«إيلاف» من لندن: أكدت روايات لشهود عيان من الساحل الأيمن لمدينة الموصل العراقية الشمالية نزحوا في الأيام الأخيرة من المناطق التي وصلتها القوات الأمنية العراقية إصابة المئات من الأطفال بالجفاف ووفاة بعضهم ونفاد الغذاء من مناطق ما زالت تحت سيطرة تنظيم داعش ما دفع المواطنين لتناول الأعشاب والنباتات في محاولة لتجاوز مرحلة المجاعة .

وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن ربع مليون مدني تقريباً في مدينة الموصل يتناولون الأعشاب والنباتات في محاولة منهم لتجاوز مرحلة المجاعة التي يعانون منها منذ أشهر. واشارت روايات لشهود عيان من الساحل الأيمن نزحوا في الأيام الأخيرة من المناطق التي وصلتها القوات الأمنية العراقية، الى إصابة المئات من الأطفال بالجفاف ووفاة بعضهم ونفاد الغذاء بشكل كامل من كل المناطق التي ما زالت تحت سيطرة تنظيم داعش.

وحذر المرصد قائلا "ان ربع مليون مدني يعيشون حصاراً حقيقياً يفرضه تنظيم لا يتوانى لحظة واحدة عن قتلهم جميعاً".

وفاة العشرات جوعًا

وبالقرب من مخيم حسن شام قالت إمرأة في العقد السادس من عمرها أثناء محاولة أعضاء المرصد التحدث إليها في 23 أبريل الحالي "الحديث لا يسد جوع أحفادي الذي بقوا في الموصل. أكلنا الذي لا تأكله الحيوانات لنبقى على قيد الحياة".

واوضح المرصد ان "سكان المناطق التي ما زالت تحت سيطرة تنظيم داعش لا يواجهون خطر الموت على يد التنظيم فقط ولا بسبب القصف غير الدقيق، بل الجوع أيضاً يفتك بهم وقد يتسبب بوفاة العشرات منهم.

ويشرح وليد الذي إكتفى بذكر إسمه الأول وهو الآن في مخيم الجدعة ويبدو في العقد الثالث من عمره، كيف قضى يوماً كاملاً يبحث عن القليل من الدقيق لإعداد رغيفي خبز لإبنة أخته التي أعدم تنظيم داعش والدها قبل أشهر، لكنه لم يجد سوى ما يكفي لإعداد رغيف واحد".

وقال خلال مقابلة في 25 أبريل: "الناس كلها جائعة، ولا أعرف كيف أعطاني جارنا كوب طحين في وقتٍ لم يجد الناس ما يأكلونه. كان كريماً جداً في وقت حصار قاتل". مصدر طبي قال إن "هناك أرقامًا غير مؤكدة حتى اللحظة، تتحدث عن وجود المئات من السكان داخل مناطق سيطرة تنظيم داعش لم يتمكنوا من الحركة بسبب الجوع الذي يضربهم منذ أشهر. قال أيضاً "مئات الأطفال الذين نزحوا مع عوائلهم يعانون من الجفاف وسوء التغذية، وبعضهم حالته خطرة".

حتى نباتات الحدائق نفدت

رعد عمر الذي نزح من حي التنك وهو الآن لدى أقاربه في الساحل الأيسر من مدينة الموصل قال "إبنتي عمرها 11 شهراً شربت الحليب لستة أشهر فقط. منذ بدء العمليات العسكرية فرض داعش حصاراً علينا. حتى أمها لم تعد قادرة على إرضاعها. لا أعرف كيف نجت من الموت. هي الآن مصابة بالجفاف ونحاول علاجها".

وفي يوم 26 أبريل ابلغ أحد المدنيين المحاصرين في منطقة الزنجيلي المرصد هاتفياً في مقابلة لم تستمر لخمسين ثانية إن "النباتات في حديقتهم نفدت، ولم يعد هناك شيء يأكلونه. يقول إنهم سيلجأون لشرب الماء والملح، فحتى أرغفة الخبز التالفة شحت على الناس".

وقال عامل إغاثي في منظمة محلية يقدم المساعدات العاجلة للنازحين في مناطق جنوب الموصل، "في الأسابيع الأخيرة وعندما بدأ الطعام ينفد وتأكد عدم وجود مساعدات ستصل للمحاصرين في مناطق الساحل الأيمن، بدأ السكان بتناول وجبة غذائية واحدة في اليوم للحفاظ على الكميات التي يمتلكونها لأكثر وقت ممكن".

وأضاف "حتى الكميات التي كانت تحتفظ بها العوائل نفدت. لا أعرف ماذا يأكلون الآن، لكن بعض الذين نزح منهم قالوا إنهم أكلوا حتى التمر المتعفن وبقايا الدقيق غير الصالح للإستخدام البشري".

دعوة لفتح ممرات آمنة

وطالب المرصد العراقي لحقوق الإنسان الحكومة العراقية والمنظمات الدولية بفتح ممرات جوية لإلقاء الحليب والمواد الغذائية لأطفال الساحل الأيمن من مدينة الموصل، وإيقاف تفاقم حالات الوفاة بسبب الجوع هناك، وعدم السماح لتنظيم داعش بإنجاح خطته في حصار المدنيين.

كما دعا الحكومة المحلية في محافظة نينوى إلى الضغط أكثر على الحكومة الإتحادية في بغداد والأمم المتحدة لإيجاد حلٍ لما يحدث من كارثة إنسانية في الساحل الأيمن من مدينة الموصل، تضرب الجميع والأطفال على وجه الخصوص.

وتخوض القوات العراقية المشتركة عمليات عسكرية واسعة النطاق منذ 17 أكتوبر الماضي لتحرير مدينة الموصل من تنظيم &داعش وتمكنت في 24 من يناير الماضي من تحرير الجانب الايسر الشرقي من المدينة فيما بدأت في 19 فبراير صفحة جديدة من العمليات العسكرية لتحرير الجانب الأيمن الغربي للمدينة التي احتلها داعش في العاشر من يونيو عام 2014.

&