«إيلاف» من لندن: تعود المفاوضات السورية ما بين النظام والمعارضة الى جولة جديدة في جنيف للوصول الى حل سياسي في الفترة ما بين 16 و 20 الشهر الجاري فقط، وسط محاولات للتركيز على اجتماعات أستانة التي تجمع النظام والمعارضة العسكرية، كما أكدت مصادر متطابقة لـ«إيلاف».

ويعتبر معارضون سوريون أن هناك تنازعًا في الشرعيات الدولية يخيم على المشهد السوري الحالي ما بين جنيف وأستانة، ويشيرون الى أن المعارضة السياسية باتت لا تملك من زمام الأمور شيئًا في ظل التركيز على المعارضة العسكرية .

ولفتوا الى أن الأمم المتحدة أيضًا تقلص دورها في ظل تركيز الدول الثلاث&الضامنة في أستانة، وهي تركيا وروسيا وايران .

ولكن يبدو أن مفهوم المناطق الآمنة أو مناطق تخفيف التوتر كما سُميت ما زال مدار البحث رغم الاعلان عّن تطبيقه منذ يوم الجمعة الماضي، بعد الكشف عّن تفاصيله، وهو ما ستتم&دراسته خلال اجتماع أستانة القادم أيضا بعد اعلان وزير الخارجية الأميركي جيمس ماتيس أن الشيطان قد يكمن في التفاصيل بعد إلحاح صحافي للرد على سؤال، هل ستسهم هذه&المناطق في إنهاء الصراع حقًا .

‎وأعلنت أيضا الأمم المتحدة أن المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا سيستأنف المفاوضات السورية في جنيف يوم 16 من الشهر الجاري.

تطبيق إتفاقات أستانة

‎وقال بيان صدر عن مكتب المبعوث الدولي، أن دي ميستورا سيستطيع التركيز أكثر، خلال الجولة السادسة من المفاوضات السورية، على العمل مع الوفود حول الأجندة المتفق عليها بناء على نتائج جنيف 4".

‎وأضاف البيان أن دي ميستورا يعول أيضًا على التطبيق الكامل&للاتفاقات، التي&تم التوصل إليها في العاصمة الكازاخستانية أستانة في 4 مايو.

من جانبه، هاجم المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، أمس الاثنين، إيران بسبب المحاولات التي تبذلها للالتفاف على القرارات الدولية ذات الصلة بالشأن السوري، عبر اجتماعات أستانة.

واعتبر في اتصال هاتفي مع بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني، أن الحديث عن “مناطق خفض التوتر” لا يتطابق مع مفهوم “المناطق الآمنة”، وذلك في ظل حشد إيران المزيد من ميليشياتها في القنيطرة وحماة.

وشدد حجاب على أن الشعب السوري “يرفض أي دور لإيران كضامن للعملية السياسية أو كمراقب لوقف القتال؛ إذ إنهم السبب الرئيس في معاناة الشعب السوري، وهم الذين يقفون خلف تأجيج الاحتقان الطائفي ودعم الإرهاب وارتكاب الجرائم بحق المدنيين”.

‎تطوير العلاقات مع الإتحاد الأوروبي

كما التقى الرئيس الجديد للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية رياض سيف، بعد انتخابه لارا سكاربيتا، المسؤولة السياسية في الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين، في مقر الائتلاف الوطني في مدينة اسطنبول.

‎وشدد سيف في بيان تلقت " إيلاف" نسخة منه، على ضرورة تطوير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، مطالباً بـ "دعم معنوي لترتيب زيارات سريعة رفيعة المستوى وعملية لكافة دول الاتحاد الأوروبي".

‎وأشار سيف إلى أن القيادة الجديدة المنتخبة للائتلاف الوطني ستركز على تعزيز الثقة والمصداقية لدى الشارع السوري.

‎وأوضح سيف أن "هناك توقعات إيجابية، وحالياً لدينا فرصة لإثبات أنفسنا أمام الشعب السوري"، مضيفاً أن ذلك "يرتبط بخطة الـ 100 يوم وهي تركز على إصلاح البيت الداخلي للائتلاف، وزيادة القوة التمثيلية، وبناء شبكة علاقات مع كافة الأطياف والقوى الفاعلة مدنياً ونقابياً وعسكرياً وثورياً عبر آلية مستمرة ومستدامة ومنتظمة".

‎وشدد& على أن تحقيق هذه الخطة سيؤدي إلى أن يلعب الائتلاف دوراً قيادياً، وسيكون قادراً على الدخول في عملية سياسية وتحقيق حل سياسي يلبي تطلعات الشعب السوري.

‎وشكر سيف الاتحاد الأوربي على الدعم المقدم للحكومة الموقتة، والذي اعتبره مهماً جداً، وخاصة بعد أن بات عدد المشردين من نازحين ولاجئين نتيجة حرب بشار الأسد وحلفائه العدوانية على الشعب السوري يتجاوز 14 مليوناً، وعدد الجرحى بمئات الآلاف.