إيلاف: يواجه سكان الحويجة الموت اليومي في طريق فرارهم من ويلات المعارك بين الجيش العراقي ومسلحي تنظيم داعش، الذي يفرض حصارًا شديدًا على المدنيين لمنع خروجهم من الحويجة.&&وهذا يرغم مئات العائلات إلى إختيار طريق الموت لنجاة غير مضمونة، فيما تتهم اللجنة الأمنية في مجلس محافظة كركوك الحكومة المركزية في بغداد بالمماطلة في تحرير الحويجة.

ومدينة الحويجة تابعة لمحافظة كركوك تقع جنوب غرب المحافظة، يقدر عدد سكانها بأربعمائة وخمسين ألفًا، أغلبيتهم من العرب السنة، من عشائر وقبائل الجبور والعبيد وشمر والدليم. وسيطر مسلحو تنظيم داعش عليها في يونيو 2014 عقب سقوط الموصل بأيدي عناصر التنظيم وإنسحاب الجيش العراقي منها.

يقدر عدد سكان الحويجة &بأربعمائة وخمسين ألفاً

&

طريق الموت

تمكنت أم محمود (59 عامًا) من الهرب من مناطق سيطرة داعش في قضاء الحويجة غرب&كركوك، وسردت قصصًا لـ"إيلاف" عن معاناة أهالي القضاء وتفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين فيه، إذ فقدت إثنين من أبنائها جراء إنفجار ألغام أرضية بهما، في أثناء فرارهما من بطش التنظيم قبل نحو شهرين. ولفتت إلى أن القضاء يُعاني نقصًا حادًا في المواد الغذائية والصحية ومستلزمات الحياة وإرتفاع الأسعار، حيث بلغ كيلو واحد من السكر &40 ألف دينار عراقي، ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية، وتابعت أم محمود بالقول إن العائلات المدنية تتوجه إلى مناطق سيطرة البشمركة الكردية في غرب&كركوك للنجاة بأرواحهم من داعش، الذي يسيء معاملة المدنيين غير المنتمين إلى التنظيم.

إن العائلات المدنية تتوجه إلى مناطق سيطرة البشمركة الكردية للنجاة من داعش

&

دروع بشرية

يخاطر الفارون من سيطرة داعش بأرواحهم وهم يقطعون عشرات الكيلومترات مشيًا على الأقدام بلا ماء ولا طعام، على الرغم من زرع داعش الطرقات بالعبوات الناسفة، وسط عجز حكومي وأممي عن رعايتهم.

يقول النقيب سركوت رشيد، الضابط الكردي في منطقة مكتب خالد بكركوك، لـ"إيلاف"، إن مئات المدنيين من الحويجة والمناطق المحيطة به يشقون طريق الموت ليصلوا إلى هذه النقطة يوميًا، وهم يعانون أزمات إنسانية كبيرة، خصوصًا الأطفال وكبار السن والنساء.

يضيف رشيد أن بعد إستكمال الإجراءات الأمنية لتسجيل أسمائهم وتفتشيهم، فأن الهاربين من داعش سينقلون إلى مخيم نزراوا شرق محافظة كركوك، والذي تم إنشاؤه أخيرًا خصيصًا للمدنيين الفارين من الحويجة.

ويؤكد رشيد أن مسلحي داعش يحاصرون آلاف المدنيين ويستخدمونهم دروعًا بشرية لمنع تقدم الجيش العراقي في اتجاه القضاء.&أما الأطفال فهم الضحية الأكبر للصراعات المسلحة التي تهدد مستقبلهم.

عناصر داعش يحاصرون آلاف المدنيين ويستخدمونهم دروعًا بشرية لمنع تقدم الجيش العراقي

وتشكو الحكومة المحلية في كركوك قلة المساعدات الإنسانية للنازحين، وتشير إلى قرب نفادها وتنتقد تجاهل بغداد أوضاع النازحين.&يشير&آزاد جباري، رئيس لجنة النازحين في مجلس محافظة كركوك، لـ"إيلاف"، إلى إرتفاع عدد النازحين في كركوك إلى أكثر من نصف سكان المدينة، في حين لم تقدم الحكومة المركزية حتى الآن مساعدات كافية لهم، وما زال النزوح مستمرًا.

يوضح رئيس لجنة النازحين في مجلس محافظة كركوك أن إدارة كركوك ودوائرها استنفرت طاقاتها ومواردها لاستقبال النازحين وإيوائهم ودعمهم وتهيئة المستلزمات الإنسانية الضرورية لهم.

تشكو الحكومة المحلية في كركوك قلة المساعدات الإنسانية للنازحين

&

المخاطر على كركوك

يبين جباري أن مسلحي داعش حولوا الحويجة إلى نقطة لإنطلاق عملياتهم التي وصفها بالإرهابية، إذ يسعون بين الفينة والأخرى إلى مهاجة قوات البشمركة المتمركزة في غرب&كركوك، كما يحاولون التسلل إلى كركوك لتنفيذ أعمال تخريبية، مشددًا على ضرورة تسريع وتيرة العمليات العسكرية لتحرير الحويجة وإعادة أهاليها النازحين، الذين باتوا يشكلون عبئًا إقتصاديًا كبيرًا على المدينة، منوهًا بأن بقاء تلك المناطق تحت سيطرة داعش يفاقم من معاناة المدنيين إلى حد مأساوي، إضافة إلى بقاء الخطر على المحافظات المجاورة.

من جانبه، أكد الفريق جبار ياور، الأمين العام لوزارة البشمركة، لـ"إيلاف"، أن قوات البشمركة مستعدة لإطلاق عملية تحرير الحويجة من قبضة داعش، إلا أن القرار بيد الحكومة الإتحادية حصرًا.

أضاف ياور أن قوات البشمركة ستكون لها مشاركة أساسية ومهمة وفاعلة مع القوات الأخرى في عمليات تحرير الحويجة، وأن قوات البشمركة لن تبقى في الحويجة بعد التحرير.

قوات البشمركة مستعدة لإطلاق عملية تحرير الحويجة من قبضة داعش

&