«إيلاف» من لندن: اعلن في بغداد اليوم عن اطاحة الاجهزة الامنية العراقية بما اطلق عليها اكبر مافيا عراقية لبنانية لتزييف العملات يبلغ افرادها 23 شخصا يستغلون نساء في ادخال دنانير عراقية ودولارات اميركية مزيفة من بيروت الى بغداد.

وقالت السلطة القضائية العراقية الثلاثاء ان جهدا مشتركا بين مكتب التحقيق القضائي في محكمة التحقيق المركزية وجهاز المخابرات العراقيين قد نجح بالاطاحة بواحدة من اخطر المافيات العراقية لتزييف العملة يمارس افرادها نشاطهم مع شركاء لهم في لبنان وذلك اثر القبض على سيدة وابنتها في مطار بغداد الدولي ومعهما مبالغ كبيرة من الدينار العراقي والدولار الاميركي.

المتهمتان تعترفان
واقرت المتهمتان في اقوالهما بممارستهما هذا النشاط لأكثر من مرة وبالطريقة ذاتها قبل كشفهما حيث أدت خيوط الجريمة إلى القبض على شبكة كبيرة من المتهمين وصل عددهم الى أكثر من عشرين شخصاً يقومون بأدوار متعددة كما قال تقرير صادر عن المركز الاعلامي لمجلس القضاء الاعلى اطلعت عليه «إيلاف» اليوم.. موضحا &أن معلومات وردت إلى جهاز المخابرات عن أشخاص يعملون لصالح مافيا خطيرة مختصة بتزييف العملة وغسيل الاموال متواجدين في بغداد".
واشارت المصادر التحقيقية في القضية الى ان القاضي المختص اصدر مذكرة قبض بحق المتهمين وامر مفرزة بالتحرك واعتقالهم حيث ادلوا أمام القاضي باعترافات مهمة وخطيرة عن شبكة كبيرة تمارس نشاطها بين بغداد والعاصمة اللبنانية بيروت.
واوضحت ان الاعترافات جاءت على سيدة وابنتها على وشك الوصول إلى بغداد ومعهما مبالغ تصل إلى 100 مليون دينار عراقي فئة (50 ألف) إضافة إلى 100 ألف دولار فصدرت على الفور مذكرة قبض بحق السيدة وابنتها اللتين وصلتا إلى مطار بغداد الدولي وضبط بحوزتهما مبالغ أكبر مما ادلى به المتهم في اقواله وضعت في الحقيبة اليدوية لكل منهما من دون الاشارة الى تاريخ الواقعة. واضافت ان التحقيقات اظهرت وجود عصابة خطيرة اخرى لديها مطبعة كبيرة في بغداد ضبط مع المسؤولين عنها مبلغ مليار ونصف المليار دينار من فئة (25 ألفاً) وجميعها مزيفة.

مزور يدرس القانون

وقال أحد المتهمين الرئيسين إن شقيقه سبقه بالعمل في العصابة منذ سنوات وكان مع شركائه يأتون بمبالغ مزورة كبيرة من بيروت براً عبر الأراضي السورية.. موضحا ان الاحداث في سوريا أرغمت العصابة على ترك عملها وممارسة التزوير داخلياً للعملة العراقية فقط.
"وقال "كنت حينها خارج البلاد أكمل دراسة الماجستير بتخصص القانون في جامعة الشارقة في دولة الامارات " .. مضيفا "أن القوات الامنية ألقت القبض على شقيقي في فبراير الماضي أما أنا فقد عدت إلى البلاد حيث ظل شركاء شقيقي الذين لم يتم القبض عليهم والذين لديهم معرفة بزوجته الثانية يتواصلون معها ووالدتها ويقدمون لهما بعض الخدمات ".
وكشف عن تواصله مع اولئك الاشخاص "الذين طلبوا مني وبعد أن تعرفت إلى زوجة شقيقي الثانية بأن اكلفها بعملية ادخال مبالغ مالية مزيفة من العاصمة اللبنانية بيروت عبر مطار بغداد الدولي حيث رحبت الزوجة بالفكرة بعد مدة قصيرة من التفكير وأبدت استعدادها للذهاب إلى بيروت وتأتي بالمبالغ المزيفة ".
واضاف أن "عدة عمليات لبيع العملة المزيفة تحصل من قبل مجموعة إلى اخرى حيث كنا نبيع كل مليون دينار مزيف بمعدل 300 الف دينار أما 1000 دولار فقد كان ثمنها بنحو 300 دولار فيما يستمر البيع على نحو تصاعدي حتى تذوب العملة المزيفة في السوق لدى اشخاص لا يعرفون حقيقتها ".
تقارير طبية مزورة لتهريب عملات مزيفة
من جانبها،&قالت المتهمة في حديثها مع صحيفة "القضاء" أن "سفرتي الاولى كانت مع والدتي وقد جهزت تقارير طبية علاجية مزورة لكي استطيع المغادرة إلى لبنان والعودة منها بتكرار من دون انتباه الجهات الامنية والاستخبارية ".
وأضافت أن "سكني كان في فندق في منطقة شارع الحمرا وسط بيروت حيث تلقيت مبلغا قدره 600 الف دولار من شخص لبناني يدعي (المعلم)".. واشارت الى ان "العملية الاولى كانت على سبيل التجربة للتأكد من نجاحها وقد دخلت إلى مطار بغداد الدولي ووضعت المبلغ داخل ثيابي وأوصلته إلى شقيق زوجي الذي كان ينتظرني في احد احياء العاصمة ".
وأوضحت المتهمة قائلة إن "شركائي كانوا يقدمون لي بطاقات الطائرة والحجز الفندقي فضلاً عن مكافأة مالية بنحو 700 دولار".. مشيرة الى ان "نجاح التجربة الاولى شجعنا على القيام بعملية اخرى بمبالغ اكبر".. لافتة إلى أن "العملية الثالثة انحصرت على مبالغ عراقية من فئة 50 الف دينار حيث نجحنا في ادخال ما يقارب 60 مليوناً من الدنانير العراقية المزيفة".
وتابعت أن "سفري إلى لبنان كان يحصل احياناً بمفردي من دون والدتي وكانت المدة بين مغادرة بغداد والعودة اليها لا تتجاوز ثلاثة أو اربعة ايام فقط ".
أما بالنسبة إلى العملية الرابعة التي قامت بها فقد اوضحت المتهمة أن "(المعلم) أرسل معي مبالغ بالعملة العراقية والدولار وجميعها مزيفة لكني وبعد وصولي إلى مطار بغداد الدولي وقبل مغادرتي له تم القبض علي ".

23 متهما بانتظار محاكمتهم

وتؤكد المصادر التحقيقية أن "علاقة جمعت (المعلم) اللبناني مع السيدة وابنتها وقد بادرتا بالعمل لحسابهما الخاص حيث زادت المبالغ المضبوطة عما تم الاتفاق عليه مع شركائهما في بغداد بـ 65 مليون دينار عراقي إضافة إلى 70 الف دولار". وقالت ان "التوصل إلى السيدة وابنتها ومن قبلهما المتهم الاول& قاد القضاء وجهاز المخابرات إلى القبض على شركاء معهم يمارسون عملية ترويج العملة المزيفة القادمة من لبنان".
واوضحت المصادر أن "عدد المتهمين في هذه القضية وصل إلى أكثر من 23 شخصاً جرى تصديق اعترافاتهم قضائياً وينتظرون استكمال&الاجراءات القانونية لحين احالتهم على محكمة الموضوع".