خلصت دراسة استقصائية إلى أن واحدا من كل أربعة رجال في المنطقة العربية يؤيد المساواة بين الذكور والإناث في بعض المجالات، وأن الغالبية مازالت تعتقد أن دور المرأة الرئيسي هو المنزل.

ومن خلال مقابلات أُجريت في مصر ولبنان والمغرب والأراضي الفلسطينية، توصلت الدراسة كذلك إلى أن الشباب الذكور الأصغر سنا يتبنون في ما يبدو آراءً محافظة مثل آبائهم.

لكن يُقال إن الرجال في المنطقة يواجهون "ضغوطا هائلة" في إعالة الأسرة، لا سيما في مناطق النزاع، بحسب الدراسة.

وأشار المسح، الذي أُجري على 10 آلاف شخص، إلى أن ما بين 20 إلى 50 في المئة من الرجال في الدول الأربعة قالوا إنهم يخجلون من مواجهة أسرهم بسبب البطالة أو قلة المال.

وقالت شيرين الفقي، المشرفة على المسح، لبي بي سي "ثمة اعتقاد عن المنطقة العربية بأن المجتمع الذكوري هو السائد بصورة واضحة، وأن هذا أمر رائع بالنسبة للرجال".

لكن سلطة الرجال هذه صالحة بين أقلية محدودة على رأس ذلك الهرم، بحسب الفقي.

ومضت قائلة "بالنسبة لباقي الهرم، يشعر الكثير من النساء وكذلك الكثير من الرجال بأن الحياة قاسية للغاية".

شيرين الفقي
BBC
شيرين الفقي، المشرفة على المسح، تقول إن النتائج أظهرت استعداد الرجال للقبول بعمل المرأة طالما بقي الرجل معيل الأسرة

وخلصت "الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن الرجال والمساواة بين الجنسين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" إلى أن غالبية الرجال، التي وصلت نسبتهم إلى 90 في المئة في بعض المناطق، توقعوا مصادرة حريات زوجاتهم، بداية من الملبس وحتى عدد مرات ممارسة الجنس.

ووفقا للمسح، يعتقد نحو نصف الرجال أو أقل أن النساء المتزوجات يجب أن يكون لهن نفس الحقوق في العمل مثل الرجل. وفي الوقت ذاته، قالت غالبية المستطلع آراؤهم في الدول الأربعة إنهم سيقبلون أن يكون مديرهم في العمل امرأة.

ومع ذلك، ذكر المسح أن الرجال على استعداد للقبول بعمل المرأة طالما بقي هو معيل الأسرة وظلت هي المسؤولة الرئيسية عن رعاية الأسرة في البيت.

وأظهر أكثر من 4 آلاف و830 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 59 عاما دعما لبعض أبعاد المساواة بين الذكور والإناث.

ويقول التقرير إن هؤلاء الرجال اتفقوا على ضرورة سن قوانين لحماية حقوق المرأة ودعم توليها مناصب قيادية، لكنهم قالوا إن عليها قضاء وقت أكثر في رعاية أطفالها.

وقالت الفقي إن من المدهش في المسح أن النساء أنفسهن دعموا بعض الأفكار التقليدية بشأن أدوار الذكور والإناث.

وقالت الفقي إن أكثر من 70 في المئة من النساء، على سبيل المثال، قالوا إنهن يريدن الحق في العمل، لكن الغالبية منهم اتفقن كذلك على أنه إذا كانت فرص العمل قليلة فإن الأولوية يجب أن تكون للرجال.