قندوز: هربت مئات العائلات الافغانية من القتال بين حركة طالبان والقوات الحكومية قرب مدينة قندوز الشمالية في وقت سيطر المتمردون على منطقة استراتيجية في ولاية قندوز بعد بدء هجومهم الربيعي السنوي. 

وبدأ المسلحون هجومهم على منطقة قلا زال في ولاية قندوز السبت حيث تمكنوا من السيطرة على معظمها.

وأدى الهجوم إلى وقوع معارك عنيفة مع القوات الحكومية ما دفع المدنيين إلى الفرار نحو عاصمة الولاية التي تحمل كذلك اسم قندوز.

وأفاد مجلس اللاجئين النروجي الذي لديه مكاتب في قندوز أن بعض العائلات اضطرت إلى النوم في العراء فيما انتقل آخرون إلى منازل لاقربائهم. 

ونقل بيان المجلس عن عبد الكريم (31 عاما)، الذي هرب مع عائلته من قلا زال إلى مدينة قندوز، قوله "حوالي الساعة 2,30 صباحا قدم مقاتلو طالبان إلى منازلنا وطلبوا منا اخلاءها. طبلوا منا ألا نصدر أي صوت. كنا خائفين". 

وقال رحمن غيردي (29 عاما) وهو أحد السكان كذلك "أطلق مقاتلو طالبان النار من أحد أطراف منزلنا فيما أطلقت قوات الأمن الوطنية الأفغانية النار من الطرف الآخر. سقط صاروخ في فناء البيت. قالت لي زوجتي إن لم أهرب فستغادر هي وحدها مع طفلتينا". 

ومن ناحيته، أشار متحدث باسم الحكومة يدعى محفوظ الله أكبري، إلى أن القوات الافغانية تراجعت من المنطقة لتجنب سقوط ضحايا مدنيين بينما أصر متحدث باسم طالبان على أن حركته هي التي أجبرتهم على الانسحاب. 

ولكن أكبري أكد لوكالة فرانس برس "بدأنا عملية لاستعادة المنطقة". 

وفي 18 نيسان/ابريل، بدأ مقاتلو طالبان هجومهم "الربيعي" معلنين بذلك تصعيدا في القتال في وقت تحاول الولايات المتحدة التوصل إلى استراتيجية جديدة في افغانستان ويدرس حلف شمال الأطلسي ارسال المزيد من القوات لمواجهة التمرد. 

ويؤذن الهجوم الربيعي السنوي عادة ببدء موسم القتال رغم أن مقاتلي طالبان لم يتوقفوا الشتاء الفائت عن مهاجمة القوات الحكومية. وأسفر هجوم على قاعدة عسكرية في مدينة مزار شريف المجاورة الشهر الماضي عن مقتل 135 جنديا على الأقل. 

وأعلن المتمردون كذلك سيطرتهم في آذار/مارس على اقليم سانغين الاستراتيجي في ولاية هلمند، في إشارة إلى تنامي قوتهم. 

وسيطرت طالبان لوقت قصير في ايلول/سبتمبر 2015 على مدينة قندوز في أكبر نصر حققته منذ الاطاحة بحكمها عبر تدخل عسكري اميركي في 2001. وتمكنت في تشرين الأول/اكتوبر 2016 من الدخول مجددا إلى المدينة لوقت قصير قبل أن يتم طردها.