لندن: استيقظ سكان دمشق&اليوم على أصوات انفجارات ومعارك عنيفة، وتوقعوا أن مصدرها الغوطة والقابون حيث المعارك مستمرة بين الفصائل السورية المعارضة من جهة وبين قوات النظام وفصائل الجيش الحر من جهة أخرى.

وتدور معارك منذ الجمعة في غوطة دمشق الشرقية بين جيش الإسلام، وهيئة تحرير الشام وفيلق الرحمن.

وأصدرت حركة أحرار الشام بيانا اعتبرت فيه أن "جيش الإسلام هو من بدأ البغي على إخوانهم مما يعرض الغوطة لخطر السقوط في أيدي النظام المجرم". ودعت إلى وقف الاقتتال تقديماً لمصلحة الامة على مصلحة أية جماعة، وحرصاً على الغوطة والثورة وحذراً من امتداد الاقتتال إلى مناطق أخرى.

وطالب البيان بـ "إيقاف البغي والنزول إلى محكمةٍ شرعيةٍ خلال 24 ساعة مع باقي الفصائل، معلناً استعداد الحركة للتعاون مع المجالس الشرعية والقوى الثورية المحايدة ووجهاء الغوطة لتحقيق ذلك. وحمّل جيش الإسلام مسؤولية استمرار الاقتتال في الغوطة الشرقية".

حل جبهة النصرة

من جانبه أكد جيش الإسلام، عزمه على حلّ جبهة النصرة (ما يسمى اليوم بهيئة تحرير الشام) في غوطة دمشق الشرقية، مشيراً إلى أن معركته ووجهته هي النصرة فقط، وأنه على استعداد لتقديم ما يراه فيلق الرحمن ضامناً لحقوقه وحافظاً لأمنه.

وقال معاذ الخطيب الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني السوري المعارض لـ"إيلاف" إنه لا يملك غير توجيه ذات الرسالة التي وجهها الى الفصائل العام الماضي والتي طالبهم فيها بايقاف الاقتتال.

وأشار الى أنه قال في الرسالة أن الثورات لا تنكسر أبدا الا عندما يتخلى عنها أصحابها ويسمحون للنزاعات أن تسيطر عليهم.

وشدد على أن" أكبر نصر يكمن في الايمان والاتحاد وأكبر مقبرة للثورات في التنازع والأنانية الجماعية". وطالب الجميع "بتغليب العقل وبالتفاهم والتوحد والعودة الى معاقد الايمان ومواثيق أهل الحق".

وقال الصحافي الميداني قصي نور لـ"إيلاف" أن التظاهرات الشعبية بقيت مستمرة وهناك اصابات بين المدنيين اثر محاولات لتفريقها. فيما نفى جيش الاسلام في بيان، تلقت "إيلاف" نسخة منه أن يكون أطلق النار على المتظاهرين أو أصابهم وقال إنه حادث فردي وستتم محاسبة من قام بهذا الفعل.

كما أصدر بيانا قبل قليل أكد فيه حرصه على المراكز الطبية في الغوطة والتزامه بالمواثيق والعهود الدولية، وذلك ردا على بيان منظمة أطباء بل حدود.

رسالة الى الفيلق

كما وجه جيش الإسلام رسالة إلى فيلق الرحمن بالتأكيد على ما قاله الناطق باسم الجيش على عقد العزم على "حل جبهة النصرة في الغوطة الشرقية، وتقديم متزعميه للقضاء، وإنهاء هذا الفكر الدخيل الذي جر على ثورتنا الويلات".

ولفتت الرسالة إلى أنه "مهما بلغت الخلافات بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن فستبقى جانبية ثانوية، ونحن متفقون على الأصل وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، ونطمح منكم أن تكونوا عوناً لنا في أداء هذه المهمة التي تصب في صالح أبناء الغوطة، بل أبناء سوريا بأجمعها".

وأضافت "إن أبيتم المشاركة في هذا العمل فنحن نرضى منكم الحياد على الأقل، ولكن رأينا منكم اصطفافاً واضحاً بل مؤازرة شديدة ودعماً بالسلاح والعتاد لفلولهم المهزومة بعد إنهاء أكثر من 70% من حجم قوتهم في ساعات معدودة، ودون خسائر تذكر من الجانبين، موقفكم هذا مرفوض من جانبنا جملة وتفصيلا، ولا يمكن أن يكون مبرراً في حال من الأحوال".

وأكد جيش الإسلام أنه قدم لفيلق الرحمن كل التطمينات والضمانات على أن "وجهتنا هي القضاء على هذه الزمرة الآثمة في الغوطة، ونحن على استعداد لتقديم المزيد مما ترونه ضامناً لحقوقكم حافظاً لأمنكم وأمانكم".

وشهدت غوطة دمشق الشرقية تظاهراتٌ شعبيةٌ على مدى الأيام السابقة تطالب الفصائل بوضع حدٍّ للاقتتال، الذي بقي مستمراً حتى اليوم بين جيش الإسلام من جهة، وفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام من جهةٍ ثانيةٍ.

وقال وائل علوان الناطق باسم فيلق الرحمن السبت إن الإمدادات انقطعت عن مقاتليه في حي القابون شرق&العاصمة متهما جيش الإسلام.

وحمّل علوان جيش الإسلام "كامل المسؤولية عن التدهور الذي يشهده حي القابون والذي من الواجب اليوم أن تتضافر جميع الجهود و الإمكانيات للدفاع عنه. وأشار الى "إن مئات الثوار من فيلق الرحمن يرابطون في حي القابون أمام هجمات عصابات الأسد المجرمة وهم محاصرون من خلفهم من قبل مجموعات جيش الإسلام".

قسد: الحملة مستمرة

الى ذلك وفي جانب الحرب ضد داعش أكدت قيادات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لـ"إيلاف" أنها سيطرت على معظم مناطق الطبقة "الرقة"، وأشارت الى أن "الحملة ما زالت مستمرة".

وشددت على أن التنظيم فقد سيطرته على معظم أحياء المدينة.

وقالت في بيانٍ لها اليوم أن "عملية السيطرة على أحياء البو عيسى والسلام وحسو إضافةً إلى المنطقة الصناعية في الطبقة قتلت 48 عنصراً من التنظيم المتشدد ووقع خمسةٍ في قبضة (قسد) كما أن عمليات التمشيط مستمرة ".