أكدت المملكة المتحدة دعمها للجهود الليبية لإعادة الأمن وضرورة عمل المؤسسات الشرعية في ليبيا مع بعضها البعض لكسر الحالة السياسية المستعصية التي تطيل أمد عدم الاستقرار ومعاناة الشعب الليبي.

إيلاف: جاء التأكيد على لسان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي زار ليبيا للمرة الأولى، واجتمع مع القيادات "المنقسمة" بين طرابلس وطبرق في اليومين الماضيين.

خلال اجتماعه يوم الجمعة في طبرق مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والنائب الثاني لرئيس مجلس النواب أحميد حومة، أكد جونسون على أهمية عمل المؤسسات السياسية الشرعية في ليبيا مع بعضها بعضًا لأجل كسر حالة الجمود واستعادة الأمن والاستقرار والازدهار في ليبيا.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية على موقعها الالكتروني إن جونسون زار بعد الاجتماع، مقبرة الكومنويلث التذكارية، التي دُفن فيها ما يربو على 2.000 من جنود الكومنويلث، حيث وضع إكليلًا من الزهور عند النصب التذكاري في المقبرة، وزار قاعة زائري المقبرة التي تحتوي مقتنيات للتذكير بدور بريطانيا في ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية.

الحالة المستعصية
بعد زيارته إلى طبرق، قال وزير الخارجية بوريس جونسون: "خلال اجتماعاتي في طبرق، شددت لرئاسة مجلس النواب الليبي على أهمية العمل مع رئيس الحكومة السراج والمجلس الأعلى للدولة، لأجل كسر الحالة السياسية المستعصية وتجديد الأمل للشعب الليبي".

أضاف: "يمكن أن يكون مستقبل ليبيا أكثر أمنًا واستقرارًا وازدهارًا فقط حين يختار قادة البلد العمل مع بعضهم البعض للخروج بخطة تعود بالنفع على أفراد الشعب الليبي كافة".

زيارة طرابلس&
وكان وزير الخارجية البريطاني زار يوم الخميس طرابلس، واجتمع مع رئيس الحكومة فايز السراج، ووزير الخارجية محمد سيالة. كما اجتمع مع عبد الرحمن السويحلي، رئيس المجلس الأعلى للدولة.

وبحث جونسون في ليبيا التحديات التي تواجهها حكومة الوفاق الوطني وسبل دعم المملكة المتحدة للجهود الليبية لإعادة الأمن والاستقرار والازدهار للشعب الليبي.

وأكد جونسون خلال لقاءاته هذه على ضرورة عمل المؤسسات الشرعية في ليبيا مع بعضها البعض لكسر الحالة السياسية المستعصية التي تطيل أمد عدم الاستقرار ومعاناة الشعب الليبي.

لقاء السراج ـ حفتر
وكان وزير الخارجية البريطاني قال قبل توجّهه إلى ليبيا: "على الجماعات السياسية والاجتماعية في ليبيا انتهاز الزخم الناجم من اللقاء الذي يبعث على التفاؤل بين رئيس الحكومة السراج والمشير خليفة حفتر في وقت سابق من الأسبوع الحالي لرسم الطريق تجاه المصالحة والوحدة الليبية".

وأضاف جونسون: "يمكن أن يتحقق الأمن والاستقرار والازدهار فقط حين يختار قادة البلد العمل مع بعضهم البعض للخروج بخطة تعود بالنفع على أفراد الشعب الليبي كافة"، كما إن "تأسيس حكم فعال عامل أساسي لهزيمة الإرهاب في ليبيا ومكافحة الهجرة غير الشرعية".

زيارة تونس
يذكر أن اجتماعات وزير الخارجية البريطاني في طرابلس أتت بعد محادثات عقدها وزير الخارجية جونسون مساء الأربعاء الماضي في تونس مع وزير الخارجية خميّس الجهيناوي بشأن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، والمساعدة المقدمة من المملكة المتحدة لتحسين الوضع الأمني في تونس وتعزيز التجارة بين البلدين.

ولدى زيارته إلى تونس، قال جونسون: "لقد سعدت جدًا بزيارتي الأولى هذه إلى تونس ولقائي بنظيري لإجراء أول محادثات ثنائية بيننا. إن المملكة المتحدة شريك قديم لتونس، وسوف تواصل التعاون معها عن قرب في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والتجارة".

إلى ذلك، قالت مصادر دبلوماسية إن وزارة الخارجية التونسية انتهزت فرصة الزيارة لدعوة بريطانيا إلى مراجعة تحذير السفر الموجّه إلى مواطنيها الراغبين في زيارة تونس، إثر اعتداء سوسة في عام 2015، والذي قُتل فيه 38 سائحًا، من بينهم 30 بريطانيًا. واستعرضت تونس أمام جونسون «الجهود الأمنية الكبيرة في تأمين المواقع والمنشآت والمعالم السياحية».


&