«إيلاف» من نيويورك: حظيت مقابلة الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد في المملكة العربية السعودية، بتغطية كثيفة في الإعلام الأميركي، ونشرت كبريات الصحف في الولايات المتحدة الأميركية ما قاله بن سلمان في مقابلته التلفزيونية، مسلطة الضوء على الجانب الذي تناول فيه العلاقة مع إيران.
وكتبت نيويورك تايمز تقول،" ان بن سلمان الذي يشغل منصب وزير الدفاع تعهد بمكافحة جهود ايران الرامية الى توسيع نفوذها".

المعركة في إيران
وأضافت،" ولي ولي العهد اتهم ايران بمحاولة الاستيلاء على السيطرة على العالم الاسلامي، وتوعد بأن المملكة العربية السعودية لن تنتظر ان تكون المعركة على اراضيها، وبدلاً من ذلك، سنعمل حتى تكون المعركة في إيران".

حليف أميركا الوثيق
واشارت نيويورك تايمز، " الى أن السعودية التي تعتبر حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة الأميركية، تتهم ايران بنشر ايديولوجيتها لزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط"،& وقالت، " إن الدولتين (ايران والسعودية)، اللتين تقفان على جانبين متعارضين من الصراع في سوريا واليمن، تتصارعان على النفوذ الديني والسياسي في الشرق الأوسط."

الأمير الجريء
وسلطت صحيفة واشنطن بوست، الضوء على تصريحات بن سلمان حول عدم وجود إمكانية للحوار مع ايران، وكتبت تقول،" ولي ولي العهد الذي يبلغ من العمر 31 عاماً يشرف على الحرب ضد جماعة متمردة في اليمن تصطف الى جانب طهران، كما يشرف على المسائل الاقتصادية، ويقف خلف برنامج جريء يهدف الى اصلاح الاقتصاد السعودي".

رؤية إستراتيجية
ماذا يقول المفكرون والخبراء الأميركيون عن تصريحات الأمير السعودي؟، في هذا الإطار، إعتبر د.وليد فارس، مستشار ترامب ابان الانتخابات،" أن الأمير محمد بن سلمان أظهر رؤية استراتيجية عميقة حيال طريقة تعاطي النظام الايراني والايديولوجيا التي يتبعها في سياق محاولة التوسع في المنطقة"، مضيفًا،" بن سلمان أصاب في العمق الدور الذي تقوم به طهران، وتتلاقى تصريحاته مع نظرة الإدارة الجديدة والكونغرس الى المخاطر الموجودة في المنطقة، كما ستعيد الدفء الى العلاقات الأميركية مع دول العرب والخليج تمهيدًا لاستعادة الاستقرار في المنطقة".

أوباما الضبابي
وقال،" في زمن حكم أوباما، كان الموقف الاميركي ضبابيًا خصوصًا في ما يتعلق بإيران والحرب في اليمن، وأكثر من ذلك حدثت محاولات لتأليب الرأي العام الأميركي على السعودية، بينما اليوم تغيّر الواقع، فهناك إدارة تعي الخطر الموجود وستتعامل معه".

تصويب على الاخوان وايران
فارس الذي قال إن التقارب المصري السعودي هو أمر حاسم بالنسبة للحلف العربي المعتدل، رأى في إتصال مع "إيلاف" أن بن سلمان اطلق كلامًا واضحًا وصريحًا عن القوى الراديكالية كالاخوان وايران، التي تشن حملات اعلامية دائمة ضد الدول العربية المعتدلة، كما تطال هذه الحملات في بعض الاحيان أعضاء في الكونغرس الاميركي".

فتح ملف النووي مجددًا
فارس الذي كان من أوائل الداعين إلى إعادة فتح مفاوضات النووي مع إيران، رأى،" أن إحدى الوسائل للضغط على النظام في إيران لوضع حد للانفلاش العسكري والامني في المنطقة تكمن&في اعادة فتح التفاوض من جديد".
وتابع،" الموقف الخليجي الجديد الذي عبّر عنه الامير بن سلمان، سيوفر للادارة الاميركية والمجتمع الدولي قدرة شرعية لاعادة صياغة المعادلة الامنية في المنطقة ووضع حد للتوسع الايراني وارغام النظام على سحب قواته الموجودة على الجبهات من أجل البدء بعملية انهاء الحروب في المنطقة".

وكان الامير محمد بن سلمان اتهم في مقابلة تلفزيونية، النظام الإيراني بالسعي للسيطرة على مسلمي العالم الإسلامي، ونشر المذهب الجعفري الاثني عشري الخاص بهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
وأضاف ولي ولي العهد السعودي "كيف تتفاهم مع واحد أو نظام لديه قناعة راسخة بأن نظامه قائم على أيديولوجية متطرفة منصوص عليها في دستوره، ومنصوص عليها في وصية الخميني بأنه يجب أن يسيطر على مسلمي العالم الإسلامي، ونشر المذهب الجعفري الاثني عشري الخاص بهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي حتى يظهر المهدي المنتظر".

تساؤلات
وتساءل& "هذا كيف أقنعه؟ وما المصالح التي بيني وبينه؟! وكيف أتفاهم معه؟! عندما يكون بيني وبين دولة أخرى إشكالية نبدأ بحلها، فمثلاً إذا كانت فيه مشكلة اقتصادية يكون هناك تواصل ما الذي تريده أنت، وما الذي نريده نحن وكيف نتفاهم عليه، أو مشكلة سياسية مثلاً مع روسيا كيف نتفاهم في سوريا، وما مصالحك، وما هي مصالحي، كيف نتفاهم في اليمن وما هي مصالحكم".
وأضاف الأمير محمد بن سلمان "هذا كيف نتفاهم معه؟! هذا منطقه أن المهدي المنتظر سيأتي ويجب أن يحضّر البيئة الخصبة لوصول المهدي المنتظر، ويجب أن يسيطروا على العالم الإسلامي، وحرموا شعبهم لأكثر من ثلاثين سنة من التنمية وأدخلوه في مرحلة الجوع والبنية التحتية السيئة لتحقيق هذا الهدف, لن يغير رأيه في يوم وليلة وإلا انتهت شرعيته داخل إيران".

المؤمن لا يلدغ مرتين
وقال: "فما نقاط الالتقاء التي يمكن التفاهم فيها مع هذا النظام، تكاد تكون ليست موجودة،&حيث تمت تجربة هذا النظام في أكثر من مرحلة في وقت رفسنجاني، واتضح أنها تمثيليات، بعد ثورة الخميني تأتي استراتيجية التوسع حتى يغضب العالم ومن ثم يخرجون&قائد السلم، الذي وقتها كان رفسنجاني، حتى يكسب ثقة العالم ومن ضمنهم نحن، كسب ثقتنا، وبعد الوصول إلى مرحلة أخرى وبيئة جيدة يتم إيصال قائد متطرف لكي يستمر في عملية التوسع، مثل ما شاهدناه مع نجاد في العراق وسوريا وغيرهما من المواقع، ثم يأتي قائد آخر لكي يحافظ على المكتسبات حتى يرضى العالم، ومن ثم يأتي قائد متطرف لكي يستمر في نشر التوسع، هذا لن يحدث، هذا انتهى، المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، لُدغنا مرة، ومرة ثانية لن نلدغ، ونعرف أننا هدف رئيسي للنظام الإيراني، الوصول لقبلة #المسلمين هدف رئيس للنظام الإيراني, لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل لكي تكون المعركة لديهم في إيران وليس في السعودية".