جددت الحكومة المحلية في محافظة كركوك رفضها القاطع لإنزال العلم الكردستاني الذي يرفرف فوق المؤسسات الحكومية إلى جانب العلم العراقي منذ أكثر من شهر، فيما تعتبر حركة عصائب أهل الحق الشيعية قرار رفعه تجاوزًا على سيادة الدولة العراقية.

إيلاف: قال ريبوار طالباني، رئيس مجلس محافظة كركوك "وكالة"، في حديث لـ"إيلاف"، إن رفع العلم الكردستاني عامل للإستقرار الأمني والسياسي في المحافظة، مشيرًا إلى أن القوات الكردية تدافع عن أبناء كل مكونات كركوك سواسية ومن دون أي تمييز عرقي وطائفي، وأن قوات البيشمركة بدفاعها عن كركوك وفرت الأمان لجميع أطياف المدينة تحت ظل هذا العلم، مؤكدًا أن القوى الكردستانية لن تكترث لتهديدات خارجية وداخلية بخصوص رفع العلم الكردستاني في كركوك.

مستقبل كركوك
كما دافع رئيس مجلس محافظة كركوك "وكالة" عن قرار رفع العلم الكردستاني فوق المباني والمؤسسات الحكومية في كركوك، وأضاف قائلًا "إن رفع العلم الكردستاني لا يخالف الدستور العراقي، وإن القرار سيستمر إلى حين تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي، كما إتهم طالباني الحكومة المركزية بعدم الإيفاء بالوعود التي قطعتها على نفسها لتسديد مستحقات كركوك المالية".

وبشأن الإستفتاء الشعبي، المزمع إجراؤه خلال الأشهر المقبلة في إقليم كردستان، وشموله محافظة كركوك، أكد طالباني أن الأمر يتوقف على مدى إلتزام الحكومة المركزية في ما يتعلق بتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي، وأنه في حال عدم تطبيق تلك المادة فإن من حق محافظة كركوك أن تختار مصيرها. &&

عصائب أهل الحق: رفع العلم الكردستاني تعدٍّ & & &
في المقابل، أعلنت حركة عصائب أهل الحق أن الإستمرار في رفع العلم الكردستاني فوق المؤسسات الحكومية في كركوك سيؤدي إلى إنقسامات، وسيثير البلبلة والفوضى في البلاد.

وقال نعيم العبودي، المتحدث الرسمي باسم العصائب، في بيان تابعته "إيلاف"، إنه على الرغم من قرار مجلس النواب العراقي والموقف الواضح للحكومة المركزية في بغداد على إنزال العلم الكردستاني، والإبقاء على العلم العراقي وحده&على المباني الحكومية، إلا أن الحكومة المحلية في كركوك تصرّ على الإستمرار في رفع العلم الكردستاني.

بلبلة وفوضى
وأشار العبودي إلى أن المضي في هذه الخطوة سيزيد من الانقسام أكثر، ويثير البلبلة في مرحلة حساسة فالعراق بأمسّ الحاجة فيها إلى التكاتف وترميم الوضع الداخلي.

وأضاف المتحدث الرسمي باسم العصائب أن إهمال قرار البرلمان العراقي يمثل تعديًا غير مسبوق على المبدأ الذي قامت عليه الدولة العراقية، وما نص عليه الدستور العراقي، باعتبار مجلس النواب السلطة التشريعية الأولى في البلاد٬ مؤكدًا أن الإدارة في كركوك تؤشر وللأسف إلى أن التحديات التي تواجه الاستقرار لن تتوقف عند مرحلة داعش فحسب٬ بل تتعداها إلى قضايا كثيرة، خاصة مع تمسك البعض بنهج الأمر الواقع.

كما طالب العبودي الحكومة العراقية باتخاذ إجراءات قانونية لازمة لوقف هذا التعدي، ورفع العلم العراقي دون سواه فوق المباني الرسمية التابعة للدولة٬ داعيًا رئاسة الجمهورية إلى القيام بواجبها حفاظًا على هيبة الدولة.

العلم الكردستاني يرفرف
وكان مجلس محافظة كركوك أصدر قرارًا برفع العلم الكردستاني فوق المؤسسات الحكومية في نهاية مارس الماضي، ما تسبب بأزمة سياسية، تهدد بخطر صراع عرقي في هذه المحافظة، لاسيما أن كركوك تعتبر من المناطق النفطية المتنازع عليها بين أربيل وبغداد، وتعد ثاني أكبر مدينة منتجة للنفط في العراق، فيما دخلت جهات إقليمية، كتركيا وإيران على الخط، وأعلنتا عن معارضتهما الشديدة للقرار.
&