دوربان: لفتت منظمة اوكسفام الخيرية البريطانية هذا الاسبوع الى تزايد القمع في الدول الافريقية وهو ما يحمل الناس على الرحيل، وذلك بينما حذرت المانيا من عواقب الهجرة المسببة للاضطرابات في هذه القارة.

وكانت الحرية السياسية ومسالة هجرة الادمغة من افريقيا من بين ابرز المسائل التي تناولها المنتدى الاقتصادي العالمي حول افريقيا الذي اختتم اعماله في دوربان الجمعة.

وصرحت المديرة التنفيذية لاوكسفام ويني بيانيما ان "القوانين التي تقمع حرية الاجتماع والتعبير" كانت "محركا وراء الهجرة".

وحذر وزير المالية الالماني وولفغانغ شويبله خلال المنتدى "اذا فشلنا في تحقيق الاستقرار في القارة الافريقية في السنوات والعقود المقبلة سنواجه مخاطر جيوسياسية متزايدة"، تشمل وصول المزيد من المهاجرين الى اوروبا.

وقال رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الذي استضاف المنتدى ان طريقة التعامل مع الهجرة من بين "اخطر التحديات التي يواجهها العالم".

وبلغ اجمالي عدد المهاجرين في العالم 244 مليون شخص في 2015 من بينهم عدد قياسي بلغ 63 مليون شخص ارغموا على مغادرة منازلهم ضمنهم لاجئون ونازحون وطالبو لجوء، بحسب تقرير نشره برنامج الاغذية العالمي الجمعة.

واشارت بيانيما الى ان التدفق الكبير للمهاجرين من افريقيا دليل واضح على اداء الطبقة السياسية في هذه القارة.

وتابعت لوكالة فرانس برس "انه تقييم للقيادة في قارتنا التي تفشل في ايجاد فرص اقتصادية لشعوبها".

ومضت تقول "في العديد من هذه الدول، هناك أنظمة قمعية غير شرعية تنفق الاموال التي يفترض ان تستخدم لتحسين أوضاع شعوبها على أنظمة أمنية ولمراقبة الشعوب والمعارضة واسكات وسائل الاعلام".

- "الابقاء على المساعدات من اجل مكافحة الفقر" -

كشف استطلاع لمعهد سيفيكوس الذي يراقب الحريات في مختلف انحاء العالم ان دولتين افريقيتين فقط تتمتعان بالحرية فعلا هما جزيرتا الراس الاخضر وساو تومي وبرينسيب.

في المقابل لم يعثر المعهد على دولة واحدة داخل القارة تتمتع بالحرية.

وانتقدت بيانيما ايضا الحكومات الثرية التي حولت موازنات المساعدات من اجل تغطية كلفة وصول المهاجرين.

وتابعت "يجب ان تتوقف الدول الثرية عن اعادة تخصيص المساعدات اذ يجب ان تبقي على دعم الدول التي تشهد نزاعات. يجب الا تستخدم (اموال المساعدات) لتغطية كلفة وصول المهاجرين الى اراضيها او لحاجات امنية. يجب الابقاء عليها من اجل مكافحة الفقر".

ومضت بيانيما تقول "اذا ساعدت (الدول الثرية) في الحفاظ على استقرار الدول الاخرى، وفي تحقيق نمو يشمل الجميع فان السكان لن يشعروا بالحاجة الى الرحيل عن ارضهم. التعاون في التنمية اداة للسلام والاستقرار".

منذ مطلع 2017 قضى اكثر من الف مهاجر خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط من ليبيا الى ايطاليا، بحسب مفوضية الامم المتحدة للاجئين.

وتم انقاذ اكثر من 36,700 شخص نقلوا الى ايطاليا منذ بداية السنة بحسب منظمة الهجرة العالمية بزيادة 45% تقريبا بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.

يفوق عدد الاطفال القتلى ال150 طفلا الا ان الرقم الفعلي اكبر من ذلك على الارجح لان العديد من المهاجرين القاصرين يتنقلون غالبا دون مرافقين وبالتالي لا تسجل وفياتهم، بحسب اليونيسيف.

منذ خرجت ازمة الهجرة عن السيطرة قبل اربع سنوات بات من المعتاد رؤية صور مهاجرين أفارقة يتم انتشالهم من مياه هائجة او غرق قوارب مكتظة. في العام الماضي وحده، سجلت 5 الاف حالة وفاة.

وباءت محاولة ايطاليا لاغلاق طريق الهجرة من افريقيا الى أوروبا بالفشل عندما علقت محكمة الاستئناف في ليبيا العمل بالاتفاق الموقع مع روما في آذار/مارس. وتعرض الاتفاق لانتقادات شديدة من قبل جمعيات انقاذ وناشطين للدفاع عن حقوق الانسان.