حذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء من أن فوز الوسطي إيمانويل ماكرون على مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن خلال الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية في السابع من مايو المقبل ليس مضمونًا.

إيلاف - متابعة: قال هولاند خلال زيارة إلى غرب فرنسا: "أعتقد أنه من المناسب أن نكون في غاية الجدية وفي حالة تعبئة كاملة (...) وعلينا أن نعتبر ألا شيء مضمونًا بعد، وأن الفوز يجب أن يُنتزع، وأن نستحقه".

الخطر قادم
تابع الرئيس الفرنسي: "ليس هناك إدراك فعلي لما حصل الأحد (...) نسينا أن مارين لوبن انتقلت إلى الدورة الثانية. ليس شيئًا هامشيًا أن يصل اليمين المتطرف إلى الدورة الثانية لانتخابات رئاسية".

وكان هولاند أعلن عزمه الاقتراع في الدورة الثانية لماكرون، معتبرًا أن اليمين المتطرف "يشكل مرة أخرى خطرًا على بلادنا".

وأفادت مصادر متطابقة في حزب الجمهوريين اليميني أن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي سيعلن عزمه الاقتراع لمصلحة ماكرون.

وكان هولاند وجّه تحية إلى الشرطي الذي قتل الخميس في اعتداء على جادة الشانزيلزيه قبل يومين من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، في مراسم وطنية حضرها ماكرون ولوبن.&

تحدي الإرهاب
وقال أتيين كارديل، شريك الشرطي الذي قتل، "أتعذب من دون أن أشعر بالكراهية (...) الحوار والاعتدال والتسامح كانت أسلحتك الأقوى". وقع الهجوم في 20 إبريل في الجادة الباريسية الشهيرة قبل ثلاثة أيام فقط من الدورة الأولى لانتخابات الرئاسة. وتبناه تنظيم داعش.&

وكان رد فعل المرشحين متعارضًا، حيث دعا ماكرون الفرنسيين إلى عدم "الاستسلام للخوف"، فيما عبّرت زعيمة اليمين المتطرف عن تخوفها من اعتداءات جديدة، مشددة برنامجها الأمني.

وقد دعاهما الرئيس الاشتراكي هولاند الثلاثاء إلى مديرية الشرطة في باريس للمشاركة في مراسم تكريم الشرطي كزافييه جوجليه (37 عامًا) الذي أصبح الضحية الـ239 لموجة الاعتداءات "الجهادية" في فرنسا منذ مطلع 2015.

وقال الرئيس الفرنسي خلال مراسم التكريم الوطنية "من جديد، خسرت فرنسا أحد أبنائها الأكثر شجاعة، وخسرت الجمهورية أحد حراسها الأكثر شجاعة".&

موازنة للأمن
ودعا هولاند كلًا من لوبن وماكرون قبيل الجولة الثانية، التي ستجري في السابع من مايو إلى "تخصيص الموارد الضرورية للميزانية" من أجل حفظ الأمن. ويعدّ الأمن أحد الموضوعات الأبرز في برنامج مرشحة اليمين المتطرف التي سارعت إلى مواصلة حملتها الانتخابية، على عكس منافسها ماكرون، الذي بقي منذ الاثنين بعيدًا عن الأضواء. &

وكان كريم شرفي، البالغ من العمر 39 عامًا، والذي أدين منذ العام 2005 على خلفية الشروع في القتل ثلاث مرات، قتل الشرطي برصاصتين في الرأس، وأصاب أيضًا شرطيين آخرين، أحدهما جروحه خطرة، إضافة إلى سائحة ألمانية، قبل أن يُقتل.

ردًا على ذلك، ألغى مرشحون عدة، بينهم لوبن وماكرون، آخر تجمعات انتخابية لهما، وعاد موضوع حملة مكافحة الإرهاب إلى الواجهة في الحملة الرئاسية، قبل الاقتراع الذي ينظم وسط إجراءات أمنية مشددة.

قفزة ديموقراطية
واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الهجوم "سيساعد على الأرجح" المرشحة "الأكثر حزمًا بالنسبة إلى الحدود والأكثر حزمًا في ما يتعلق بالأحداث الأخيرة في فرنسا"، في إشارة إلى لوبن.

لكن المحللين يرون أن الاعتداء لم يؤثر جوهريًا على التصويت. فقد بقي تأثيره "هامشيًا إلى حد كبير" بحسب ما قال الاثنين فريديريك دابي من معهد "إيفوب"، الذي أجرى دراسة حول هذا الموضوع الأحد، مشيرًا إلى أن "4% فقط من الفرنسيين يقولون إنه لعب دورًا بالنسبة إلى تصويتهم". ورأى أنه منذ 2015 قد يكون الفرنسيون "تمكنوا من احتواء إطار التهديد الإرهابي".

من جهته قال الخبير السياسي باسكال بيرينو إن المبالغة في تقدير آثار الاعتداء على الانتخابات قد يكون أدى إلى "قفزة ديموقراطية، لأن المشاركة كانت أفضل مما توقعته معاهد الاستطلاعات". وتصدر ماكرون نتائج الدورة الأولى من الانتخابات بحصوله على 24.01% من الأصوات، فيما نالت لوبن 21.30%.
&