مونتريال: تواصلت عمليات إجلاء السكان مساء الاحد في عدد كبير من المناطق الواقعة بين اوتاوا العاصمة الفدرالية، وجزيرة مونتريال بسبب تفاقم الفيضانات في النصف الشرقي من كندا.

فقد أجلي حتى الان اكثر من ألف شخص في كيبك، غالبيتهم الساحقة في غاتينو قرب العاصمة الفدرالية اوتاوا، كما اعلنت خلية الطوارئ في الوزارة الاقليمية.

وغمرت الفيضانات أكثر من ألفي منزل، فيما تحض السلطات السكان على المغادرة. وأعلنت تسع من المدن الـ 140 المنكوبة على طول الانهار، حالة الطوارئ، وخصوصًا في مونتريال، التي اعلنت حالة الطوارئ لمدة يومين.

وقال رئيس بلدية مونتريال دوني كوديري ان "الساعات الـ 48 المقبلة ستكون حاسمة" من جراء ارتفاع مستوى المياه حوالى عشرين سنتيمترًا، معربًا عن استعداده لتمديد حالة الطوارئ خمسة ايام اذا كان ذلك ضروريا. والى جانب مونتريال، اعلنت حالة الطوارئ ايضا في ثماني مناطق.

الأسوأ لم يأت بعد، كما نبه منذ السبت رئيس وزراء كيبك فيليب كويار، مشيرا الى ان مستوى المياه سيواصل الارتفاع خلال يومين او ثلاثة ايام. وأعلنت وزارة الدفاع ان حوالى 1200 جندي انتشروا لمساعدة اجهزة الاغاثة، وهم يساهمون "في اتخاذ تدابير وقائية لتعزيز السدود، والبنى التحتية الاساسية كمحطات معالجة المياه والجسور".

وتوجه رئيس الوزراء جاستن ترودو الاحد الى تيراس فودراي التي تبعد 40 كلم غرب جزيرة مونتريال، "ليطلع من كثب على الاضرار الناجمة عن الفيضانات"، كما قالت متحدثة باسمه.

اغلاق الإدارات والمدارس
يتعامل المنكوبون مع ما يحصل بمزيج من اليأس والعزاء. وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال دونالد ماكليغان، احد سكان شارع ريفيير في بيارفون التي تبعد 30 كلم غرب مونتريال، "نحن مسرورون بوجود الجيش هنا... لكننا سنرى ماذا سيحصل بعد ذلك".

وعلى بعد بضعة شوارع، لم يخل روبير روبيار بعد منزله "الذي بلغ ارتفاع المياه 10 الى 15 سنتيمترا في طبقته السفلى" ليل السبت الاحد. وقال "لم ار هذا منذ 1974 عندما لم تكن البيئة هي إياها، لأنه لم يكن مثل هذا العدد من المنازل قائما آنذاك".

وأعلنت وزارة الأمن المدني ان مستوى المياه، من ضفاف بحيرة اونتاريو (وسط) وتورونتو الى ما بعد اكثر من 500 كلم من مصب نهر سان لوران، سيواصل الارتفاع ويبلغ ذروته الاثنين او الثلاثاء في كيبك. والوضع بالغ الخطورة في مدينة غاتينو الواقعة في كيبك، على الطرف الآخر من نهر قريب من اوتاوا.

وكان تدفق هذا النهر يناهز تسعة الاف متر مكعب في الثانية الواحدة، اي ما يوازي عمليا ضعف المعدل المعتاد لفصل الربيع.
وستبقى المباني التي تضم الادارات الفدرالية في غاتينو مقفلة الاثنين، وكذلك العدد الكبير من المدارس والجامعة المحلية.

وبعد اقفال الطريق السريع 50 والجسر الرئيس الذي يتيح الوصول الى العاصمة الاتحادية، دعي سكان غاتينو الى عدم التوجه الى اعمالهم في اوتاوا، كما قال عمدة المدينة ماكسيم بدنود-جوبان.

نقل مرضى
في ريغو التي تبعد 50 كلم من مونتريال، اعلن رئيس البلدية هانز غرونوالد قرارا يأمر باخلاء الزامي لحوالى مئة منزل. وقال في تصريح لشبكة ال.سي.ان "اخذت المبادرة لاجلاء الناس" الذين امضوا حتى الان حوالى ثلاثة اسابيع وسط المياه "لأنه لم تعد لديهم القدرة الجسدية او المعنوية" على البقاء.

وفي جزيرة مونتريال، غمرت المياه مراكز صحية، واضطر جناح في مستشفى القلب الاقدس للطب النفسي الى نقل حوالى مئة مريض. وبفضل حالة الطوارئ، تستطيع الاجهزة الامنية ان تأمر باجلاء الناس من المناطق التي غمرتها المياه وتواجه تهديد الارتفاع المفاجىء لمستوى المياه، كما قال رئيس بلدية مونتريال.

وفتحت العشرات من مراكز الاستقبال في قاعات رياضية معظم الاحيان، لاستضافة المنكوبين. وقالت منظمة التدابير الطارئة في نوفو-برونسفيك الاحد، "على رغم تساقط الامطار في الساعات الاربع والعشرين الماضية، والتي تجاوزت 100 مليمتر في بعض مناطق الاقليم، لم تسجل إلا فيضانات صغيرة الحجم لم ينجم عنها تأثير كبير".ووصلت العواصف الى ساحل المحيط الاطلسي ايضا، واعتبر رجلان في عداد المفقودين في كولومبيا البريطانية.