يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت مؤيّديه في ولاية بنسيلفانيا خلال تجمع يذكر بمهرجاناته الاتخابية، للاحتفال بمرور مئة يوم على ولاية شهدت الكثير من الانتكاسات وأثارت سجالات عديدة.

إيلاف - متابعة: يجد الرئيس الأميركي الـ45 الذي أثار فوزه على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون صدمة في العالم، صعوبة في الوفاء بوعوده الانتخابية.

هدية إلى الأثرياء
من أبرز هذه الوعود التي عجز حتى الآن عن تحقيقها إلغاء قانون الضمان الصحي، الذي يحمل اسم سلفه "أوباماكير"، واستبداله بنظام جديد، وقد اصطدم هذا الوعد بانقسامات داخل غالبيته الجمهورية في الكونغرس.

كما اضطر هذا الأسبوع إلى سحب تمويل الجدار الذي وعد ببنائه على الحدود مع المكسيك، من مشروع قانون التمويل الفدرالي لتفادي أزمة ميزانية كانت تهدد بشل عمل الأجهزة الحكومية.

أما مشروع الإصلاح الضريبي، الذي كشف عنه بشكل متسرع خلال هذا الأسبوع سعيًا إلى تلميع حصيلة المئة يوم، وقد وصفه الرئيس بأنه "ربما أكبر تخفيض ضريبي في التاريخ"، فاعتبر بصورة عامة هدية بقيمة مليارات الدولارات إلى الأثرياء الأميركيين، وانتقد باعتباره سيزيد المديونية.

وقع ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض عشرات المراسيم الرئاسية لإلغاء التدابير المتخذة في عهد باراك أوباما في مجال الصناعة والبيئة والتنقيب عن النفط والغاز، وهي جهود لقيت ترحيبًا من الجمهوريين. غير أن المرسوم الرئاسي الذي كانت له أوسع أصداء كان قرار حظر دخول رعايا دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، وقد جمده القضاء مرتين.

معايير اعتباطية
غير أن كل هذه النكسات لم تمنع ترامب من الإشادة بمطلع ولايته، الذي وصفه بأنه كان ناجحًا. وأعلن الجمعة للصحافيين "لا أعتقد أن أحدًا قام بما تمكنا من القيام به خلال مئة يوم، إننا في غاية السرور".

وتابع "إننا نحقق إنجازات كثيرة" معتبرًا رغم ذلك أن استحقاق المئة يوم الرمزي هو في الواقع "معيار خاطئ" واعتباطي. وفي رسالة فيديو بثها البيت الأبيض مساء الجمعة، أكد ترامب أن "المئة يوم الأولى من إدارتي كانت بكل بساطة الأكثر نجاحًا في تاريخ بلادنا". غير أن الملياردير السبعيني أقر مرارًا بأن المهام الرئاسية أكثر صعوبة مما كان يتصور.

خطاب حملة انتخابية 
سعيًا منه إلى الإفلات من ضغوط البيت الأبيض، يتوجه الرئيس مساء السبت للقاء أنصاره في هاريسبورغ في بنسيلفانيا، إحدى الولايات التي حسمت فوزه في نوفمبر. سيحجب هذا التجمع موقتًا ما يواجهه من انتقادات تأخذ عليه افتقاره إلى الخبرة وصعوبة في فرض الاحترام والثقة، سواء في الولايات المتحدة أو في الخارج.

كما يرتدي هذا التجمع أهمية رمزية، إذ يتزامن مع حفل العشاء السنوي لجمعية مراسلي البيت الأبيض، وهو ملتقى تقليدي للرؤساء الأميركيين، قرر هذه السنة مقاطعته، مظهرًا بذلك ازدراءه لوسائل الإعلام التي يحمل عليها بشدة.

وقال المتحدث باسمه شون سبايسر مدافعًا عن قرار الرئيس: "إنها فرصة له ليتوجه إلى الناخبين الذين منحوه أصواتهم، ويتحدث عمّا تمكن من إنجازه خلال الأيام المئة الأولى". في هذه المحطة من ولايته، ترامب هو الرئيس الأميركي الأدنى شعبية في التاريخ الحديث لاستطلاعات الرأي، ولو أن قاعدته الانتخابية بقيت ثابتة على دعمها له.

بداية كارثية
وصفت المعارضة الديموقراطية الجمعة مطلع ولاية ترامب بأنه كارثي، مشيرة إلى أنه شهد انعدام استقرار متزايدًا وفشلًا تشريعيًا ووعودًا لم تتحقق.

وفصلت رئيسة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي حصيلة ترامب على طريقة علامات مدرسية منحتها للوعود التي قطعها، فعددت "الميزانية: سيء، إنشاء وظائف: سيء، تجفيف المستنقع: سيء، الصحة: سيء". في المقابل، يعتز الجمهوريون بإنجاز هو تعيين القاضي المحافظ نيل غورستش في المحكمة العليا.

مؤشرات مقلقة 
غير أن بعض المؤشرات وردت لتلقي بظلها على حماسة الفريق الرئاسي، بدءًا بالإعلان الجمعة عن أرقام النمو الاقتصادي الأميركي في الفصل الأول من 2017، وهي أسوأ أرقام منذ ثلاث سنوات.

يضاف إلى ذلك ملف الاتهامات حول التدخل الروسي في الحملة الانتخابية، والذي يسمم رئاسة ترامب. وفتح كل من الكونغرس ومكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) تحقيقًا حول تواطؤ محتمل بين فريق حملة ترامب ومسؤولين روس، وهو ما نفاه الرئيس بشدة.

كما يواجه البيت الأبيض توترًا متزايدًا مع كوريا الشمالية، وحذر ترامب الخميس من "احتمال" اندلاع نزاع كبير مع بيونغ يانغ إذا لم يوقف النظام برنامجيه البالستي والنووي. وهو يراهن على التهديد بتدخل عسكري وعلى ممارسة الصين ضغوطًا لإرغام النظام الكوري الشمالي على الرضوخ.

غير أن هذه التهديدات لم تأت بنتيجة حتى الآن، وقامت كوريا الشمالية خلال الليل بعملية إطلاق صاروخ بالستي، في تجربة جديدة فاشلة ندد بها ترامب مساء الجمعة على تويتر.