لندن: الاعتقاد السائد منذ زمن طويل ان الكلاب تمتلك حاسة شم أقوى من الانسان سواء في اكتشاف العظام او العبوات الناسفة أو المخدرات أو حتى مرض السرطان. &

ولكن دراسة جديدة توصلت الى ان هذا الاعتقاد ليس إلا "خرافة كبيرة".&

وخلص علماء في الولايات المتحدة الى ان الانسان يجيد شم الاشياء كما يجيد شمها صديقه الوفي بل ان الانسان أفضل من الكلب في التقاط بعض الروائح مثل نكهات الموز. &

وبعد تحليل سنوات من البيانات التجريبية اكتشف العلماء ان البشر قادرون على تمييز نحو ترليون رائحة مختلفة وليس 10 آلاف كما كان يُعتقد في السابق. &

ويقول الباحثون ان جهاز الشم عند الانسان أكبر بكثير مما كان يُعتقد في السابق ويحوي عدداً مماثلا من الخلايا العصبية لجهاز الشم عند الكلاب وغيرها من الثدييات. &

ونُسب الخطأ الذي عمره 150 عاماً بأن جهاز الشم عند الانسان جهاز ضعيف الى الطبيب الفرنسي المختص بجراحة الدماغ في القرن التاسع عشر بول بروكا.& إذ كان بروكا يصر على ان حاسة الشم القوية صفة متأصلة في الحيوان وان البشر بوصفهم كائنات عقلانية لا بد ان تكون قدرتهم على الشم أضعف بكثير. وأصبحت كتابات الطبيب الفرنسي ذات تأثير هائل حتى ان رائد التحليل النفسي سيغموند فرويد كان من تلاميذه. &

وقال البروفيسور جون ماغان رئيس فريق الباحثين الذي اجرى الدراسة الجديدة في جامعة رتغرز في ولاية نيو جرسي "ان البشر اغفلوا لزمن طويل ان يتوقفوا عند هذا الادعاء ، بمن فيهم اشخاص مهنتهم دراسة حاسة الشم". &

تخلف قدرات الشم عند البشر

واضاف البروفيسور ماغان "الحقيقة ان حاسة الشم قوية عند البشر كما عند ثدييات اخرى مثل القوارض والكلاب”، وتُكتشف الروائح عندما تحتك الخلايا العصبية المستقبلة في جهاز الشم بالجزيئات التي تشكل رائحة معينة.& ثم تُنقل المعلومات الى بصيلة الشم في الدماغ. &

وعلى امتداد سنوات كان العلماء يعتقدون ان صغر حجم بصيلة الشم بالنسبة الى حجم الدماغ مقارنة مع انواع أخرى يعني تخلف قدرات الشم عند البشر. &

ولكن الدراسة الجديدة وجدت ان حاسة الشم عند الانسان "ممتازة" وإن بطرق مختلفة عن الحيوانات.&

وفي حين ان الكلاب تجيد التمييز بين انواع متعددة من البول في الشارع فان البشر يستطيعون ان يحددوا جغرافياً المكان الي أُنتجت فيه انواع مختلفة من النبيذ بحاسة الشم وحدها ، كما كتب الباحثون في دراستهم.& &

البشر يتحسسون رائحة الموز

وفي حالة الموز فان البشر أكثر تحسساً بروائحه من الكلاب والأرانب بسبب تفوقهم في تحسس اسيتات الإيميل، احد المكونات الأساسية لرائحة الموز.

وقال الباحثون "ان الروائح البيئية يمكن ان تستحضر ذكريات وعواطف محدَّدة وتؤثر في تفعيل الجهاز العصبي اللاإرادي وتشكيل مشاعر التوتر والانفعال وتدفع الى سلوك الاقتراب والتجنب".& &

والمعروف ان حاسة الشم تضعف مع التقدم في السن ولكن البروفيسور ماغان دعا الأطباء الى ايلاء مزيد من الاهتمام بالمريض حين يبدأ بفقدان هذه الحاسة لأنها يمكن ان تكون انذاراً مبكراً عن امراض خطيرة.& وقال "ان بعض الأبحاث تشير الى ان فقدان حاسة الشم قد يكون بداية مشاكل في الذاكرة وامراض مثل الزهايمر وباركنسون". &

واعرب البروفيسور ماغان عن الأمل بأن يبدأ العالم بفهم اهمية حاسة الشم وان فقدانها قضية كبيرة. &

تُستخدم الكلاب عادة لاكتشاف مواد شتى ، من المخدرات والمتفجرات الى مطاردة المطلوبين باقتفاء آثارهم عن طريق حاسة الشم. &

&

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف".& الأصل منشور على الرابط التالي

http://www.telegraph.co.uk/science/2017/05/11/paws-thought-human-sense-smell-just-good-dogs-scientists-claim/