قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، السبت، إن البلاد على أعتاب مرحلة جديدة، مخاطبا الشيعة في العراق أنه "يتوجب على الجميع أن يحكم البلاد"، وطمأن الكرد بالقول "أنتم عراقيون من الدرجة الأولى". وجدد تأكيده لسكان مدينة الموصل أن يوم تحريرهم من عصابات داعش "بات قريبا".


إيلاف من بغداد: حذّر رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي يوم السبت من حملة تحاول الإيقاع بين العرب والكرد في العراق، مخاطباً الكرد بالقول "انتم عراقيون من الدرجة الأولى كباقي المواطنين في العراق، فيما اكد لسكان ايمن الموصل ان يوم تحريرهم من عصابات داعش "بات قريبا" وذلك مع اندفاع قوات عراقية من محورين بمحيط جامع النوري بعد قتل 30 داعشيا بمعالجة جوية، في حين دعا رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري الى انشاء جسر جوي لإغاثة المدنيين المحاصرين في ايمن الموصل.

حديث العبادي جاء خلال كلمة له في مهرجان الوحدة الوطنية الذي اقيم تحت شعار (انتصارنا العظيم طريقنا نحو السلام).

وقال "نحن نتهيأ لاعلان النصر الكبير فان من اكبر اولوياتنا بناء السلام والحياة الكريمة لمواطنينا فهذا الوطن لجميع العراقيين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم".

واضاف العبادي ان "ابطالنا يخوضون المعارك ويحققون انتصارات وهي حرب ليست سهلة ولكن البعض يحاول احباط معنويات مقاتلينا من خلال تبنيه اكاذيب العدو لان لديهم خلافات مع الحكومة وادعو هؤلاء لترك ابطالنا الشجعان ومواجهة العبادي".

وتساءل "الى اين اوصلت النزاعات البلد ، ولماذا يحاول البعض الانتقاص من قواتنا البطلة ؟".

وتابع قائلا" ان المعارك التي يخوضها ابطالنا في القوات المسلحة اصبحت دروسا ينظر لها العالم باعجاب ويتم تدوينها في الكتب لدراستها".

خطابات تطمين&

وحذر العبادي، من محاولات تهدف لـ"الإيقاع" بين العرب والكرد، معتبراً أن الكرد "عراقيون من الدرجة الأولى"، فيما وجه خطابين إلى "الشيعة والسنة".

واوضح العبادي ان "التنوع في بلدنا قوة وليس ضعفا"، مشيرا الى "اهمية البدء بصفحة من الوحدة العراقية من اجل بلدنا ومواطنينا".

وقال "أخاطب أخوتي الشيعة واقول لهم اننا جميعا يجب ان نحكم البلاد والارهاب يكفر الجميع".

وأخاطب أهل السنة وأقول لهم ان جميع العراقيين قاتلوا معكم من اجل تحرير الارض من دنس داعش لكن هناك اصوات&نشاز ما زالت تحاول إثارة النعرات، واقول للصابئة وبقية الاقليات اننا جميعا ابناء هذا الوطن".

واختتم كلمته بالقول "أهالي المناطق المحررة يرفضون عودة من تعاون مع الارهابيين الى مناطقهم، ونسعى لتطهير مؤسسات الدولة والعمل السياسي من الممارسات الخاطئة".

تحرير الموصل&

وقال "أوجه خطابي الى أبناء الموصل بأن لا يستسلموا للإشاعات وأؤكد لهم ان يوم التحرير بات قريباً".
وأضاف "نعرف ان العدو الداعشي &يتخذ دروعا بشرية .. نحن نريد ان نحمي المواطنين".

وتابع "لم يتوقع العدو ان نحرر الجانب الايسر بالكامل وبالسرعة التي جرت .. وسنقضي عليه في ايمن الموصل".

وتأتي تصريحات العباددي بشأن تحرير الموصل مع افادة قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت السبت &"ان القوات الاتحادية اندفعت من محورين الى منطقة في محيط جامع النوري الكبير داخل المنطقة القديمة في الجانب الأيمن من مدينة الموصل".

وقال الفريق جودت في بيان له ان "قطعات من الشرطة الاتحادية اندفعت باتجاه المنطقة المحيطة بجامع النوري من محور باب جديد وقضيب البان تحت غطاء من القصف الصاروخي".

وأضاف ان "طائرات الشرطة الاتحادية المسيرة تستهدف ثكنات للدواعش قريبا من المنارة الحدباء وقتلت 30 ارهابيا ودمرت 12 هدفا متحركا وموضعا لمقاومة الطائرات".

جسر جوي&

من جهته دعا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، السبت، الحكومة العراقية الى إيصال الأطعمة والاغذية الى المدنيين المحاصرين في ما تبقى من مناطق واحياء تحت سيطرة تنظيم داعش في مدينة الموصل.

وقال الجبوري خلال حفل اقامته كتلة تحالف القوى العراقية وتحت شعار (ام الربيعين .. حضارة عادت بسواعد الابطال) انه "لا بد من ‏اخذ مخاطر ما يجري للمحاصرين من المدنيين في الموصل بنظر الاعتبار والعمل بشكل جاد من قبل الجهات التنفيذية والقوات الأمنية على المباشرة في إيصال الأطعمة جوا وبالكميات الكافية الى المناطق المحاصرة في أيمن الموصل وتجاوز فكرة المخاوف من وقوعها بيد الارهاب فإن ما سيصل منها للأهالي سيكفي لإنقاذ الجوعى من الرهائن المدنيين من الهلاك".
& & & & & & & & & & &
وأضاف ان "ما سيضع داعش يده&عليه من هذه الاطعمة فإن القوات العراقية قادرة ان تذيقهم الموت قبل ان يذوقوا لقمة منها".

انتهاك السيادة&

وأبدى الجبوري رفضه إزاء تواجد الحركات الإرهابية والجماعات المسلحة في العراق، وأي "تجاوز" يمس سيادة البلاد، معتبرا أن انتهاك السيادة "لا يقل خطورة" عن الإرهاب.

واشترط الجبوري تقديم الدعم للعراق في حربه ضد الإرهاب وفق الأطر القانونية.

وقال الجبوري إن “انتهاك السيادة لا يقل خطورة عن الإرهاب وقد ‏قلنا سابقا إننا نتقبل أي دعم من أي دولة لمساندتنا في معركة الإرهاب ‏وفق الأطر القانونية وعبر ‏التنسيق مع الحكومة العراقية".

وأضاف الجبوري "لقد استطاعت قواتنا البطلة ان تحقق تقدما نوعيا مهما في معاركها ضد الارهاب وان تنتصر باحتراف ما جعل الارهاب يفقد قدرته على المحافظة على امكانياته".

ما بعد داعش

اما نائبه آرام شيخ محمد فدعا إلى "خريطة طريق" لإدارة المناطق المحررة من سيطرة "داعش" وإعادة النازحين، حاثا على بذل المزيد من الجهود والتعاون المشترك بين كافة المكونات.

وقال شيخ محمد "إننا مقبلون على مرحلة جديدة ما بعد داعش، نحتاج معها الى رؤية واضحة وخريطة طريق لإدارة المناطق المحررة وإعادة النازحين وبذل المزيد من الجهود والتعاون المشترك بين كافة المكونات وفتح صفحة جديدة لإعادة الحياة وتقديم الخدمات وتمكين الداوئر والمؤسسات الحكومية للقيام بدورها بشكل طبيعي في المناطق المحررة".

وأضاف أنه "لا يكفينا أن نردد شعارات وهتافات، بل يجب أن نتمعن بمدى أهمية الأمانة الوطنية والأخلاقية الملقاة على عاتقنا، لذلك نجدد اليوم مساندتنا ودعمنا الكامل كبرلمان لأبنائنا من القوات المسلحة والحشد الشعبي والبيشمركة، ونحن كممثلين عن الشعب نعلن مرة أخرى بأننا الظهير القوي للجيش وكافة الصنوف العسكرية، وما تبقى على الحكومة إنصاف حقوقهم وصرف رواتبهم بالكامل كما شرع لهم البرلمان في قانون الموازنة الإتحادية".&

واشار شيخ محمد إلى أن “العراق يخوض هذه الأيام معارك حاسمة ومتصلة ضد قوى التطرف والأرهاب الذي يسعى الى عرقلة مسيرة الشعب والتنمية”، مؤكدا أن “الوقوف بوجه الأرهاب والقضاء عليه سيوفر حتما الحياة الكريمة للمواطنين، ويمهد الطريق ألى تذليل الصعاب وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل والأزمات".

علاوي ينتقد استفتاء الكرد&

بدوره قال نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي ان الانتصار العسكري على داعش والارهاب مهم والاهم هو الانتصار السياسي بتحصين المجتمع عبر المصالحة الوطنية".

وفي ما يتعلق بالتسوية الوطنية، ذكر علاوي خلال حديث تلفزيوني ان "المشكلة ليست بين المجتمعات العراقية"، مؤكدا ان "مشاكل الشارع الطائفية سببها الاحزاب السياسية وداعش والارهاب".

وتطرق الى وضع العراق بعد داعش، اذ بين رئيس ائتلاف الوطنية قائلا "دعونا الى تشكيل هيئة سياسية عليا ترسم خريطة&طريق لمرحلة تحرير وما بعد تحرير الموصل، ولكن للأسف لم يحصل هذا"، مشيرا الى ان "النازحين يعانون مشاكل عديدة ولم تهيَأ لهم الاستعدادات".

واكد علاوي "ليس لدي اعتراض على مبدأ التسوية وانما تحقيق المصالحة الوطنية، فلا يوجد توتر طائفي بين مكونات الشعب العراقي، ولكن الاصطفاف السياسي ما زال طائفياً وقوميا".

وتابع "اذا لم يحصل حوار حقيقي وتحقيق المصالحة بعد مرحلة داعش فلن تقوم لنا قائمة".

وفي ما يتعلق باستفتاء كردستان للاستقلال، قال علاوي ان "استفتاء الكرد للاستقلال ليس صحيحاً وهو ليس بوقته"، منوها الى ان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني "تراجع عن الخطوة سابقاً وأبلغت رئيس الوزراء ذلك لكن مشاكل الموازنة المالية واستمرار تعطيل قانون النفط والغاز وتوزيع الثروات دفع الكرد لتفعيل هذه الخطوة مجدداً". مبينا ان "الكرد ربما جادون في الاستفتاء ولكن تنفيذه ما زال بعيدا وفي حال التقرب لهم قد يؤجلونه".