تضاربت الأنباء والتصريحات والرؤى في الإمارات أخيرًا حول مدى الجدوى من نقل جبل جليد أو أكثر إلى سواحل إمارة الفجيرة من أجل تحسين&المناخ الإماراتي وزيادة كميات الأمطار والمخزون المائي وجلب ملايين الليترات من الماء العذب إلى الدولة.&

إيلاف من دبي: البعض يقول إن هذا المشروع لا جدوى حقيقية منه، وإنه لن يساهم في تحسين مناخ الإمارات، وإن تكلفته ستكون ضخمة مقارنة بفائدة محدودة جدًا قد تعود منه.&

فيما يؤكد آخرون أن المشروع جيد، وسيساهم في تحسين المناخ وتوفير المياه العذبة، وسيعمّ بالخير على الدولة، وأصبح مغرّدو وسائل التواصل الاجتماعي حائرين&بين وجهتي النظر المتعارضتين، ولا يعلمون أيهما على صواب. متسائلين: "جبل الجليد .. هل سينقل إلى الفجيرة أم لا؟!".

المشروع سيغيّر المناخ بشكل جذري بحسب صاحبه


&&عجّت وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي أخيرًا بأخبار وفيديوهات حول مشروع يعتزم مهندس إماراتي يدعى عبدالله الشحي تنفيذه بالتعاون مع مهندس فرنسي يمتلك شركة فرنسية ويختص بنقل جبلين جليديين من القطب الجنوبي إلى سواحل إمارة الفجيرة، مما يوفر نحو 20 مليار ليتر من الماء العذب للشرب، ويلبّي الاحتياج الأكبر من وسائل الحياة لأكثر من مليون إماراتي طوال 5 سنوات على الأقل، إضافة إلى توفير مبالغ مالية كبيرة يتم إنفاقها على شراء مياه معدنية مستوردة.

مطر غزير على مدار العام
وقال صاحب المشروع المهندس الإماراتي عبدالله الشحي إن هذا المشروع سيغيّر المناخ بشكل جذري، حيث إن دخول هذه الكتلة الجليدية إلى وسطٍ عالي الرطوبة حول بحر العرب، سيكثّف بخار الماء، ويحدث منخفضًا جويًا يجذب الغيوم الهائمة من البحر نحو مركزها، فتثقل وتمطر غزيرًا على مدار العام.

وتابع أنه بإمكانه ومهندس فرنسي الشروع في عملية نقل جبل جليدي عملاق مسافة 9200 كيلومتر من القطب الجنوبي عبر المحيط الهندي، ثم تقطره إلى سواحل إمارة الفجيرة عند بحر العرب، وخلالها قد يذوب ثلثه، إلا أن الباقي يمد الإمارات بكنز كبير أكثر من 20 مليار ليتر من ماء عذب للشرب، تلبّي الاحتياج الأكبر من سائل الحياة لأكثر من مليون إماراتي طوال 5 سنوات على الأقل، ويوفر دولارات بالملايين ينفقونها على شراء مياه معدنية مستوردة على حسب قوله.

لماذا الفجيرة؟...&
أضاف أن المهندس الفرنسي جورج موجان يؤكد أن باستطاعته تحقيق ما يبدو صعبًا، عبر شركة تملك ما يلزم، أسسها قبل 45 سنة، وسماها Iceberg Transport International لنقل كتل وجبال جليدية عبر القارات، ولديه واحد جاهز للنقل، يبلغ طوله أكثر من 3 كيلومترات، وسمكه الغارق تحت الماء 300 متر، وهو بعيد 1920 كيلومترًا عن الساحل الشمالي للقطب الجنوبي، ولا يلزم إلا سحبه من مكانه إلى حيث الفجيرة، باعتبارها الإمارة الوحيدة عند بحر العرب، ليرسو بعيدًا 24 كيلومترًا عن ساحلها، ثم استنزاف ما فيه من خيرات.

فيديو فكرة مشروع نقل الجبلين الجليديين الى الفجيرة:

وأفاد الشحي أنه وفقًا للدراسات التقنية من الممكن نقل جبلين جاهزين حاليًا، وأن أول جبل جليدي سيتم جره بسفن مخصصة في الربع الأول من 2019 إلى سواحل أستراليا، ومنها إلى الفجيرة، وأن دخول هذه الكتلة الجليدية إلى وسطٍ عالي الرطوبة حول بحر العرب، سيكثّف بخار الماء، ويحدث منخفضًا جويًا يجذب الغيوم الهائمة من البحر نحو مركزها فتثقل وتمطر غزيرًا على مدار العام.

تحويل الصحراء إلى مروج خضراء
وأكد الشحي أن "وجود الجبال الجليدية على سواحل الفجيرة سيشكل عامل جذب سياحيًا كبيرًا، وسيلعب دورًا مهمًا في تحويل صحراء الإمارات إلى مروج في مدة لن تتجاوز 10 سنوات فقط، وهو ما كانت عليه شبه الجزيرة العربية كلها قبل ملايين السنوات، غنية بغابات خضراء ريانة تمدها بأسباب وأشكال الحياة الطبيعية، إلى أن تغيّر حالها المناخي والبيئي على الأرض بسبب ظواهر التصحر والجفاف عبر الزمن، بحيث لم تعد سماء الإمارات تمطر أكثر من 78 ملم في العام".

تأثير محدود لا يزيد على 2 كلم
من جهة أخرى، أكدت هيئة البيئة في أبوظبي أن مشروع نقل جبلين جليديين من القطب الجنوبي إلى سواحل إمارة الفجيرة، لتحسين المناخ الإماراتي وزيادة كميات الأمطار والمخزون المائي، والذي أعلنت عنه شركة إماراتية بالتعاون مع شركة فرنسية لا يزال مجرد مقترح يحتاج الكثير من دراسات الجدوى لتوضيح إمكانية التنفيذ والتكلفة وغيرها من الجوانب الأساسية في المشروع، مؤكدة أن تأثير الجبل الجليدي في مناخ الدولة سيكون محدودًا ومرتبطًا بالمنطقة المحيطة به فقط.

المهندس الفرنسي جورج موجان (يمين) وصاحب المشروع المهندس الإماراتي عبدالله الشحي

وأوضحت أن أكبر حجم كتلة جليدية يمكن نقله&يكون طوله&2 كلم، وعرضه&من 400 إلى 500 متر، وبارتفاع يتراوح ما بين 200 إلى 250 مترا، مبينة أن مساحة هذه الكتلة الجليدية لا يمكنها تغيير مناخ دولة، وتأثير وجود أي جبل جليدي سيكون محدودًا، ولن يتخطى مساحة 2 كم من كل جانب في المنطقة المحيطة به.

وقالت "إن هذا المشروع ليس جديدًا، وسبق للمملكة العربية السعودية دراسته عام 1977 مع جامعة آيوا الأميركية، ولم يتم تنفيذه لعدم جدواه".

فكرة قديمة حديثة
تجدر الإشارة إلى أن أكبر مشروع "جليدي" سمي "حبقوق" أحد أنبياء التوراة، وفكر به رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل بصنع حاملة طائرات من جبل جليدي بدلًا من المعدن، إلا أن موانع تقنية وتوابع الحرب العالمية الثانية حالت دون تنفيذه، وهي نفسها الموانع التقنية التي حالت دون تنفيذ مشروع مماثل راود الحكومة السعودية حين عرضه عليها المهندس الفرنسي نفسه في سبعينيات القرن الماضي، وكان هدفه نقل جبل جليدي من القطب الشمالي أو من النروج لإذابته عند سواحل المملكة العربية السعودية والإستفادة من مائه العذب للشرب.

طفرة هائلة
وقال مغرّدون على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إنه إذا نجحت تلك الفكرة، وأصبح المشروع حقيقة على أرض الواقع، وتمكن المهندس الشحي ونظيره الفرنسي من تحقيق الاستفادة المرجوة من الجبل الجليدي المتمثلة في تحسين المناخ وتوفير المياه العذبة وجعل الإمارات مروجاً خضراء، فإن ذلك سيحدث طفرة هائلة في منطقة الخليج، وسنرى العديد من الجبال الجليدية في المنطقة، فضلًا عن طقس معتدل طوال العام وتنوع اقتصادي وزراعي ضخم.
&