في مطلع مارس الماضي، تعرّض سيباستيان غوركا، نائب مساعد الرئيس الأميركي للشؤون الاستراتيجية لهجوم عنيف على خلفية إتهامه بمعاداة السامية، الحرب على المجري الأصل حينها لم تصل إلى خواتيمها السعيدة بالنسبة إلى معارضيه.

إيلاف من نيويورك: غوركا الذي رزح تحت النيران يومها، نجا من السقوط بفضل أمرين، أولهما إصطفاف عدد كبير من الجمهوريين والمحافظين خلفه، وثانيهما كشف الإعلام عن لقاء جمع وزير العدل جيف سيشنز بالسفير الروسي سيرغي كيسلياك قبل الإنتخابات الرئاسية.

نجاة موقتة
يومها أدار معارضو ترامب محركاتهم باتجاه سيشنز، من أجل الضغط على الرئيس، لإلحاق وزير العدل بمستشار الأمن القومي مايكل فلين، وبالتالي إخراجه من الإدارة، وفي خضم المعمعة التقط غوركا أنفاسه، وحافظ على وجوده في البيت الأبيض.

لاحقًا، إنشغل الجميع بخلافات جاريد كوشنر وستيف بانون، وبالتدخل الروسي في الانتخابات. دخلت قضية غوركا في غيبوبة موقتة، قبل أن يعود اليوم إلى الأضواء وبقوة، وسط توقعات باقتراب موعد رحيل الرجل.

هجوم الربيع الأعنف
وإذا كان هجوم الشتاء على نائب بانون إستهدف قضية إتهامه بمعاداة السامية، وارتباطه بجماعات مؤيدة للنازية، فإن هجوم الربيع يبدو أعنف بكثير، وذلك بعد إستحضار قضايا تتعلق بحمل الرجل للسلاح في مطار رونالد ريغان.

وبينما إندفعت وسائل الإعلام الجمهورية، ومعها جماعات مؤيدة لترامب، للدفاع عن غوركا، وخرجت أصوات أوروبية أيضًا تعدد مزاياه في بدايات الحرب الأولى، تؤشر الأوضاع الحالية إلى صعوبة موقفه، وذلك بعد دخول نواب ديموقراطيين على خط الهجوم عليه.

رسالة ديمقراطية
فقد بعث العشرات من النواب الديموقراطيين برسالة إلى الرئيس دونالد ترامب يطالبون فيها بإزاحة أحد كبار مساعديه الأمنيين القوميين سيباستيان جوركا فورًا من منصبه، وذلك على خلفية علاقاته المزعومة مع القوميين في المجر.

ويتهم الديمقراطيون غوركا بأنه&عضو مؤسس في الائتلاف الديمقراطي الجديد، الذي وصفوه بأنه معادٍ للسامية. وجاء في الرسالة "إنه استنادًا إلى تأييد السيد غوركا للعديد من الجماعات المعادية للسامية والعنصرية في المجر والانتماء إليها، فمن الواضح أنه غير قادر على العمل في دارتكم".