الطقس الربيعي يدغدغ بنسائمه العاصمة الأميركية واشنطن. الحرارة المعتدلة خففت من منسوب الإحتقان والتوتر في أجنحة البيت الأبيض، حيث وصلت الخلافات إلى ذروتها في&الأسابيع الأخيرة.

إيلاف من واشنطن: في العاصمة التي تحكم العالم، لم يمت بطل القوميين ستيفن بانون، أقله حتى الآن، رغم كل التوقعات التي أشارت إلى أن &مساعد الرئيس للشؤون الإستراتيجية قد ينام ليصحو&على خبر طرده من وظيفته بين ليلة وأخرى.

حافظ على وجوده

الشعبوي القادم من عالم الإعلام والأفلام الوثائقية، لم يستسغ إجتياح البراغماتيين وجماعات وول ستريت لمقر حكم ترامب.&نهض، واجه وإشتبك مع جاريد كوشنر صهر الرئيس، ومن خلفه المحور الذي يقوده الأخير، فكانت النتيجة أن نفوذه تقلص بعض الشيء بعيد إخراجه من مجلس الأمن القومي، ولكنه لم يرفع الراية البيضاء في ميدان سقط فيه قبلا&الجنرال مايكل فلين بسرعة البرق، رغم إختلاف ظروف كل منهما.

عندما يتحدث ترامب باللغة القومية

الإعلام الأميركي الذي تحدث عن وفاة ستيفن بانون بالمعنى السياسي في البيت الأبيض، عاد هو نفسه ليتحدث عن عودة الرجل من موت إعتبره الجميع محتمًا على يد إيفانكا وجاريد وأقطاب المال والأعمال، ومؤشر العودة قرارات الرئيس، فعندما يتحدث ترامب باللغة القومية، ويطلق لأجلها القرارات، فهذا يعني أن بانون موجود، وعندما يختفي هذا الجانب تكون بصمات كوشنر ومعه غاري كوهن حاضرة.

ترامب إستعاد خطابه إبان الحملة خصوصًا في الشق الإقتصادي، ووجّه رسائل مختلفة إلى كندا واتفاقية النافتا، وشركات التكنولوجيا التي تستقدم عمّالًا من شتى بقاع الأرض لتوظيفهم على حساب الأميركيين.

طيف بانون حاضر بقرارات ترامب

الرئيس قال إن الولايات المتحدة سوف تفرض رسومًا جمركية بنسبة 20% على واردات الخشب الكندي اللين من أجل حماية التجارة المحلية، ووفقًا لتوقعات الأسواق، من المنتظر أن يتم تطبيق الرسوم الجديدة بأثر رجعي على الصادرات الكندية من الخشب الكندي إلى الولايات المتحدة، التي ستجني حوالى&5 مليارات دولار من تلك الإجراءات المستحدثة في العام الواحد.

لم تقف ماكينة ترامب عند موضوع الأخشاب، فالرئيس زار مصنعًا في ولاية ويسكونسن، وأكد عزمه على إصلاح نظام التأشيرات&(H-B1 ) المتعلقة بالعمال، وتعتقد الإدارة أن الشركات قد أساءت استخدام نظام التأشيرات هذا، وذلك لاستيراد العمالة الأجنبية الرخيصة لملء الوظائف، التي يقول ترامب إنها يجب أن تذهب إلى العمال الأميركيين.

إرتياح المحافظين

الإجراءات الأخيرة التي اتخذها ترامب أدت إلى تهدئة مخاوف المحافظين الذين شعروا بالقلق من أن الرئيس بات أكثر اهتمامًا بإرضاء القائمين على المؤسسة من الوفاء بوعود الحملة، خصوصًا مع محاولة تحجيم بانون، وأبدت زعيمة حزب الشاي ديبي دولي، شكوكًا في دور كوهن الديمقراطي السابق، كما إن المحافظين يقولون إنه سيكون هناك تمرد شعبي إذا فاز جناحه على حساب بانون.

توازن القوى

بعد إعلان ترامب خطواته هذا الاسبوع، شعرت دولي بالسعادة، واعتبرت أن ما حدث يدل على استعادة توازن القوى، وقالت:&"نحن نراقب عن كثب لنرى مدى تأثير بعض هؤلاء الناس، ونحن ملتزمون بالقتال للتأكد من أن ترامب يحافظ على وعوده"، مضيفة": هذه الأعمال علامة جيدة".

نائبه عاد إلى الواجهة

&تمكن بانون من التقاط أنفاسه في البيت الأبيض، وطرح سؤالًا كبيرًا:&هل انتهت الحملة على بانون بانتصاره؟، في الوقت الحالي ثبت مساعد الرئيس أقدامه، لكنّ معارضيه لن يرحموه، فقد أعيد التصويب على نائبه سيباستيان غوركا، حيث أشارت التقارير الصحافية&إلى أن الأخير قد ينتهي به المطاف خارج البيت الأبيض بسبب تأخر حصوله على تصريح أمني لممارسة عمله بشكل طبيعي، وقالت التقارير إن تأخر حصوله على التصريح مرده إلى التحقيق في عضويته بحزب يميني في المجر له علاقات مع أطراف نازية.

وبحسب المعلومات، فإن التأخر في إصدار تصريح أمني يحصل عادة عندما يكون الشخص المعني بالطلب تحت دائرة الضوء&وسياسيًا معروفًا له خصوم، ويأتي التأخير بسبب بيروقراطية المؤسسة الأمنية ورغبتها في إجراء تدقيق شامل عن كل ما يثار حول خلفية صاحب الطلب.