أفادت تقارير بأن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وبعد رحلة بحرية حول تاهيتي مع شلة من الأصدقاء، سيبدأ مرحلة العمل في حياته ما بعد الرئاسة بإلقاء خطاب مقابل 400 ألف دولار ستدفعها له شركة كارول فتزجيرالد للخدمات المالية. &

عقود بالملايين
وكان أوباما ارتكب نصيبه من الأخطاء في البيت الأبيض، ولكنه عمل بمثابرة، وتحمّل الكثير من الإهانات عن عائلته وجنسيته، إلا أنه حقق نجاحات أيضًا، بينها توسيع العناية الطبية، لتشمل ملايين الأميركيين. &

كانت إدارته عمومًا سالمة من الفضائح. وهناك من يقول إنه يستحق حياة تقاعد مريحة. وهذا ما يفترض أن يوفره العقد الذي وقعه مع ميشيل أوباما بقيمة 65 مليون دولار لنشر كتاب مشترك بقلميهما. &

من الانتقادات التي تعرّض إليها أوباما لتقاضيه 400 ألف دولار عن الخطاب ليست قبوله هذا المبلغ، بل قبوله المبلغ قبل أن تتحدد هويته بعد مغادرة البيت الأبيض. والآن فإن أول شيء يعرفه الجمهور عن هذه المرحلة المقبلة من حياة أوباما هي ما يعرفه الأميركيون عن السياسيين عمومًا، أي إنهم ماليًا رهائن لمصالح الشركات الكبرى.&

الهدف ونقيضه
أوباما لن يرشّح مرة أخرى لمنصب حكومي، لكنه أشار إلى أنه لن ينسحب من الحياة العامة. وقال أخيرًا إنه يريد تشجيع الشباب على دخول معترك السياسة وامتهانها. لكن عليه أن يضع نصب عينيه أن القرارات المالية التي سيتخذها خلال السنوات القليلة المقبلة، بما في ذلك تقاضيه أجورًا عالية عمّا يلقيه من خطابات، يمكن أن تنال من قيمة هذا الهدف وغيره. &

والتزم أوباما بالعمل مع المدعي العام السابق إريك هوادر في معركة حول إعادة تخطيط المناطق الانتخابية، الأمر الذي يتطلب تمويلًا لحملاتهما في الولايات.&

مانحون لمشروع يخلده
كما بدأ أوباما يقبل تقاضي أموال من مانحين، مثل جون دوير، المتخصص برأس المال المغامر، ومن ريد هوفمان مؤسس شبكة لينكد إن، لتمويل مركز أوباما الرئاسي. وسيُبنى مجمع مكتبة ومتحف يحملان اسم أوباما. &

وأعلن أوباما أنه وميشيل سيتبرعان بمليوني دولار لبرنامج هدفه تشغيل الشباب. وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإن الهدف المحدد لجمع الأموال المطلوبة هو 800 مليون دولار، لتغطية تكاليف البناء والوقف الأولي. لكن الرغبة التي لا تُقاوم لدى كل رئيس سابق في إقامة نصب لنفسه، سواء على شكل مكتبة أو متحف، لا تترك مجالًا يُذكر للإفلات من التمويل السياسي. &

التقليد المتبع أن الرئيس الأميركي ما إن يكفّ عن كونه فرعونًا حتى يشرع في بناء هرم له. لكن الناخبين الأميركيين لم يعودوا ينظرون إلى هذا التقليد على أنه مظهر إيجابي من مظاهر ديمقراطيتهم. ومن الأسباب التي أسهمت في هزيمة هيلاري كلينتون أن عددًا من الأميركيين يعتقدون أن آل كلنتون باعوا استقلالهم. &

مطلوب حزبيًا
وتوصلت دراسة أجراها الحزب الديمقراطي أخيرًا في ولايتي ويسكونسن ومشيغان إلى أن 30 في المئة من الأميركيين فيهما لم يصوّتوا "لمصلحة" ترامب، بل "ضد" كلينتون.&

قد يشعر أوباما بأنه ارتاح من هذا الصداع، ولكن الحقيقة أن حزبه ما زال يحتاجه. فالحزب ما زال يعاني من الانقسامات والتناقضات، التي تحول دون إنجابه خلفًا مقبولًا يتسلم الراية من أوباما.&

تشمل قائمة المرشحين لتسلم الراية أسماء شتى، من جو بايدن إلى إليزابيث وارن، اللذين سيكونان في السبعينات من العمر في عام 2020، إلى أعضاء شباب في مجلس الشيوخ، مثل إيمي كلوباكر وكمالة هاريس وكريس مرفي، اللذين ما زالوا بلا قاعدة جماهيرية وبلا دعم من الجهاز الحزبي يحتاجونه للنجاح على المستوى الوطني. لكن على من سيخوض المعركة الانتخابية منهم أن يقدم حلولًا أفضل من حلول كلينتون.

خطأ هيلاري
كانت كلينتون كلها ثقة في المناظرة مع بيرني ساندرز منافسها على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي خلال الانتخابات التمهيدية في مشيغان. لكن ساندرز حقق نجاحًا غير متوقع حين فاز عليها في هذه الولاية التي خسرتها لاحقًا لمصلحة ترامب بفارق ضئيل.

وتساءل كثير من المراقبين لماذا لم تحسن كلينتون استخدام حليف سيكون عظيم الفائدة هناك، أي الرئيس باراك أوباما وقتذاك. &ربما هذا ما سيحدث في المرة المقبلة. &


أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "نيويوركر". الأصل منشور على الرابط الآتي:

http://www.newyorker.com/magazine/2017/05/15/obamas-life-post-presidency?mbid=nl_170508_Daily&CNDID=31115831&spMailingID=10976418&spUserID=MTMzMTgzMTU4MzUxS0&spJobID=1160695595&spReportId=MTE2MDY5NTU5NQS2


&