الأمم المتحدة: يرأس وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اجتماعا لمجلس الأمن الدولي الجمعة للدعوة إلى اتخاذ موقف أكثر تشددًا من كوريا الشمالية والضغط على الصين لكبح جماح حليفتها. 

وسيحضر وزير الخارجية الصيني وانغ يي الاجتماع الذي يأتي بعد أسابيع من تحذيرات الإدارة الأميركية من أنها لن تتساهل بعد الآن مع إطلاق كوريا الشمالية صواريخ وإجراء تجارب نووية. 

ودعت الولايات المتحدة الامم المتحدة إلى فرض عقوبات أقسى على كوريا الشمالية، إلا أنها تريد من الصين أن تقود الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة. وقال تيلرسون في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز عشية الاجتماع "سنناقش الخطوات الضرورية لزيادة الضغط على بيونغ يانغ لجعلها تعيد النظر في موقفها الحالي". 

وبالنسبة للصين قال تيلرسون "سنختبر استعدادهم لمساعدتنا في معالجة هذا التهديد الخطير. واضاف "لقد أخبرنا الصينيون أنهم أبلغوا نظام كوريا الشمالية أنه إذا أجرى مزيدا من التجارب النووية فإن الصين ستفرض عليه عقوبات". 

ولن يتم تبني أي قرار خلال الاجتماع، ولكن سيكون الهدف منه الضغط على الصين لاستخدام نفوذها لدى بيونغ يانغ لوقف تصرفاتها. وتسعى كوريا الشمالية الى تطوير صاروخ بعيد المدى قادر على ضرب الاراضي الاميركي برأس نووي، وأجرت حتى الان خمس تجارب نووية، اثنتان العام الماضي. 

وقال الرئيس الاميركي دونالد ترامب أنه يفضل الحل الدبلوماسي، إلا أنه أقر بأن الوضع خطير جدا. وصرح لوكالة رويترز "هناك خطر أن ينتهي بنا الأمر في الدخول في نزاع كبير جدا مع كوريا الشمالية. بالتأكيد". 

وأضاف "نود أن نحل المسائل دبلوماسيا، ولكن ذلك صعب للغاية". 

ودعت الصين، الشريك التجاري الرئيسي لبيونغ يانغ، مرارا الى العودة إلى المحادثات حول نزع الأسلحة النووية، إلا أنها مترددة في استخدام الضغوط الاقتصادية خشية أن تؤدي إلى زعزعة استقرار كوريا الشمالية. 

وفرض مجلس الأمن الدولي ست مجموعات من العقوبات على كوريا الشمالية، اثنتان منها العام الماضي - لتصعيد الضغوط على نظام كيم جونغ-اون وحرمانه من العملة الصعبة الضرورية لتمويل برامجه العسكرية. 

وستدعو الولايات المتحدة، التي تتولى رئاسة مجلس الامن هذا الشهر، الدول الاعضاء في الامم المتحدة إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتطبيق العقوبات بشكل كامل، والتي تعتبر الاقسى التي تفرض على أي بلد حتى الان. 

تركيع كيم جونغ-اون

وضع ترامب كوريا الشمالية على رأس أولوياته للسياسة الخارجية وقال لسفراء مجلس الامن في البيت الأبيض هذا الأسبوع أنه مصمم على مواجهة الأزمة مباشرة. وصرح "لقد وضع الناس عصابات على أعينهم طوال عقود، وحان الوقت الآن لحل هذه المشكلة". 

وجاء هذا اللقاء بعد أيام من تسلم كوريا الجنوبية أول شحنات أميركية من المعدات لنظام الدفاع الصاروخي "ثاد" للتصدي وتدمير الصواريخ البالستية قصيرة وبعيدة المدى في آخر مرحلة من إطلاقها. 

وعارضت الصين بشدة نشر تلك المنظومة محذرة من أنها ستزيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية. واقترحت الصين تجميد النشاطات النووية والصاروخية في كوريا الشمالية مقابل وقف المناورات العسكرية السنوية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والتي تغضب بيونغ يانغ. إلا أن واشنطن رفضت ذلك صراحة وقالت أن على كوريا الشمالية أن تظهر استعدادها للانفتاح على المحادثات. 

ومع استمرار الولايات المتحدة في مساعيها الدبلوماسية، فإنها في نفس الوقت نشرت مجموعة حاملات طائرات قتالية تتقدمها "يو اس اس كارل فينسون" في شبه الجزيرة الكورية، في استعراض قوة توازيا مع إشارات تفيد بأن بيونغ يانغ قد تكون تحضر لإجراء تجربتها النووية السادسة. 

وصرح الاميرال هاري هاريس رئيس قيادة القوات في المحيط الهادئ "نريد أن نعيد كيم جونغ-اون الى صوابه، وليس تركيعه".