«إيلاف» من الرباط: تعرضت مدرسة بثانوية ابن ازروم بفاس لإعتداء شنيع والسب والقذف من طرف تلميذ "مشاغب".

وفي اتصال هاتفي مع "إيلاف المغرب" قالت الاستاذة مديحة زهري، انها قامت بطرد التلميذ المعتدي رفقة أربعة تلاميذ اخرين بعدما تسببا في فوضى داخل قاعة الدرس ، لكن التلميذ محسن محمد ، وهو من مواليد 1999 ، اقتحم القسم ،وانهال عليها بالسب والقذف مستعملا ابشع الألفاظ ،وسلبها هاتفها النقال أمام مرأى ومسمع باقي التلاميذ، ولولا تدخل بعضهم لانقاذها لتطور الامر الى الضرب، خاصة ان التلميذ المعتدي كان في حالة هيجان.

وتم نقل الأستاذة إلى مستشفى المدينة عبر سيارة الإسعاف بحضور تلاميذ المؤسسة وزملائها و أطر الثانوية بعد فقدانها لوعيها وتدهور حالتها النفسية والجسدية، حيث تلقت الإسعافات اللازمة.

"إيلاف المغرب" اتصلت ببعض التلاميذ الذين عاينوا الحادثة فأكدوا لها ان أفراد إدارة المؤسسة اكتفوا بالتفرج عِوَض التدخل لردع التلميذ الذي حضرت أمه فيما بعد، واعتذرت للأستاذة التي كانت مضطرة للتنازل عن شكواها لحماية نفسها من اعتداء لاحق قد تسببه متابعتها القضائية للتلميذ المعتدي.

من جانبها، أكدت المعتدى عليها ان حالتها النفسية لاتزال حرجة ،وأنها ما زالت تخضع للمتابعة لدى أخصائي نفسي .

تجدر الاشارة الى ان ظاهرة الاعتداء على الأساتذة والمدرسين ، تنامت بوتيرة كبيرة في المغرب ، إذ سجلت حالات خطيرة في العديد من مدارس البلاد ،الامر الذي فتح باب التساؤلات حول التباطؤ في اتخاذ إجراءات نظامية حازمة تقف تجاه هذه السلوكيات التي تضفي صورة قاتمة على التعليم والتربية في المدارس الحكومية، كما تؤثر على تربية النشء وأخلاقهم تجاه معلميهم وأساتذتهم ، فضلاً عن تأثير ذلك على العملية التعليمية وقدرة المعلم في التفاعل مع طلابه في توصيل القيم والعلوم المختلفة، كما أنها تعكس سلوكيات بعض الطلاب ومستوى التربية لديهم، خاصة وأن المتابع في الآونة الأخيرة يستشعر خطورة هذه الظاهرة في ظل مقارنتها بحال الآباء والأجداد ومعاملتهم للمعلمين.

المطالبة بإعادة هيبة الأساتذة والمعلمين 

في غضون ذلك، طالب مدرسون التقت بهم "إيلاف المغرب" بضرورة اعادة الهيبة الى رجال التعليم بما يضمن لهم تأدية رسالتهم التربوية في بيئة مدرسية مناسبة، حيث أرجع أحدهم سبب عنف الطلاب تجاه مدرسيهم إلى تعاطي الممنوعات، وطالبوا بضرورة تحليل السموم لبعض الطلاب وخاصةً طلاب المرحلة الثانوية. ومضى يقول: “الطلاب المتعاطون للسموم هم الأكثر اعتداء، سواء على زملائهم الطلاب أو المعلمين، وعند الكشف عليهم مبكراً سنتمكن بالتعاون مع أسرهم، من معالجتهم قبل أن يتطور الوضع، خصوصاً أنهم في سن ما زالت مبكرة يمكن التعامل معها”.