الجوي لا تزال ضرورية، بحسب الفريق الساعدي.

وقال "المعارك بصورة عامة تحتاج الاسناد الجوي، والاحتياج الى الاسناد الجوي في القتال في المدن ضروري جدا وخاصة بالنسبة الى طيران التحالف وطيران الجيش. طيران التحالف يمتلك معدات واجهزة واسلحة متطورة جدا والاسناد الجوي يقلل الوقت ويزيد خسائر داعش ويقلل خسائر" الجنود.

ويرجح تواجد بضع مئات من الجهاديين في الجانب الغربي من الموصل، فيما لا يزال هناك مئات الالاف من المدنيين محاصرين في هذا الجانب من المدينة. ويعد الجانب الغربي اصغر مساحة من الجانب الشرقي للموصل لكنه اكثر اكتظاظا بسبب احيائه وازقته الضيقة التي لا تسمح بمرور العربات العسكرية، مما يرجح ان تكون معارك استعادته اكثر خطورة وصعوبة.