شهد العراق موجة من التنديد الرسمي والشعبي ضدّ غارات تركيا على سنجار، فيما حملت وزارة البشمركة في إقليم كردستان مسؤولية القصف والتصعيد لحزب العمال الكردستاني الذي تطارده أنقرة.


إيلاف من أربيل: تتواصل ردود الفعل السياسية والشعبية على الغارات التركية على مدينة سنجار غرب الموصل، فيما تظاهر الآلاف من المواطنين تنديدًا بما سمّوه "الإعتداءات التركية على إقليم كردستان".

وقصفت طائرات حربية تركية مسلحين أكرادًا في منطقة سنجار بالعراق وفي شمال شرق سوريا الثلاثاء وقتلت 20 على الأقل في حملة متصاعدة ضد الجماعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور.

وقال الجيش التركي في بيان إن نحو 70 مسلحًا قتلوا في العمليات داخل البلدين.

واستهدفت الغارات في سوريا وحدات حماية الشعب الكردية، وهي فصيل رئيسي في قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، وتضيق الخناق على معقل تنظيم "داعش" في الرقة.

وتطالب كتل نيابية في البرلمان الكردستاني المجتمع الدولي بـ"ممارسة الضغط على تركيا لوقف إعتداءاتها العسكرية اللاإنسانية على أراضي إقليم كردستان".

حالة من الخوف

شعبيًا، خرج الآلاف في تظاهرات حاشدة في السليمانية وكركوك شجبًا للقصف التركي الذي إستهدف معاقل لوحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب العمال الكردستاني، مطالبين بمقاطعة البضاعة التركية في الأسواق وتجميد المصالح الاقتصادية لأنقرة في إقليم كردستان والعراق.

من جانبه، أكد محما خليل، قائمّقائم مدينة سنجار، أن سكان المدينة يعيشون حالة من الخوف والهلع من إحتمال تكرار الغارات الجوية من قبل الجيش التركي، مطالبًا بعدم تصفية المشكلات بين تركيا وحزب العمال الكردستاني في قضاء سنجار الذي يعاني بما فيه الكفاية.

وأوضح قائمّقائم سنجار أن المدينة "مُدمَرة أساسًا، وهناك آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، ولا تتحمل المزيد من الأزمات".

الكتل البرلمانية الخمس

نيابيًا، أدانت خمس كتل في البرلمان الكردستاني القصف التركي على مدينة سنجار، مناشدة المجتمع الدولي إيقاف تركيا عن ممارسة إعتداءاتها على الإقليم.

وقالت الكتل البرلمانية الخمس (التغيير والاتحاد الوطني والاتحاد الاسلامي والجماعة الاسلامية والحركة الاسلامية) في بيان مشترك إن "الإعتداءات التركية كانت خرقًا وإنتهاكًا صارخًا لسيادة أراضي إقليم كردستان والعراق"، محملة الجيش التركي المسؤولية عن القتل والدمار والتوترات.

ودعت الكتل الخمس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى إدانة الهجوم وإيقاف الجيش التركي، لأن هذه الغارات مخالفة للقانون الدولي.

نددت وزارة البشمركة في حكومة الإقليم هي الأخرى بالغارات التركية على سنجار، مشيرة إلى أن تلك الغارات غير مقبولة.

وذكرت الوزارة، في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، أن "قصف المقاتلات التركية أسفر عن وقوع اضرار ودمار كبير، واستشهاد 5 من البشمركة واصابة 9 آخرين".

حزب العمال

عزت وزارة البشمركة هذه المشكلات والتوترات إلى تواجد حزب العمال الكردستاني في المنطقة، مؤكدة أن هذه المشاكل والتوترات كلها ناجمة عن وجود حزب العمال الكردستاني، ووجودهم في هذه المنطقة، يتسبب بحدوث أوجاع ومعضلات لأهالي المنطقة وإقليم كردستان، وعلى الرغم من مطالبات جميع الأطراف لهم باخلاء جبل سنجار، لكنهم لم يصغوا لأحد، بحسب البيان.

كما دعت الوزارة حزب العمال الكردستاني إلى سحب قواته من جبل سنجار والمناطق المحيطة به، وأن لا يصبح بعد الآن سببًا لانعدام الاستقرار وتعميق المشاكل في المنطقة، وأن يسمح بإعادة الحياة لأهالي المنطقة.

أما مسرور برزاني، مستشار مجلس أمن إقليم كردستان، فطالب الحكومة التركية بتقديم توضيح إزاء الغارات التي شنتها مقاتلات الجيش التركي على جبل سنجار.

وقال في مقابلة صحافية مع نيويورك تايمز الأميركية إن تركيا قصفت في السابق المناطق الحدودية لكنها تقصف هذه المنطقة&للمرة الاولى، مضيفًا: طالبنا تركيا بتوضيح بهذا الشأن، لكن ليس هنالك رد إلى الآن، ونأمل أن يكون ما حدث خطأ".

وأكد مسرور بارزاني أن حزب العمال الكردستاني هو السبب وراء الهجوم، وأضاف بالقول إن حزب العمال الكردستاني هو سبب هذه المشكلات، مشيرًا إلى أن الهجمات لا ترتبط بكون إقليم كردستان يرغب بها أم لا، بل بأن حزب العمال الكردستاني يجر تركيا إلى المنطقة.