باريس:&اعتبر الوسطي ايمانويل ماكرون الذي انتخب الاحد رئيسا لفرنسا لوكالة فرانس برس ان "صفحة جديدة تفتح" بالنسبة الى فرنسا، آملا في ان تكون صفحة "الامل والثقة المستعادين".

وقال ماكرون ان "صفحة جديدة في تاريخنا الطويل تفتح هذا المساء. اريد ان تكون صفحة الامل والثقة المستعادين".

وحقق ماكرون الاحد فوزا كبيرا على مرشحة الجبهة الوطنية (يمين متطرف) مارين لوبن في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية وكان اجرى معها اتصالا هاتفيا "قصيرا" و"وديا" في وقت سابق.

وقالت لوبن من مقرها العام "اتصلت بماكرون لاهنئه بانتخابه ولانني حريصة على المصلحة العليا للبلاد وقد تمنيت له النجاح في ظل التحديات الهائلة التي تواجهها فرنسا".

وسيصبح مؤسس حركة "الى الامام" (39 عاما) الرئيس الفرنسي الاصغر سناء بعدما حصد ما بين 65 و66,1 في المئة من الاصوات في حين حصلت لوبن على ما بين 33,9 و35 في المئة.

وسيلقي ماكرون في وقت لاحق الاحد كلمة من مقره العام في باريس قبل ان يتوجه الى متحف اللوفر للاحتفال بفوزه مع انصاره.&

وماكرون الذي لم يكن معروفا لدى الفرنسيين قبل ثلاث سنوات ويصف نفسه بانه لا ينتمي "لا الى اليمن ولا الى اليسار" هزم منافسته لوبان التي نالت بحسب اولى التقديرات 33,9% الى 34,5% في ختام حملة قاسية كشفت انقسامات عميقة في فرنسا.

ومنيت لوبن مرشحة الجبهة الوطنية المناهضة للهجرة ولاوروبا بذلك بهزيمة كبرى بعدما حققت اداء تاريخيا لحزبها مع اقتراع شهد نسبة امتناع عن التصويت عالية (بين 25,3% و 27%) بحسب معهدي ايفوب وهاريس انتراكتيف.

واثارت هذه الانتخابات انتباها عالميا شديدا لانها اعتبرت بمثابة اختبار امام تصاعد النزعات القومية وبسبب تداعياتها على مستقبل اوروبا، لكن ايضا بسبب صغر سن مرشح لا يتمتع بخبرة سياسية كبرى.

- "بين الطاعون والكوليرا" -&شهدت الفترة بين دورتي الانتخابات عمليات انضمام واسعة لمعسكر ماكرون الذي كان غير معروف قبل ثلاث سنوات وحصل في الدورة الاولى على 24,01 بالمئة، وذلك بهدف قطع الطريق على مارين لوبان التي كانت حصلت على 21,30 بالمئة في الدورة الاولى في 23 نيسان/ابريل الماضي.

وللمرة الثانية في 15 عاما يصل اليمين المتطرف الذي ما انفك يكسب اصواتا في الانتخابات، الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. لكن بخلاف ما حدث في 2002 بدت التعبئة الشعبية شبه غائبة وكذلك في صفوف اليسار الراديكالي حيث يرفض البعض "الاختيار بين الطاعون والكوليرا".

وتوقعت تقديرات مراكز استطلاع الرأي ان تراوح نسبة الامتناع بين 26 و27 بالمئة. وبلغت هذه النسبة في الدورة الاولى 22,23 بالمئة في حين بلغت 19,65 بالمئة في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 2012 .

وأدلى المرشحان بصوتيهما قبيل الظهر في شمال فرنسا: ماكرون في منتجع توكيه ولوبان في معقلها العمالي في اينان-بومون.

وانتهت الحملة الانتخابية الجمعة بعد نشر مواقع التواصل الاجتماعي عشرات آلاف الوثائق الداخلية لفريق ماكرون عبر رابط نشره موقع ويكيليكس وروجه اليمين المتطرف عبر تويتر. ووصف ماكرون الامر بانه محاولة "زعزعة".

وفتح القضاء تحقيقا في "دخول نظام اوتوماتيكي لمعالجة البيانات خلافا للقانون" و"انتهاك سرية المراسلة".

ودعت اللجنة الانتخابية وسائل الإعلام إلى الامتناع عن إعادة نشر الوثائق التي قالت انه تم الحصول عليها من طريق "الاحتيال" و"أضيفت إليها معلومات كاذبة".

وشهد الاسبوعان الاخيران توترا شديدا في الحملة الانتخابية بلغ اوجه مساء الاربعاء الماضي مع مناظرة تلفزيونية بين المرشحين كانت أقرب الى حلبة ملاكمة. وانتقد بشدة اداء &مارين لوبان حتى في معسكرها.