أبدت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، ترقباً حيال إمكانية أن يقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حلولاً لعملية السلام في الشرق الأوسط عقب محادثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن.

وأشار بعض الكتاب إلى أن لقاء عباس وترامب "لا يمثل أي إنجاز" بينما حذر آخرون من أن أفكار ترامب فيما يتعلق بإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين "غير قابلة للتطبيق".

"دبلوماسية طواحين الهواء "

وحذر إياد القرا في صحيفة فلسطين أونلاين من أن الفلسطينيين "لن يحصلوا من ترامب على أي إنجاز وإن مجرد اللقاء ليس إنجازًا، بل عبئًا على الساحة الوطنية".

وانتقد القرا الرئيس عباس، متوقعاً "أن يعود لمواصلة خطواته العدائية الانتقامية من غزة، وتجاهل قضايا الأسرى ووقف مرتباتهم ومرتبات عائلات الشهداء والجرحى وخصم الرواتب وقطع الكهرباء وتعزيز التنسيق الأمني مع الاحتلال، وتسويق الأوهام بتعليق الآمال على الإدارة الأمريكية التي تؤكد دعمها للاحتلال".

من جانبه، أشار نبيه البرجي في صحيفة الديار اللبنانية إلى أن "أفكار دونالد ترامب غير قابلة للتطبيق في ضوء الاشتباكات المترامية في المنطقة"، مضيفاً أن "إقامة دولة فلسطينية بخمس نجوم في غزة لا تشبه قطعاً اقامة كازينو بخمس نجوم في لاس فيغاس".

ورأى البرجي أن "كل الرؤساء الأمريكيين باعوا أوهاماً للفلسطينيين" واصفاً محادثات عباس وترامب بـ"مسلسل آخر من دبلوماسية طواحين الهواء!".

وعبر علي حيدر في صحيفة الأخبار اللبنانية عن رأي مشابه حيث قال: "لم يصدر عن لقاء ترامب ــ عباس ما يقلق العيون الشاخصة في تل أبيب. فلا ساكن البيت الأبيض أظهر تبنّيه سقوفاً سياسية تتعارض مع الثوابت الإسرائيلية، ولا الأدبيات التي استخدمها تشير إلى ما قد يقلق الإسرائيليين إزاء المرحلة المقبلة".

وفي صحيفة الرأي الكويتية وصف حسين عبد الحسين لقاء ترامب وعباس بـ"الإيجابية في الشكل وغياب في المضمون".

وقال عبد الحسين: "لقاء ترامب عباس بقي في إطار العموميات، ولم يبد أن لدى أي منهما أفكارًا جديدة يقدمها لتحريك مسار العملية السلمية...ويبدو أن الإيجابية من الجانب الفلسطيني، وكذلك من جانب المسؤولين الإسرائيليين الذين يشددون على اعتقادهم بأن ترامب قادر على رعاية التوصل إلى سلام، هي موقف يحرص كل من الطرفين على اتخاذه، إذ لا يبدو أن أيًا منهما يرغب في أن يظهر في موقع المعرقل أو المعارض لاستئناف المفاوضات والتوصل إلى سلام".

"الملف الصعب"

أما رجب أبو سرية فكان أكثر تفاؤلاً في مقاله بصحيفة الأيام الفلسطينية حيث رأى أن "ترامب يجرب حظه في الملف الصعب".

وأضاف أبو سرية "سيأخذ - بتقديرنا - البيت الأبيض وقتاً طويلاً، بدراسة الملف، مما يعني أنه لن يرث مواقف الإدارات الأميركية السابقة من تفاصيله أو بنوده، كذلك ربما يجد البيت الأبيض أن أهم أمر يقوم به هو 'جمع' الطرفين على طاولة التفاوض، وتركهما يقولان ما يريدان، دون أن يعلن هو موقفه أو رأيه في طبيعة الحل. المهم عند دونالد ترامب، أن يجمع حلفاءه في المنطقة لمواجهة استحقاقات الدخول الفعال في أكثر من ملف إقليمي، بل وحتى دولي".

وفي سياق متصل، أشارت صحيفة الأهرام المصرية في افتتاحيتها إلى أنه "من ناحية، تراهن الإدارة الأمريكية على تحقيق تقدم في (القضية الفلسطينية) لتثبت للأمريكيين أنها قادرة على حل الأزمات الدولية أفضل مما كانت عليه إدارة أوباما السابقة، ومن ناحية أخرى فإن تزايد وتيرة الإرهاب في العالم يدفع إلى ضرورة إيجاد حلول سريعة لأزمات المنطقة، وصولًا إلى محاصرة هذا الإرهاب".