«إيلاف» من العراق:&تعيش مدينة كركوك، التي تعدّ أهم شرايين الإقتصاد في العراق، أزمات سياسية وأمنية وإقتصادية تضاف اليها أزمة المصير، لا سيما بعد رفع العلم الكردستاني فوق المباني والمؤسسات الحكومية، وإصرار الجانب الكردي شمول كركوك في عملية الإستفتاء الشعبي لتقرير المصير.

الجبهة التركمانية في مدينة كركوك جددت رفضها القاطع لشمول كركوك في عملية الإستفتاء الشعبي الكردي.

وقال أرشد الصالحي رئيس الجبهة التركمانية في حديث لـ «إيلاف»، إن كركوك محافظة عراقية، وهي تضم قوميات وطوائف مختلفة ولايمكن فرض الأمر الواقع من قبل مكون أو جهة سياسية بعينها على المحافظة، مضيفاً أن الإستفتاء الشعبي في إقليم كردستان أمر يخالف أصلاً القوانين والدستور العراقي.

قرارات تصعيدية

وأوضح الصالحي أن المكون التركماني سيقف ضد أي قرارات فردية وتصعيدية تصدر من أي جهة بخصوص مصير كركوك، مشيرًا الى أن القوى التركمانية &متمسكة بمشروعها الخاص لجعل كركوك إقليمًا مستقلاً على أن تتم إدارتها وفق آلية الشراكة الحقيقية والتوافق بين المكونات الرئيسة، بالإستناد الى المادة 119 من الدستور العراقي.

وأوضح الصالحي أن أي قرار يصدر بشأن مستقبل المحافظة لابد وأن يتم الاحتكام فيه إلى الدستور والقانون وعلى الأطراف المعنية الابتعاد عن التصعيد بقضية كركوك.

المكون العربي في كركوك هو الآخر الذي يرفض شمول محافظة كركوك في الإستفتاء الشعبي في إقليم كردستان.

التغيير الديمغرافي

وأكد أحمد العبيدي، منسق الملتقى العربي في كركوك، في حديث لـ "إيلاف"، أن جميع الأطياف المتعايشة في المدينة خاصة المكون العربي منها تدفع ثمن الخلافات والصراعات السياسية المحتدمة بين حكومتي أربيل وبغداد، مشددًا على ضرورة الإلتزام بالمواد الدستورية وتطبيق المادة 140 التي تنص على تطبيع الأوضاع في كركوك والمناطق المتنازع عليها بين إقليم كردستان والحكومة المركزية، ومن ثم إجراء الإحصاء السكاني وتنتهي&المادة بإستفتاء شعبي في كركوك والمناطق، موضع الخلاف بين حكومة الإقليم والحكومة المركزية، لتحديد ارادة سكان تلك المناطق.

كما إتهم العبيدي الأحزاب الكردستانية بالتغيير الديمغرافي لمدينة كركوك وإزدياد أسماء في سجلات الناخبين ناهيك عن سيطرة القوى الكردية على الكثير من المناصب السيادية في الإدارة المحلية.

وتسيطر البشمركة على كركوك، باستثناء مناطق في جنوب غربي المحافظة، التي لا تزال تحت قبضة تنظيم داعش منذ إنسحاب قوات الجيش العراقي من المحافظة عقب اجتياح التنظيم شمال وغرب&العراق في يونيو&عام 2014.

الحزبان الحاكمان "الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني" أعلنا في وقت سابق أن الإستفتاء الشعبي للإستقلال سيشمل محافظة كركوك والمناطق المستقطعة من إقليم كردستان.

قدس كردستان

وبهذا الصدد، قال محمد خورشيد مسؤول فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني في كركوك، في حديث لـ "إيلاف"، إن الإستفتاء الشعبي سيجري هذا العام وسيرى الجميع النتائج التي يقرها شعب كردستان حول تقرير المصير، مضيفًا أن عملية الاستفتاء ستشمل كركوك والمناطق وصفها بالكردستانية الواقعة خارج إدارة الاقليم، وسيشارك مواطنو هذه المناطق بحماسة كبيرة&في الاستفتاء وسيدلون بأصواتهم، مؤكدًا ان اهالي كركوك جادون وحريصون بمسألة الاستفتاء، بحسب زعمه.

وأشار القيادي في الحزب الديمقراطي بزعامة مسعود برزاني، الذي يعتبر كركوك "قدس كردستان"، الى أن الهدف من اجراء الاستفتاء هو ان يقرر الشعب الكردي عن مصيره للمستقبل، خاصة أن أراضي الإقليم تم إلحاقها قسرًا بالعراق في عشرينيات القرن الماضي.

وشدد خورشيد أن قوات البشمركة دافعت عن كركوك وجميع مكوناتها المتعايشة في أعقاب سقوط مدينة الموصل وانسحاب الجيش من كركوك في منتصف عام 2014، مطمئنًا القوميات في كركوك أن القيادة الكردستاينة ستضمن حقوقها في حال تم إسترجاع كركوك الى الإقليم.

من جهته، أكد أحمد العسكري عضو مجلس محافظة كركوك عن الإتحاد الوطني بزعامة جلال طالباني، في تصريح لـ "إيلاف"، أن الوفد المشترك للأحزاب الكردستانية والذي تم تشكيله مؤخرًا إجتمع مع الأطراف السياسية أمس الأول، حيث تمت مناقشة &مصير كركوك وقضية الإستفتاء الشعبي، مشيرًا الى أن بعض الأطراف السياسية أبدت موافقتها لشمول كركوك في عملية الإستفتاء الشعبي.