اعتبر معارض سوري بارز أن الإسلاميين بدأوا بمراجعة متكاملة نحو دور الأيديولوجية في الدولة ورفضها والقبول بدولة محايدة، لأن هذه هي طبيعة الدولة عبر التاريخ.

لندن: عقب اختتام الملتقى التشاوري الذي جمع القوى الديمقراطية في القاهرة، كشف أحمد عوض محمد، أمين سر تيار الغد السوري وعضو المكتب السياسي، عّن ثلاثة أعمدة لركائز الحل الوطني المنشود .

وقال في تصريحات خاصة لـ"إيلاف" إنه لا بد من العمل على مقاربات جديدة وتوضيح معادلة الموالاة والمعارضة وحل اشكالية الصراع العربي الكردي وكيفية فك التشابك أو التداخل بين الإسلام والعلمانية .

وأضاف: "نحن في تيار الغد نشجع على وجود تيارات إسلامية ذات بعد علماني بعد فشل مشروع الاسلام السياسي في سوريا"، مؤكدًا أن "الإسلاميين بدأوا بمراجعة متكاملة نحو دور الأيديولوجية في الدولة ورفضها والقول بدولة محايدة لأن هذه هي طبيعة الدولة عبر التاريخ ونحن مع ظهور قوى إسلامية تؤمن بالدولة المحايدة دون ايديولوجية".

وردا على سؤال حول تحالف القوى التي وقعت على البيان الختامي للملتقى، أشار الى أن هناك مشتركات عديدة وكل من يقبل أن يلتزم بالمشروع الوطني الديمقراطي فهو شريك حقيقي وعنصر فاعل في التحالف.

أفكار جديدة

ولفت الى أن التحالف المنشود الذي يرمي اليه التيار "هو تحالف موجود أصلاً على أرض الواقع بين القوى الديمقراطية"، وشدد أنه على السوريين ألا ينتظروا ما ستسفر عنه مباحثات الدول الكبرى وتوافقاتها ويجب رفض اخراج الشعب السوري من دائرة القرار.

وحول الملتقى وما تم بحثه على مدار الأيام الثلاثة، قال إنه تم طرح أفكار جديدة ومباحثات معمقة ومراجعات نقدية حول "أين نجحت وأين أخفقت الثورة السورية وما المشكلات التي أبرزتها الثورة ابتداء من ازمة النظام مرورا بازمة المعارضة وتشظي الكيانات والعسكرة وأسبابها والقوى المنتجة لها ودور النظام في استجلاب التدخل الخارجي اضافة الى الدستور والعقد الاجتماعي الجديد وأسس وصناعة وإنتاج هوية وطنية سورية ودور المكونات وضرورة محاربة الارهاب والكثير من المحاور التي تقلق السوريين اليوم ويجب على النخب صناعة المبادرات و العمل على تحقيقها".

وأشار الى ان تيار الغد يمتلك أجندة واضحة وخطة ورؤية سياسية متكاملة على جميع الصعد.

وحول النتائج أجاب نجح الملتقى في الدفع باتجاهين باتجاه مؤتمر وطني عام وباتجاه تجميع القوى الوطنية الديمقراطية، وأفاد أنه لا بد للحوار بين السوريين ألا ينقطع .

صناعة رأي عام

ورأى عوض أن المحاور التي طرحت في الملتقى قدمت مراجعة منطقية لعمل المعارضة ومبادرات للحل المتكامل وانطلقت من الماضي القريب حول المستقبل .

وأوضح أن أسس الحل تحتاج الى اجتماع كل القوى وصناعة رأي عام داخل وخارج سوريا من اجل اجبار القوى على الحل .

وقال إن الاعتماد على الدول الكبرى لتقديم الحل أوصل الوضع في بعض الدول التي شهدت ثورات وحروب وصراعات الى ما هو عليه وضعها الآن .

وقال إن انشاء الجسم السياسي للقوى الوطنية الديمقراطية ولتفعيله هو دور مطلوب للتنسيق والتشبيك نحو حل سريع وعادل .

وحول ما يجري حاليا من مؤتمرات تجمع بعض المعارضة السورية العسكرية، اعتبر عوض أن العسكر غير قادرين على صناعة أي حل، مؤكدًا ان الحل الحقيقي تصنعه القوى الديمقراطية وتطبقه وتنفذه .