نصر المجالي: قال تقرير صحفي نشر في لندن إن مرشح التيار المتشدد في إيران لمعركة الرئاسة، إبراهيم رئيسي، "كشف عن سلاح مفاجئ في ترسانة حملته الانتخابية هو زوجته"، وذلك لكسب الأصوات من مختلف الاتجاهات وتوسيع قاعدته الانتخابية.&

&ويقول تقرير صحيفة (فايننشال تايمز) اللندنية إن رئيسي الذي ظل لوقت طويل ينصح النساء الإيرانيات بأن يقرّن في بيوتهن وينشغلن بواجباتهن العائلية كزوجات وأمهات، استخدم تكتيكًا غير مسبوق من رجل دين إيراني محافظ، عندما أطلق شريط فيديو يقدم فيه زوجته، جميلة علم الهدى، الاستاذة في جامعة الشهيد بهشتي، بوصفها انموذجًا للمرأة المهنية الناجحة. وهي صاحبة كتاب "النظرية الإسلامية في التربية والتعليم " بأجزائه الثلاثة.

ويقول رئيسي في الشريط "عندما أعود الى البيت ولا أجدها، لا ألقي بالاً، وعندما لا أجد عشاءً معدًّا لي، لا أهتم، فأنا اعتقد صادقًا بأن عملها يساعدها ويساعد البلاد... وبأن لديها تأثيرًا".

وذكر التقرير أن التيار الإصلاحي يعتقد بأن رئيسي، مرشح المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي المفضل، وأنه يمثل تحدياً جدياً لروحاني في هذه الانتخابات.

تجهيز رئيسي

يشار إلى أن تقارير سابقة كانت ألقت الضوء على تجهيز المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، لإبراهيم رئيسي ومنذ سنوات لخلافته، "خاصة عندما عيّنته (سادن الروضة الرضوية)، التي تعد من أضخم الجمعيات الخيرية في إيران، وتقدر ماليتها بحوالي 15 مليار دولار، ومنحت رئيسي القوة والرعاية والقدرة على جذب دعم الطبقة العاملة، اضافة الى قربه وولائه&الشديد للنظام والحرس الثوري".

ويقول تقرير (فايننشال تايمز) إن من التحديات التي يواجهها التيار المتشدد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، الانقسام وغياب القيادة منذ هزيمته في انتخابات عام 2013، التي جاءت بروحاني إلى سدة الرئاسة.

ويرى التقرير أن هذه الخطوة هي محاولة من رئيسي للوصول الى ناخبين خارج التيار المتشدد الذي يمثله، مع اقتراب موعد الانتخابات الشهر المقبل.

ويضيف أن بعض المراقبين رأوا في هذه الخطوة دليلاً على الصعوبات التي يواجهها للتفوق على منافسه&الرئيس الحالي، حسن روحاني، في تصويت الدورة الثانية عشرة للانتخابات الرئاسية، التي&ستجري في 19 مايو.

جميلة علم الهدى زوجة المرشح الرئاسي ابراهيم رئيسي&

تحدٍّ لروحاني&

ويوضح التقرير أن المحللين المقربين من التيار الإصلاحي يعتقدون أن رئيسي، نائب النائب العام السابق، هو المرشح المفضل لدى المرشد الأعلى، ويمثل تحديًا جديًا للرئيس روحاني في هذه الانتخابات.

ويتابع التقرير بأن رئيسي يفتقر إلى الخبرة السياسية، ولم يبنِ له صورة شعبية بعد أن ظل يعمل لسنوات طويلة في السلك القضائي وبعيدًا عن الأضواء.

ويشدد التقرير على أن الجناح الديني المتشدد، الذي يدعمه، هو أيضًا في حالة انقسام وغياب قيادة منذ هزيمته في انتخابات عام 2013 التي جاءت بروحاني إلى سدة الرئاسة.

صراع

وتتحدث الصحيفة في تقريرها، الذي كتبه مراسلها في طهران، عمّا&تسميه الصراع على السلطة داخل المعسكر المتشدد، الذي تقدم بثلاثة مرشحين للتنافس في هذه الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي يحد من فرص رئيسي للفوز.

ويتنافس رئيسي على أصوات التيار المتشدد مع عمدة طهران القوي، محمد باقر قاليباف، الذي جاء ثانيًا في الانتخابات السابقة قبل أربع سنوات بعد روحاني، ويعتقد بعض أنصار التيار المتشدد أن قاليباف، البالغ من العمر 55 عامًا، أكثر خبرة سياسية، وله حضور شعبي، ما يعطيه فرصًا أكبر لهزيمة روحاني.

ويخلص التقرير إلى أن التيار المتشدد يسعى إلى تجنب ما حصل في انتخابات عام 2013، عندما شتت مرشحو التيار أصواتهم،عبر اظهار موقف موحد بانسحاب مبكر للمرشحين الآخرين لمصلحة المرشح الأكثر حظًا في صناديق الإقتراع، ولكن لم يؤكد رئيسي أو قاليباف بعد التزامهما بمثل هذا الاتفاق.

يشار إلى أن صحيفة "فايننشال تايمز" كانت نشرت مقالاً للخبير في الشؤون الإيرانية، والزميل الباحث مع مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، ريه تاكيه، يقول فيه إن خوض مرشح المعسكر المتشدد إبراهيم رئيسي سيدفع المرشد الأعلى لتعيينه خلفًا له من أجل حماية قيم الثورة.

تدريب روتيني&

ويرى الكاتب في مقاله، الذي كانت ترجمته "عربي21"، أن "الانتخابات الرئاسية الإيرانية في الشهر المقبل لا تعدو أن تكون مجرد تدريب روتيني للسلطة، يعود من خلالها حسن روحاني إلى الرئاسة لولاية ثانية، حيث وقع الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، وجدد مالية الخزانة، والتاريخ يقف إلى جانبه: لم يخسر أي رئيس من قبله انتخابات لولاية ثانية".

ويعلق تاكيه قائلاً إن "هذا التاريخ قد يُلغى من خلال إعلان إبراهيم رئيسي، أحد المقربين من خامنئي، ترشحه للمنافسات الرئاسية، ومن هنا فإن النقاش حول خلافة خامنئي والوضع الاقتصادي قد ينهيان أحلام روحاني، ويجعلانه الاستثناء للقاعدة، أي الرئاسة لولاية واحدة".