إيلاف: وافقت لجنة فنية علمية في المتحف البريطاني على إدخال العود العراقي ضمن مقتنيات هذا المتحف العريق، بعدما تكللت جهود سنوات من قبل الموسيقار العراقي أحمد مختار بالنجاح، واستطاع أن يقنع لجنة أوصياء المتحف المتكونة من 25 عالم وبروفسور متخصص بالآثار، ليصبح العود العراقي ضمن مقتنيات أهم متاحف العالم محفوظًا إلى الأبد. 

العود الذي اختُير هو من صناعة العام 1981، ويعود إلى الأسطى فوزي منشد غافل من البصرة، ويعد من أشهر وأفضل صناع العود في العالم. وهو مصنوع من خشب السيسم والزان والميبل والمفاتيح من الأبنوس والوجه من خشب الأرز (سيدار) بقياس 57، وهو القياس التاريخي للعود في العصر العباسي، حيث وصفه الكندي في أحد مؤلفاته. 

ويمتاز بصوت رخيم وبراق وجهوري، لأن جودة الصوت أحد الشروط الأساسية في القبول. وسوف يسجل مختار تقاسيم لبعض المقامات على عود المتحف، ويتم حفظه، ولا يلمس إلى بإذن لجنة الأوصياء. وسيتمكن الزائر من مشاهدة العود وسماع صوته إضافة إلى ما سيكتب عنه في صالة العرض.

يذكر أن فوزي منشد غافل الربيعي من مواليد 1947 في العراق - البصرة. وقد بدأ حياته مصلحًا لآلة العود منذ الصغر، وبعد سنتين انتقل إلى الصناعة. 

عزف على عوده أمهر وأشهر العازفين العرب والأوروبيين. ووصل عدد أعواده المنجزة إلى الآن إلى أكثر من 1000 عود، حيث تستغرق صناعة العود الواحد حوالى شهر. وصار عوده يُعرف بعود فوزيز.

من ابتكارات الصانع: العود الجهير بحجم آلة الكونترباص، والعود الكبير بحجم آلة التشيلو. وهو صانع العود ذي الـ 8 أوتار المأخوذ عن آلة العود الأوروبية (لوت) في القرن التاسع عشر، والذي أصبح اليوم بـ 12 وترًا.