في احتجاج على التدخلات الخارجية في شؤون العراق أكد زعيم سياسي عراقي اليوم رفض جعل بلاده حقلًا لتجارب القوى الخارجية، داعيًا إلى الكفّ عن التدخلات الإقليمية في شؤونه.. فيما كشف وزير الهجرة العراقي عن تجاوز عدد نازحي الموصل الستمائة ألف شخص.

إيلاف: خلال حديثه مع وفد لمعهد السلام الأميركي خلال اجتماعه في بغداد فقد شدد نائب الرئيس العراقي زعيم حزب الوفاق الوطني على أن العراق لم يعد حقلًا للتجارب، فهو مفتاح استقرار المنطقة والجسر الرابط بين العالمين العربي والإسلامي.&

ودعا إلى "الكفّ عن التدخلات الإقليمية في الشأن العراقي والشروع في تحقيق المصالحة الوطنية على الصعيد السياسي، لأن المجتمع العراقي مجتمع متصالح، وكذلك دعا إلى مغادرة أساليب الإقصاء والتهميش، كعناصر ضامنة للمكتسبات العسكرية ضد تنظيم داعش، وبسط الاستقرار في مرحلة ما بعد دحر التنظيم الإرهابي"، كما نقل عنه مكتبه الإعلامي في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه الاثنين.

وشدد علاوي "على أن الوقت قد حان لمغادرة البلاد منهج الطائفية السياسية وتعديل مسارات العملية السياسية باتجاه تمتين الوحدة المجتمعية وبناء دولة المواطنة ومؤسساتها وتحقيق شروط انتخابات نزيهة والشروع في مرحلة الإعمار والتنمية عبر إقرار جملة من الإجراءات والقوانين المهمة المتعلقة بالنفط والغاز وتوزيع الثروات ومجلس الخدمة الاتحادي".

ثم تطرق إلى تداعيات الوضع الاقتصادي العام وتراجع قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات، داعيًا إلى الانفتاح على الخارج على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المتكافئة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وأهاب علاوي بالمجتمع الدولي مساعدة العراق في حربه على الإرهاب، مطالبًا الوفد بنقل معاناة الشعب العراقي إلى صناع القرار في الولايات المتحدة والعالم، ومعربًا عن قلقه من التعاون بين تنظيمي داعش والقاعدة ومخاطر ذلك على أمن واستقرار المنطقة والعالم.

يأتي حديث نائب الرئيس العراقي هذا في وقت تراقب القوى العراقية، وخاصة الشيعية منها، حاليًا، الكيفية التي ستتعامل فيها إيران مع الإدارة الأميركية الجديدة، ومدى قوتها في الوقوف بوجه توجهات سلطة الرئيس الأميركي ترامب ضد التدخل السافر لإيران في شؤون العراق، حيث إنهم سيحددون بعد ذلك مسارات مواقفهم من ترامب وقرارته ومواقفه التي سيكون للعراق النصيب الأكبر منها.&

ثم استمع علاوي من وفد معهد السلام الأميركي، الذي ضم مايكل ياف نائب رئيس مركز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد وإيلي أبو عون مدير برامج مركز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وسرهنك حمه عزيز مدير برامج الشرق الأوسط وأسامة غريزي مدير برنامج العراق وسوريا إلى شرح عن برامج المعهد وطموحاته إلى إرساء السلام، وتحقيق المصالحة، وإدارة مبادرات التصالح ودعم الأقليات.. موضحين أن عمل المعهد يرتكز إلى المستوى المجتمعي والحوار الوطني، في حين توافقت وجهتا نظر الجانبين على أهمية العمل على حل المشاكل الداخلية والحدّ من التدخلات الخارجية.

يشار إلى أن معهد السلام الأميركي أو USIP هو معهد قومي، غير حزبي، مستقل، تم تشكيله في واشنطن عام 1984، وأسسه ويموّله الكونغرس الأميركي.. وهو يهدف إلى المساعدة على منع وحل صراعات العنف الدولية، والعمل على تعزيز التنمية والاستقرار في مرحلة ما بعد الصراعات، وزيادة القدرة على إدارة الصراع، والأدوات، ورأس المال الفكري في جميع أنحاء العالم.

وقد تم تأسيس المعهد ليكون مستقلًا وغير حزبي من أجل إنتاج الأبحاث والمشاركة النشطة في مبادرات بناء السلام في أنحاء العالم.&

نازحو الموصل تجاوزوا 600 ألف
هذا وكشف وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف الاثنين عن تجاوز أعداد النازحين العراقيين من الموصل 600 ألف منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى في 17 أكتوبر عام 2016، مشيرًا إلى عودة 133 ألف منهم إلى مناطقهم المحررة.

وقال الوزير في تصريح صحافي وزعته وزارته اليوم واطلعت "إيلاف" على نصه إن "العدد المتبقي من النازحين في المخيمات &منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى وصل إلى 467 ألف نازح، منهم &425 ألفًا نزحوا منذ بدء عمليات تحرير الجانب الأيمن من الموصل".

وأشار إلى أن عدد النازحين المتبقي من عمليات تحرير الجانب الأيسر فقط 42 ألف نازح. وقال إن وزارته مستمرة وبالتنسيق مع الجهات الأمنية والجهات الساندة في إجلاء ونقل العوائل من مناطق النزوح إلى مناطق الإيواء، كما تعمل في الوقت نفسه على تأمين عودة العوائل النازحة إلى مناطقها المحررة.

يذكر أن القوات العراقية المشتركة تخوض عمليات عسكرية واسعة النطاق لتحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش، وتمكنت في 24 من يناير الماضي من تحرير الجانب الأيسر الغربي من المدينة، فيما أطلقت في 19 فبراير صفحة جديدة من العمليات العسكرية لتحرير الجانب الأيمن الشرقي للمدينة، الذي تحرر معظمه، ولم تتبق منه غير الأحياء القديمة المكتظة بالسكان.


&