طالبت الحكومة المحلية في كركوك عناصر حزب العمال الكردستاني المتواجدين بمغادرة المدينة، فيما تُصعِّد وزارة البشمركة في حكومة الإقليم من لهجتها العسكرية وترد على تهديدات أطلقها قيادي في حزب العمال مؤخرًا بتحويل أراضي الإقليم الى ساحة واسعة لشنِّ هجمات مسلحة على المصالح الإقتصادية للحكومة التركية.

وقال كامل سالي قائمقام كركوك في مؤتمر صحافي عقده اليوم في كركوك، إن محافظة كركوك ليست منطقة مناسبة لنشاطات حزب العمال الكردستاني، فعليه أن يسعى لنيل أهدافه في المناطق التي جاء منها وليس في كركوك.

وطالب سالي عناصر حزب العمال الكردستاني المتواجدين في كركوك بالإنسحاب منها وترك المدينة، كما أكد بأن الحكومة المحلية لن تسمح برفع علم حزب العمال الكردستاني في كركوك.

نشاطات محظورة

من جهته، أعرب حيدر العبادي رئيس الوزراء، عن رفض بلاده تعليق حزب العمال الكردستاني، أعلامًا وملصقات لزعيمه&عبد الله أوجلان المعتقل، في مركز محافظة كركوك، مشيرًا الى أن الحكومة العراقية لن تقبل بمثل هذه الأعمال، لأنها ستفتح الباب لصراعات جديدة، وأن بغداد لا تريد الدخول في اشتباكات مع عناصر حزب العمال الكردستاني، كما لا تسمح لهم بالقيام بممارسة أي نشاطات معادية &لتركيا داخل الأراضي العراقية، وذلك وفق الدستور العراقي.

وكان عناصر حزب العمال الكردستاني قاموا برفع علمهم الخاص الى جانب العلم الكردستاني في حي رحيم آوه الواقع شمال&كركوك أمس الأول، الأمر الذي أثار غضب وحفيظة بعض القوى السياسية، حيث إعتبرت الجبهة التركمانية العراقية في كركوك رفع علم حزب العمال استفزازًا للمكونات المتعايشة.

وتعيش مدينة كركوك التي تطفو على بحر من الذهب الأسود صراعات سياسية محتدمة بين الأحزاب المختلفة،&لاسيما بعد رفع العلم الكردستاني فوق المؤسسات الحكومية الى جانب العلم العراقي ناهيك عن الإضطرابات الأمنية وعمليات إغتيال منظمة تستهدف مسؤولين كباراً وشخصيات سياسية بين الحين والآخر. &

صراع كردي كردي &

وفي ما يتعلق بتهديدات حزب العمال لشنِّ عملياتهم المسلحة على المصالح التركية في إقليم كردستان، أعرب هلكورد حكمت &المتحدث باسم وزارة البشمركة في تصريح لـ "إيلاف" عن أمله ألا تكون لتصريحات قائد في العمال الكردستاني حول جعل كردستان ساحة حرب ضد تركيا تداعيات عملية على أرض الواقع ، مشيرًا الى أن البشمركة قوة تحظى بتأييد دولي وبيدها الكثير من الأوراق ولا ترغب بالإنشغال بأمور صغيرة ، بحسب تعبيره.

وكان رضا التون القيادي في حزب العمال الكردستاني هاجم الخميس الماضي الحزب الديمقراطي الكردستاني، وإتهمه بالتعاون والعمل لصالح تركيا، مهددًا بتحويل اقليم كردستان إلى ساحة معارك ومهاجمة المصالح التركية في الاقليم.

وتصاعدت التوترات بين حزب العمال الكردستاني وحكومة إقليم كردستان، وذلك بعد الاشتباكات التي وقعت مطلع&مارس الماضي بين قوات البشمركة وفصيل تابع لحزب العمال الكردستاني في مدينة سنجار الواقعة غرب&مدينة الموصل.

وكانت حكومة إقليم كردستان طالبت مرارًا وتكرارًا حزب العمال الكردستاني بإخلاء مقراتهم والإنسحاب من أراضي إقليم كردستان، كما إتهمته بالتسبب في تدمير القرى الحدودية جراء القصف والغارات، التي تشنها قوات الجيش التركي على المناطق الجبلية&داخل الإقليم.&